عبد المعطى أحمد يكتب: ماذا حدث للفلاح المصرى؟
سوف يبقى العمل أهم وأبقى مصادر الغنى والثراء للشعوب والأفراد, وحين يتوقف الإنسان عن العمل, فهو يخسر أهم مقومات وجوده, ومازلنا نذكر الفلاح المصرى المبدع, حين كان يصلى الفجر وينطلق إلى أرضه, يزرع ويروى ويجنى ثمار جهوده وتعبه.
كان بيت الفلاح يجمع كل احتياجاته القمح والأرز والخضار واللحوم, ولم يكن فى حاجة إلى البندر, لأن بيته يكفيه, وكانت أكياس القطن على الأبواب كأنها حراس تحمى البيت من الفقر والحاجة, وكان القطن يمثل فرحة كل بيت.
ماذا حدث للفلاح المصرى المبدع الخلاق؟ هل أهمله زمانه فلم يعد يجد مصدر رزقه؟ هل بخلت عليه الأرض لأنه أهملها وتحولت إلى كتل خرسانية؟!هل هى الضرائب والرسوم وأسعار كل شىء المبيدات والبذور والأسمدة, أم هى روح الفلاح التى لم تعد كما كانت؟! كيف يعود فلاح مصر منتجا مكتفيا راضيا؟ ولماذا غاب الجميع عن معاناته ومشاكله؟
كان الفلاح كنز مصر الحقيقى, ومنذ غاب ضاقت كل الأشياء, وباع قطعة الأرض, واشترى”توك توك”, يعمل عليه الأولاد بعد أن تخرجوا فى الجامعات, وأصبحوا بلا عمل.
أعيدوا الفلاح إلى أرضه, ووفروا له كل مايحتاجه, لكى تعود الأرض, وتطعمنا كما كانت, وكان الفلاح مصدر الانتاج والكفاية, وكان يطعم مصر كلها, ومنذ بدأت رحلة المعاناة فقد الرغبة فى الإبداع, رغم أنه علم الدنيا أقدم وأرقى الفنون, وهى الزراعة.
أعيدوه إلى أرضه, فهى طوق النجاة من أشباح الفقر والحاجة, وسوف تبقى الأرض منبع الخير , وسوف يبقى الفلاح المصرى أهم ثروات مصر وأغلاها, ومنذ انسحب وحاصرته الهموم هاجر أحيانا, ثم أغلق الباب على نفسه, وباع الأرض أو أقام عليها بيتا يحميه فى ليل الشتاء الطويلة.
رغم أنه لم يمر من عمر الولايات المتحدة الأمريكية غير حوالي 250 سنة فقط، إلا أنها قضت 93% من عمرها، بما يعني 222 سنة في الحروب المختلفة على الدول الأخرى, واحتلالها في أنحاء العالم كافة.أكثر من 90 حربا وعدوانا، منها جرائم حرب, وجرائم ضد الإنسانية، مما يدل علي أنها أحط وأشرس حضارة قامت عبر التاريخ، علما بأنه لا يوجد لأمريكا حضارة، والدليل هذه القائمة السوداء :-
فى عام 1833: قامت القوات الأمريكية بغزو نيكاراغوا, وفى عام 1888: دخلت القوات الأمريكية إلى البيرو, و1846: احتلت القوات الأمريكية أرضا مكسيكية, وضمتها إليها، وهى ما تعرف اليوم بولاية تكساس, و1848: قامت القوات الأمريكية باحتلال أرض مكسيكية أخرى, وضمتها إليها، وهى التى تُعرَف الآن بولايتى: كاليفورنيا ونيومكسيكو, وفى1854: دمرت الولايات المتحدة ميناء “غراى تاون” في نيكاراغوا، انتقاماً منها لعدم قبول حكومتها دخول عميل أمريكي إلى أراضيها, و1855: غزت القوات الأمريكية أورغواى، ثم غزت قناة بنما و1857: تدخلت في نيكاراغوا ثانية، لإفشال محاولة عدو أمريكا “وليم روكر” تولى السلطة, وعام 1873: قامت القوات الأمريكية بغزو كولومبيا، ثم قامت بعمليات ضدها على مدى الأعوام: 1885، 1891، 