أحمد فرغلي رضوان يكتب : سينما 2024 ..عام شباك التذاكر والشباب
ممكن القول أن عام 2024 السينمائي كان عام انتعاش شباك تذاكر السينما المصرية بامتياز حيث حقق أكثر من فيلم إيرادات كبيرة وغير متوقعة ومن بطولة شباب جدد، وكذلك شهد العام تنوعا ملحوظا في الإنتاج ما بين الكوميدي والرومانسي والأكشن وهو أمر جيد للصناعة، حيث توزع النجاح والإيرادات بين الجميع وهو أمر نادر التكرار حيث كان يستحوذ الأكشن والكوميديا على الإيرادات الكبيرة، هذا العام المفاجآت كانت أكبر من أي توقعات، كان عاما مليئا بالأحداث و المفاجآت.
في رأيي أكبر مفاجآت السينما المصرية هذا العام كانت من خلال الشباب الصاعدين وعرض فيلم “الحريفة” مطلع العام من بطولة شباب صاعدين ليس بينهم نجم شباك ويحقق الفيلم إيرادات كبيرة وصلت لنحو 74 مليون جنيه مما شجع صناعه على تصوير جزء ثان ويعرض في نفس العام ! ومرشح بقوة لتجاوز ايرادات الجزء الأول ، ظاهرة نجاح فيلم الشباب “الحريفة” تؤكد أن الفكرة الجيدة تفرض نفسها ويستقبلها الجمهور ويشجعها، الفيلم أقترب بواقعية من جمهور الشباب وأحلامهم وطموحاتهم مع لعبة كرة القدم ولذلك صدقوه.
أما ثان مفاجأت هذا العام كانت مع عودة الرومانسية للمنافسة في شباك التذاكر من خلال فيلم ” الهوى سلطان” والذي نجح في تحقيق إيرادات كبيرة بلغت نحو 76 مليون جنيه وما زال في دور العرض والفيلم يعيد التألق للفيلم الرومانسي والإجتماعي من جديد وكذلك يعيد البطولة النسائية لشباك التذاكر حيث تصدرت البطولة منة شلبي.
ثالث مفاجآت العام كانت مع السينما الكوميدية والتي عادت لصدارة المنافسة بقوة مع فيلم “اكس مراتي” وإيرادات غير متوقعة وصلت إلى نحو 93 مليون جنيه.
ثلاث أفلام كانوا خارج توقعات الإيرادات الكبيرة ولكنهم حققوا أكبر مفاجآت هذا العام.
الأكشن كالعادة كان حاضرا في شباك الإيرادات مع فيلم “ولاد رزق3” وهو تكملة لسلسلة الفيلم الناجح واستطاع الوصول لرقم قياسي جديد في الإيرادات وهو 254 مليون جنيه ومعه فيلم “شقو” وهو ينتمي أيضا لسينما الأكشن ونجح في تحقيق إيرادات كبيرة بلغت نحو 78 مليون جنيه.
من الظواهر اللافتة هذا العام أيضا عودة البطولة النسائية لتتصدر الأفيش مع منى زكي وليلى علوي ومنة شلبي وغادة عبدالرازق وياسمين رئيس، ونجحت ليلى علوي في تحقيق رقم قياسي بعرض ثلاث بطولات لها هذا العام وهو رقم لم يتحقق لأي بطلة منذ عام 2005 حينما عرض لمنة شلبي 6 أفلام.
هشام ماجد وعمرو يوسف كلاهما عرض له فيلمان خلال هذا العام وحققا نجاحا وايرادات كبيرة ، هشام فيلمي ” فاصل من اللحظات اللذيذة واكس مراتي” وعمرو يوسف “شقو و ولاد رزق3”.
أيضا من الظواهر اللافتة في عام 2024 عودة المخرجات للسينما المصرية شاهدنا 5 أفلام بتوقيع مخرجات “آل شنب، الهوى سلطان، رفعت عيني للسما، الفستان الأبيض، دخل الربيع يضحك ” وهي من العوامل الإيجابية لسينما 2024 بكل تأكيد ونتمنى أن يواصلوا تقديم أعمال جديدة في 2025.
انتعاش كبير لشباك تذاكر وصناعة السينما المصرية وتجاوز عدد الأفلام التي عرضت هذا العام رقم 40 فيلم وهو رقم لم يتحقق منذ سنوات طويلة واقتربت الإيرادات من رقم المليار جنيه وهو ما يؤكد أن صناعة السينما المصرية بخير وقادرة على الاستمرار بقوة، بفضل مواهبها الكثيرة و المتعددة ونأمل في الوصول لرقم 50 فيلم خلال عام 2025 وهو رقم ليس كبير على هوليوود الشرق ويتحقق بإتاحة فرص للممثلين والمخرجين والمؤلفين الجدد بعيدا عن حسابات شباك التذاكر.
أخيرا يبدو أننا أمام جيل جديد من المخرجين يعلن تمرده على المصطلح الشهير “السينما النظيفة” سنرى.
وكذلك بعضهم يحمل جرأة في طرح أفكار جديدة سواء دينية أو سياسية ولكن الرقابة كانت لهم بالمرصاد.