مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : ريمونتادا أنغام وجدل صوت مصر

0:00

الجمهور هو المقياس الفعلي لنجاح الفنان وأعني الجمهور الحقيقي بعيدا عن المعجبين والدعاية المدفوعة، وهو رد الفعل الجماهيري الذي وجدته عقب صدور ألبوم المطربة أنغام مؤخراً ردود فعل كبيرة في أكثر من مكان ومن جمهور متنوع، الإشادة بالمستوى الفني المتميز كانت واضحة ، الجمهور دائما يبحث عن العمل الجيد ويغضب إذا الفنان خذله وقدم عمل لمجرد التواجد في المشهد !
استطاعت أنغام تقديم ألبوم غنائي متكامل الحالة الفنية  مثل البومات الماضي والتي حققت لها النجاح والانتشار ، نجح في الاستحواذ على قلوب الجماهير ، الألبوم اختارت أن يعبر عن حالة إنسانية معينة لدى المرأة فكان له شكل فني وهي ميزة كان يفتقدها الجمهور ، تلك الحالة الموسيقية المعبرة عن موضوع ما يكون عنوانا للالبوم ، خاصة بعد انتشار الأغاني المنفردة فكان بمثابة “ريمونتادا” قوية لأنغام وضعت فيها خبرة السنين الطويلة.
الألبوم تضمن 12 أغنية وحمل عنوان “تيجي نسيب” ، عبرت من خلاله أنغام عن مشاعر كثيرة للمرأة في أكثر من حالة رومانسية ، ما بين الحب والفراق والبعد وصعوبة الاختيار ولكن أغلب المشاعر كانت عن حالات الانكسار العاطفي للمرأة والتي كانت المتلقي الأول لأغنيات الألبوم فكثيرا منهن تأثرن ووجدن حالاتهم الخاصة في أكثر من أغنية.
الألبوم حمل توقيع عدد من الأسماء الناجحة والموهوبة في عالم الموسيقى والشعر الغنائي ولكن كان هناك أكثر من مفاجأة منها أغنية من الحان الراحل الموهوب رياض الهمشري احتفظت بها أنغام لنحو 17 سنة ! وهي أغنية “بقالك قلب” من كلمات أمير طعيمة وكذلك تضمن الألبوم أغنيتين من تأليف الفنان الكوميدي أكرم حسني تيجي نسيب وخليك معاها، ولكن في رأيي أغنية “بنعمل حاجات ” كانت متميزة جدا وهي من الحان عزيز الشافعي وكلمات أمير طعيمة.
وكذلك أغنية “تيجي نسيب” والتي هي عنوان الألبوم كانت تطرح السؤال الأزلي في العلاقات العاطفية سؤال الانفصال ومبرراته!
ومع عودة أنغام القوية عاد الجدل بين المعجبين حول لقب صوت مصر وخاصة بعد عودة أمال ماهر مؤخرا لإحياء الحفلات عقب انتهاء عزلتها! رغم أن عودتها كما كانت في الماضي لا تزال بعيدة وأمامها فترة لتتجاوز حالة العزلة وما حدث فيها لأني أعلم أنها تأثرت نفسيا كثيرا!
أما الصوت الثالث المشارك في جدل صوت مصر هو المطربة شيرين والتي لا تزال غارقة في مشاكلها الخاصة بيدها هي أوصلت نفسها لهذه المنطقة الخطرة ، ما أن تعود للغناء حتى تتراجع وتختفي وتعود للظهور من خلال مشكلة جديدة!  الجمهور بدء يضج من كثرة الخلافات وأخبارها ولا يعرف هل ستعود ام تظل هكذا من مشكلة إلى مشكلة وبينهما اختفاء صامت .
حتى اللحظة تتفوق أنغام في إدارة موهبتها و في الأرشيف الغنائي الخاص الذي تملكه في الجيل الحالي وبمسافة كبيرة.
ولكن لو تحدثنا عن من تكون صوت مصر عبر التاريخ بالطبع لا أحد غيرها أم كلثوم بالطبع ، سأعيد جزءا كتبته في مقال سابق عن كوكب الشرق والتي تعتبر صاحبة الحق الأصيل في لقب صوت مصر والشرق.
وهي الصوت العربي الوحيد الذي اختارته مجلة رولينج ستون العالمية ضمن قائمة أفضل الأصوات عبر التاريخ وقالت عن تلك الأصوات وقتها “يمكنهم إعادة تشكيل العالم بمجرد فتح أفواههم” وعن أم كلثوم وصفتها ” ليس لها نظير حقيقي بين المطربين في الغرب، لعقود من الزمان مثلت النجمة المصرية ، وإلى حد ما روح العالم العربي”.
أخيرا ظاهرة سيئة جدا تزايدت مؤخرا عبر السوشيال ميديا  وهي اعادة تقديم الأغنيات الصادرة حديثا بأصوات مطربات أخريات بتقنية الAI لزيادة الجدل والتنافس بين معجبين الفنانات مما يؤثر سلبيا على الألبومات الحديثة بهذا التشويش.

زر الذهاب إلى الأعلى