1892، 1893، 1898، 1899 , وفى عام 1888: تدخلت أمريكا في هايتى, وفى 1902: تدخلت أمريكا في هندوراس, وفى 1904: الهجوم على بنما, و1905: الهجوم على هندوراس, وفى 1907: استولت أمريكا على ست مدن في هندوراس, وعام 1907: الهجوم على المكسيك لمساعدة الديكتاتور “بورويرو دمزبراى”, وفى 1907: الهجوم علي نيكارجوا, وفى 1907: الدخول إلى جمهورية الدومينيكان لقمع الثورة, وفى 1908: المشاركة فى الحرب بين هندوراس ونيكاراغوا, و1910: التدخل بالقوة العسكرية في انتخابات بنما, وفى 1911: التدخل لقمع الإنقلاب ضد حكومة نيكاراغوا, و1911: الدخول إلى الهندوراس لدعم التمرد بقيادة مانويل بونيلا، ضد الرئيس المنتخب ميغيل داويا, و1911: قمع الانتفاضة المناهضة للولايات المتحدة في الفلبين, و 1912: التدخل العسكرى فى الصين, وعام 1912: الهجوم على كوبا, وعام 1912: الهجوم على بنما, وعام 1912: الهجوم على هندوراس, وفى عام 1914: قامت قوات “المارينز” بالدخول إلى هاييتى في عملية إنزال جوى، وسرقوا البنك المركزى فيها، بحجة استرداد ديون أمريكية, وعام 1915: احتلت أمريكا كلَ هاييتى، وبقيت فيها إلى عام 1934, وفى 1916: تدخلت القوات الأمريكية فى الدومينكان ضد الثورة على السلطة الفاسدة، وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها، حتى عام 1924, وفى 1917: احتلال كوبا وعام 1918: المشاركة فى الحرب العالمية الأولى, وعام 1920-1918: التدخل فى روسو1919: التدخل عسكريا فى بنما, وفى كوستاريكا, وعام 1920: الهجوم مرة أخرى على هندوراس, و1921: الهجوم على جواتيمالا, وشهدعام 1922: التدخل عسكريا فى تركيا, وفى عام 1922: تدخلت القوات الأمريكية فى السلفادور, وفى عام 1924كان التدخل عسكريا فى الصين, وفى عام 1925: الهجوم عسكريا على هندوراس مرة أخرى, وفى عام 1926: الهجوم مرة أخرى على بنما, وعام 1927: الهجوم على نيكارجوا مرة أخرى, وعام 1932: احتلال الصين, وعام 1934: احتلال هاييتى, وعام 1937: الهجوم على السلفادور, وعام 1945: الهجوم على نيكارجوا.
المؤكد أن الجماعات الإرهابية صناعة أمريكية, وبالعودة إلى تاريخ هذه الجماعات نجد أن بدايتها كانت فى أفغانستان برعاية أمريكية ضد الاحتلال الروسى لأفغانستان, وحينما دخلت أمريكا العراق دخلت معها الجماعات الإرهابية فى إطار رؤية أمريكية استراتيجية لإضعاف العراق وتفتيته لخدمة المصالح الإسرائيلية, وإنهاك القوى العربية المؤثرة فى صراعاتها الداخلية بعيدا عن مواجهة إسرائيل.
نتذكر أنه فى 16 يناير 1938 تم افتتاح المتحف الزراعى المصرى فى سراى الأميرة فاطمة اسماعيل والتى كانت قد وهبته فى عام 1908 للجامعة المصرية, وفى نفس اليوم من عام 1945 اختبأ هتلر تحت الأرض لمدة 105 أيام قبل أن ينتحر!,وفى 16 يناير 1950 توفى على مصطفى مشرفة عالم الفيزياء والرياضيات المصرى, وفى اليوم نفسه من عام 1952ولد أحمد فؤاد الثانى ملك مصر إسميا بعد ثورة 23 يوليو والإبن الوحيد للملك فاروق.