عبد المعطى أحمد يكتب: الضفة وغزة عام 2025
يحمل العام المقبل المزيد من الأخبار السيئة للفلسطينيين بعد الدمار الشامل والخراب والقتل والإبادة الجماعية التى تمارسها اسرائيل ضدهم, ولن تكتفى إسرائيل نتنياهوبذلك, ومن المرجح ألا ينتهى العام2025إلا وتكون اسرائيل قد سرقت كل غزة والضفة الغربية, كما سطت على معظم الأراضى الفلسطينية منذ ماقبل وعد بلفور المشئوم فى عام 1917,فقد انتهز نتنياهو الفرصة التى وفرتها هجمات 7أكتوبر 2023, وربما هو من سعى إلى خلق تلك الفرصة لتحقيق أهداف إسرائيل التوسعية لابتلاع الضفة وغزة بهدف طرد الفلسطينيين من الضفة وغزة وتهجيرهم إلى أى مكان آخر فى العالم أو قتلهم جميعا لمنع إقامة دولة فلسطينية أوتحقيق مبدأ حل الدولتين الذى تتشدق به الولايات المتحدة كذبا ولاتعمل على تحقيقه بجدية, لأنه ببساطة لايهمها أمر الفلسطينيين فى شىء مادام صوت العرب خفيض, واحتجاجاتهم منعدمة, ولايهمها إلا أمن وسلام إسرائيل, وتبلغ مساحة الضفة الغربية نحو5660كيلو مترا مربعا أو نحو21% من مساحة فلسطين التاريخية, أصبح نحو 60% منها مستعمرات إسرائيلية يسكنها نحو 520ألف مستعمر يهودى, فى حين تبلغ مساحة غزة نحو 360 كيلو مترا مربعا فقط.
ومادام الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب – الذى يتولى الحكم فى 20 يناير المقبل – يؤمن بأن إسرائيل دولة صغيرة, مساحتها تصل إلى 22,027كيلو متر مربع يسكنها نحو 10ملايين نسمة, وتحتاج إلى التوسعة لاستيعاب المزيد من المهاجرين اليهود, فإنه قد لايمانع من سيطرت إسرائيل على الضفة وغزة, فهو من قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية, وهو مايعنى الاعتراف بأن القدس هى عاصمة إسرائيل, ولذلك سوف تسطو إسرائيل على بقية الضفة الغربية وكل غزة.
• وزير المالية الاسرائيلى سموتريتش قال: إنه بعد انتخاب رونالد ترامب رئيسا لأمريكا, فقد حان الوقت لفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية, وإن بسط هذه السيادة سيكون فى عام 2025, فماذا سيفعل العرب خاصة أن ترامب سبق فى ولايته السابقة أن قام بنقل السفارة الأمريكية للقدس, واعترف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة؟!
• على العرب ألا يعولوا كثيرا على النظام الدولى وعدالة قضيتهم , فاليمين المتطرف بدأ يحكم قبضته على معظم الدول الأوروبية, وفى أمريكا يعود ترامب, وحتى فى الأرجنتين أصبح لهم السيطرة, ورأينا فى هولندا كيف أن رئيس الوزراء اليمينى يلقى اللوم على من يؤيدون وقف الحرب فى غزة ويلقى القبض عليهم, بينما يتعاطف مع مشجعى فريق كرة القدم الاسرائيلى, مع أنهم بدأوا بالعدوان, ومزقوا العلم الاسرائيلى . العالم يكيل بميكيالين بلا عدالة!
• هناك عالم جديد لاأحد يعلم مايحمله من المفاجآت والحروب, ولكن المؤكد أن القرار سوف تغيب عنه الحكمة ويختفى الأمان. الحروب تترك الدمار وموت الضمائر فى كل شىء يجعل الحياة أكثر فقرا وضياعا. إن العالم يعرف شطط الرئيس ترامب وهوليس غريبا, كما أن فشل الرئيس بايدن فى أوكرانيا والشرق الأوسط يؤكد أننا أمام نماذج فى سلطة القرار يصعب كشف توجهاتها ومدى نجاحها فى إدارة شئون العالم, وكل المؤشرات تؤكد أننا أمام سياسات يحكمها الارتجال والعشوائية فى عالم تديره الحروب وتسيطر عليه الأهواء, يغيب صوت الحكمة وينتصر الارهاب, ويسعى نتنياهو لتغيير خرائط الكون, واختزال الشعوب, وسرقة الأوطان.
• حديقة الأندلس الأثرية بكورنيش النيل بالجزيرة بإمكانك أن تطلق عليها أجمل حديقة فى القاهرة, وهى بالفعل كذلك, ليست لأنها حديقة تمتلىء بالأشجار والأزهار, ويذهب إليها الباحثون عن نزهة خلوية ومتنفس أخضر, ولكن أيضا لأنها تستند إلى تاريخ طويل من الفن والابداع والالهام, وترتبط فى الذاكرة بشخصيات وأحداث لايمكن إسقاطها مع الاهمال الذى تعرضت له الحديقة على مدار سنوات طويلة, غنى فيها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ, والفنان الكبير فريد الأطرش, والعملاق محمد فوزى, والفنانة الكبيرة فيروز وغيرهم من قوة مصر الناعمة, ونظرا لقيمة الحديقة التراثية التى تعد أول حديقة تسجل كأثر فى مصر, وهى جزء رئيسى من ذاكرة أجيال جاء الاهتمام بإعادة تطويرها عقب سنوات من الإهمال والتجاهل.
• ظلت القاهرة تفقد مسطحاتها الخضراء وأشجارها الكبيرة على مدى أكثر من 50 سنة لدرجة أن الحد الأدنى لنصيب الفرد من المناطق الخضراء عالميا هو عشرة أمتار, فى حين أن نصيب الفرد لدينا أصبح مترا وربعا فقط.!
• هناك دراسة أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تبين فيها أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات, 11% منهم من المثقفين والفنانين والرياضيين, وأن أكثر من 500 ألف مصرى يعتقدون بتصنيف الجان إلى أحمر وأزرق, وأن 75% منهم يتحاشون ضرب القطط والكلاب ليلا لاعتقادهم بأن العفاريت تتشكل بصورتهم, كما يؤمن البعض بأن الجان قادر على الزواج من نساء الأإنس, إضافة إلى 274خرافة تسيطر على سلوك أهل الريف.
• فى مؤلف قيم عن “الحب فى القرآن الكريم” يقول الدكتور محمود بن الشريف وهو من كبار علماء الأزهر الشريف: إن الحب بكل مايحمله من معان, وبكل مايتبعه من أمان واطمئنان هو علاج للقلق, وعلاج لإنسان العصر الحديث الذى فهم الحرية على أنها حرية بلا حدود, فانحدر وجرفه التيار إلى مهاوى من القلق والأنانية والاكتئاب والاضطراب, فهيا بنا إلى واحة الحب.
• لم يترك لاعب مصرى فى التاريخ الأثر النفسى والمعنوى الذى تركه صاروخ الشرق محمد صلاح فى فترة احترافه الأوروبى حتى صار رمزا خالدا للكرة المصرية بفارق ضخم عن أقرب ملاحقيه, من هنا أطالب نجمنا المصرى بالبقاء فى أوروبا أو بالأحرى البقاء فى نادى ليفربول والذى صنع فيه مجدا لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه عندما ترك مصر منذ عشر سنوات للاحتراف فى نادى بازل السويسرى المغمور.