صفوت عباس يكتب : (مكتوب ع النت: “حارس البوابة مات”)!
.. الامر يبدو هينا لينا سلسا مشوقا مسليا لكنه بالتاكيد فيما اظن “عظيم”
اي رأس يستطيع تحمل طوفان منهمر بسيول الغث والثمين من الاخبار والمعلومات والمشاهد والصور والاراء القادم بحسن نيه مرسله او المدسوس به نوايا واغراض غير صريحه تهدف للتاثير علي عقل المتلقي وتوجييه او التاثير علي وعيه ورأيه وانتاج فعل جديد منه يكون باجنده وخطط من اطلق تلك الرساله فالاكثر منهم لايلقي مافي رأسه الا بغرض ويهدف لنيل تأثير بعقل وفعل من تصل اليه رسالته.
الحديث عن ادبيات تحكم النشاط الانساني يعتبر مملا لغير المتخصص خاصه مع الاستشهاد بمصطلحات مبهمه غير معتاده لمن لم يتعرض لها لكنها تبدو ضروره عند محاوله الحديث عن مشكله حياتيه يمكن ان يعالجها، ولعل مايجعلنا نستدعي مصطلح (حارس البوابه) في سياق الاتصال هو هذا الكم المتدفق من كل ضار ونافع تعرضه شاشه الهاتف المحمول المتصله بمواقع التواصل الاجتماعي تاتي طوعا او قسرا وفق اليات تشغيل تلك المواقع. وماعظم الامر ان وسيله وآله الاتصال اصبحت متاحه وبكل يد وفي كل منزل وان تقنيات حمل البيانات اصبحت بقدرات عاليه ومتاحه.
.. “حارس البوابه” في ادبيات الاتصال يقصد به القائم علي فلتره المحتوي المتضمن بالرساله الاتصاليه وفق قواعد مهنيه او اخلاقيه هذا الحارس قد كان يمارس عمله باريحيه وجدوي مع اعلام المؤسسات حكوميه او خاصه مع اختلاف عمله حسب قواعد الاخلاق والمهنيه و المنفعه الاتصاليه لكل مؤسسه والتي كانت باي حال وتكاد تكون ضئيله للغايه امام جحافل المتصلين علي ميديا الهاتف والتي لانستطيع ان نتهمها كلها بعدم الضمير الشخصي او المهني حيال مايلقي علي صفحاتها لكن تبرئه الجميع من ذنب بث محتوي يتراوح من تافه الي مضلل الي غير اخلاقي موجوده وبشده.
.. بعض تطبيقات الاتصال لديها فلتره اليه للمحتوي المنشور عليها ويسمونه (معايير مجتمعهم) لكنها غير نزيهه بالمره تتبع كلمات لاتروق لهم _هم _ فقط وقد تتعارض كليا مع راي غيرهم، ولكثافه روادها تلجاء للرقابه عبر الاله الصماء التي يتحايل الرواد عليها باساليب من تقطيع الكلمات او استبدال بعض الحروف بارقام او حروف لغه مغايره فتصبح معايير رقابتهم مخترقه او كالعدم.
.. بعض الناس يلجأون لحراسه بوابه عقولهم بالامتناع عن التعرض او حجب بعض المواقع والموضوعات ان تصل اليهم لانهم علي يقين بان ( حارس البوابه مات)، وهذا يتحقق مع اقليه بعقل ووعي رشيدين والبقيه الكبيره اما تتواصل لتمضيه الوقت فتقع في شراك تصطاد عقولها وتصنع سلوكها او انها اطراف مخطط انضمامها للعمليه الاتصاليه برغبتها او بتوجيه غيرها مع اعتبار المتلقين جميعا للميديا مصدرا لاخبارهم ومعلوماتهم وتسليتهم لحد ان عباره (مكتوب ع النت) هي علامه موثوقيه المصادر غير الجديره بالثقه.