السيد خلاف يكتب : صفقات الخيانة والانتكاسة!
تدير إسرائيل حربها وفق أجندة محددة واضحة ومعلنة وعازمة على تنفيذها وفرضها بالسلاح والدم وفق استراتيجية : ” حدودنا ستمتد في نهايةالمطاف من لبنان إلى الصحراء الكبرى ،أي المملكة العربية السعودية، ثم من البحر الأبيض المتوسط إلى الفرات،وعلى الجانب الآخر من الفرات الأكراد، والأكراد أصدقائنا،إذن لدينا البحر الأبيض المتوسط خلفنا والأكراد
أمامنا، ولبنان الذي يحتاج حقا إلى مظلة الحماية من إسرائيل ،وبعد ذلك سنأخذ مكة والمدينة وجبل سيناء، وسنعمل على تطهير هذه الأجزاء ” هذا هو هدفها ومخططها .
ومايشهده الشرق الأوسط من تغيرات جيوسياسية وعسكرية وتوزيع مناطق النفوذ تؤكد من جديد أن أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي التي نفذتها حماس ضد الاحتلال لم تكن لمجرد إحياء القضية الفلسطينية من جديد ، وإنما كانت مخطط موضوع بعناية لتنفيذ مخطط إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد !!
ولم يبدأ العمل على تنفيذ هذا المخطط إلا بعد خلق سبب للبدء في التنفيذ ، فكانت حماس خير من يبدأ إطلاق شرارة المعركة ،لبدء تنفيذ المشروع الذي تم الإتفاق عليه وبلورة بنوده بين واشنطن وتل أبيب ودول في المنطقة لفرض واقعا جديدا ورسم حدودا جغرافية كان قد أعلنها نتنياهو أمام الأمم المتحدة .
كشفت هذه التطورات الهدف الاستراتيجي والعسكري لهذه الحرب، وهو توسيع حدود دولة إسرائيل ، بموجب تنفيذ صفقة “الخيانة والتقسيم ”
،وتهجير الفلسطينيين،وتقليم أذرعة إيران بالدول الحاضنة، والتهجير القسري إلى سيناء ” لم ولن يحدث “، والجنوب اللبناني بعد تدمير حزب الله وتفجير قياداته وكوادره ،
وقيادات حماس وتسليم سوريا واحتلال أراضيها إلى ما قبل العاصمة بكيلومترات معدودة،
وانسحاب لإيران وروسيا، وفقا لما تم التوافق عليه وواشنطن وتل أبيب وموسكو وأطراف عربية !!
وأدارت واشنطن المعركة بكل اقتدار من خلال جولات مكوكية شكلية لوقف الحرب وهي تدير المعركة بظلال اساطيلها المرابطة بالمنطقة وسلاحها ،وجولات مكوكية مخادعة عنوانها السلام ووقف الحرب التي تقودها ، وهي توسع دوائر الصراع من دولة إلى أخرى،وصولا للوضع الحالي .
تمت التفاهمات بين خمس دول لتحقيق الأهداف التالية :
-تهجير قسري للفلسطينيين وتوسيع حدود دولة الاحتلال .
-كسر شوكة حركة حماس والقضاء عليها في الداخل .
-خروج آمن لمن أراد مع تأمين مسكن وراتب شهري بالدولار في أي دولة يختارها.
-عدم ملاحقة قيادات حماس في الخارج، وعدم مصادرة أموالهم في بنوك أمريكا وأوروبا وسويسرا،وملاحقة من يرفض حتى تصفيته.
-القضاءعلى حزب الله وتصفية قياداته،مع وقف الدعم الإيراني لأذرعة طهران في كل من غزة ولبنان وسوريا.
-خروج إيران من لبنان وسوريا واقناع روسيا بشار الأسد وأسرته بخروج آمن والتصدي لأي مطالب بمحاكمته.
– إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بعد تولي ترامب .
– احتفاظ روسيا بالأراضي التي حررتها وكانت تابعة لها وتحافظ على الأمن القومي الروسي .
– انسحاب روسيا من أراض أوكرانية احتلتها ولا تهدد الأمن القومي الروسي .
-تجميد طلب أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو .
مكن ضعف الموقف العربي إسرائيل من احتلال وتدمير غزة بحجة الرهائن والأمن، وتدمير واحتلال جنوب لبنان ،وحصار الحزب لوجيستيا من منابع إمداد أسلحته محور القصير بالأراضي السورية بعد تسليم سوريا وفقا للصفقة التي تم الاتفاق عليها وتهيئة البديل منذ 6 شهور في انتظار ساعة الصفر للانقضاض على سوريا ونظام الأسد للقضاء على الجيش وتدمير سلاحه الجوي و الصاروخي الباليستي والبحرى ودفاعه الجوي و مدفعيته ودباباته، ومازال البحث جاريا عن سلاحه الكيماوي !
ومن أسف أن إسرائيل أعلنت عن رغبتها في توسيع الجغرافيا الإسرائيلية في الأراضي السورية وتمركز قوات لها دائم ومستوطنات على الأراضي السورية التي احتلتها ،بمعنى قضم أراضي واحتلال جديد ، وهذا هو كلام نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، ويضاف إلى ذلك ما أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكية بلينكن من ضرورة أن يكون للأكراد حدودهم الجغرافية في شمال شرق سوريا ،مايعني التمهيد إلى تقسيم سوريا وتثبيت الإحتلال الإسرائيلي بمستوطنات وجيش وتغيير الخريطة الجغرافية إلى سوريا وإسرائيل بدواعي الذريعة التي تخوض بها الحروب وخلق دوائر جديدة للصراع واحتلال أراض وانتزاعها من الوطن الأم ..