أحمد فرغلي رضوان يكتب : الهنا اللي أنا فيه..حاول تضحك!
أكرر مرة أخرى وسبق ذكرته عن الكتابة الكوميدية إنها تعاني بشدة ، وأصبحت مهارات الكتابة الكوميدية نادرة في الوقت الحالي وهي التي تقوم على صناعة المواقف والتلاعب بالألفاظ دون ابتذال، وكذلك القدرة على تقديم “المبالغة” المقبولة في كتابة المواقف المبنية على الانفعالات أو المفاجأة بشكل ناجح، للأسف أغلب الأعمال الآن تكون “مبنية” على الايفيهات وكأنها هي العمود الفقري للعمل الكوميدي !! وقدرة الممثلين على إلقاءها في حين تراجعت مهارات الكتابة الكوميدية الأخرى ! التي هي في الحقيقة روح العمل.
أحدث الأعمال الكوميدية والتي يختتم بها موسم 2024 السينمائي فيلم ” الهنا اللي أنا فيه” بطولة كريم محمود عبدالعزيز وياسمين رئيس ودينا الشربيني وحاتم صلاح وتأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي.
أسماء صناع العمل “تبشر” بأنك ستشاهد عملا كوميديا مميزا! ولكن للأسف الفكرة ليست مبتكرة والكوميديا كانت “شحيحة” ومثلها أداء معظم الأبطال الذين لا يمتلكون مهارات الأداء الكوميدي، رغم التقدير لاجتهادهم الكبير وتحميلهم أداء مواقف كوميدية كثيرة، مثلا مشهد استغرق وقتا طويلا على الشاشة بين “فوزية” دينا الشربيني و “أحمد” كريم محمود عبدالعزيز ، المفترض أنه موقف كوميدي يقوم على الإسقاطات “الجنسية” والمفترض أيضا إنه من بين المواقف الرئيسية في الفيلم جاء ضعيفا جدا على مستوى الأداء والحوار وظهر كأنه “دعابة سمجة”!
السيناريو أعتمد بشكل أساسي في الكوميديا على التلاعب بالألفاظ مثل “فوزية الفولاذية” والايفيهات حول المنشطات الجنسية وكأنها هي الرهان الوحيد في الفيلم ولذلك تكررت في أكثر من مشهد حتى أصبحت مملة!
كذلك استخدام فكرة المرض الخطير والمميت ،استقبال البطلة والبطل للخبر به عدم إقناع على الإطلاق وطوال الوقت البطلة وكأنها غير مريضة بمرض خطير تتصرف بشكل طبيعي وسعادة وستسافر إلى رحلة ! كان ممكن يتم الاستغناء عن هذا السبب الحزين طالما نريد أجواء كوميدية مسيطرة على الأحداث، مثلا الزوج يخون زوجته ويتزوج صديقتها لأي سبب أخر ! وخاصة أن هناك اعجاب قديم بينهما!
المشكلة الكبرى في العمل أن المواقف الكوميدية كانت نادرة ومكررة وكان ممكن استغلال السيناريو بشكل أفضل على مستوى الكوميديا من خلال كتابة مواقف أكثر والتقليل من الاعتماد على أداء الأبطال خاصة دينا الشربيني وياسمين رئيس، لا يمكن اعتبارهما من بين ممثلات الكوميديا رغم اجتهادهما في الكثير من المشاهد ولكن ربما لو كان تم استبدال واحدة منهما بممثلة كوميدية كان حدث توازن في الأداء الكوميدي بين أبطال الفيلم ولكن يبدو أن صناع الفيلم حاولوا الاستفادة من صداقتهما في الحقيقة لصناعة الفيلم!
حاتم صلاح وياسمين رئيس قدما أفضل أداء في الفيلم ونجح حاتم في تقديم كوميديا مقبولة دون افتعال وياسمين قدمت ردود فعل جيدة مبنية على المفاجأة ، خاصة مشهد الأوتيل ومعهما بعض ضيوف الشرف، اوتاكا وياسر الطوبجي قدما مشاهد كوميدية جيدة جدا، والفيلم كان في حاجة إلى ممثلي كوميدية مثل الشخصية التي جسدتها مريم الجندي.
دينا الشربيني لم تنجح في تقديم أداء مناسب للشخصية في كثير من المواقف الكوميدية، أما البطل كريم محمود عبدالعزيز، ممكن القول لا جديد أداء عادي وأقل من موهبته ،لم يجتهد ولم يقدم أي جديد وأخشى أن يكون أصابه الكسل الفني ! مثل المخرج خالد مرعي أيضا الفيلم لا ينافس أعماله الكوميدية الجيدة قبل سنوات .
الهنا اللي أنا فيه فيلم كوميدي متوسط فنيا رغم أسماء صناعه.
تقييمي للفيلم 5.5/ 10