مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : درويش..سينما المقاومة بالكوميدي!

0:00

تواصل السينما المصرية انتعاشها في النصف الثاني وتعويض التوزيع الضعيف في النصف الأول الآن يعرض فيلم جديد كل أسبوعين ! الجمهور كان “متعطش” لأفلام جديدة بعد الشهور العجاف الأولى من هذا العام.
ممكن القول أن المستوى الفني أفضل نوعا ما في النصف الثاني من العام وهناك تنوع إلى جانب ظهور عدد كبير من النجوم والنجمات ، أخر الأفلام التي بدء عرضها هذا الأسبوع فيلم ” درويش” وهو فيلم مغامرة كوميدي تاريخي تدور الأحداث في أربعينيات القرن الماضي وقت الاحتلال الإنجليزي .
واحدة من أفضل مقدمات الأفلام هذا العام على مستوى التصوير والإخراج كانت لفيلم درويش حيث شاهدنا مقدمة مشوقة وبها عناصر فنية جديدة وغير مكررة.
ولكن كعادة معظم أفلام هذا الموسم الفلاش باك متواجد من البداية للنهاية ! ثم نبدأ في معرفة قصة درويش ورفاقه، السيناريو الذي كتبه وسام صبري متأثرا بشكل كبير بفيلم كيرة والجن فقرر استنساخهم في هذا السيناريو!
لدرجة أنه بعد ظهورهم أنتظرت أن يتم تعريفهم بأسماءهم ليكون ” افيه” الموسم ! ولكن تم تغيير أسماء خلية المقاومة التي تقرر البحث عن حقيقة درويش ثم التعاون معه!
كنت أتمنى أن يبتعد السيناريو عن تلك المقارنة ! ولكن لا أعرف كيف فكر صناع الفيلم.
سيناريو فيلم درويش مزج ما بين شخصيات المناضلين وشخصيات النصابين في شكل كوميدي وصنع مغامرة جيدة وبها قدر كبير من التشويق والتحولات المقبولة جدا خلال الأحداث وقدم أيضا عدد من مشاهد الأكشن الكوميدي ولكن بعضها لم يكن متميز خاصة الجزء الأخير داخل القصر .
على مستوى الكوميديا نجح الفيلم في تقديم كوميديا جيدة قائمة على التناقض بين الشخصيات والتلاعب بالألفاظ في عدد من المشاهد بين شخصيات النصابين والمناضلين، وشاهدنا عدد من المشاهد الجيدة بين درويش وزبيدة في وجود كاريمان أو بين درويش وخلية المناضلين.
واجتهد المخرج وليد الحلفاوي في تقديم أكشن مناسب للأجواء الكوميدية واستغلال ردود أفعال مصطفى غريب وظهر الممثلين باداء جيد وردود أفعال مناسبة جدا ، ومن المشاهد الجيدة في تصوير الأكشن مشاهد المطاردة في شوارع منطقة المعز التاريخية، وداخل مدينة الانتاج الإعلامي وكذلك مشهد الهروب من السفينة.
عنصر الأزياء لدينا نديم كان لافت جدا في هذا الفيلم وهو الأفضل هذا الموسم بين الأفلام التي تم عرضها.
من أبرز السلبيات النهاية لم تكن جيدة خاصة ظهور الإعلامي محمود سعد ويسرا لم تكن مناسبة لأجواء العمل وكان الأفضل قفل الفيلم مع مشهد سفر درويش وزبيدة وأيضا طول مدة الفيلم بعض الشيء وتكرار الفلاش باك في الجزء الأخير ! لم يكن جيدا.
عنصر التمثيل من أفضل العناصر الفنية في هذا العمال عمرو يوسف يقدم واحد من أفضل أدواره وقدم خفة ظل مقبولة جدا لشخصية النصاب الذي يقع مضطرا وسط خلية مقاومة وطنية! وشكل ثنائية جيدة وخفيفة الظل مع دينا الشربيني.
عمرو مع هشام ماجد كانا الأكثر نجاحا وظهورا في سينما 2024 ولكن هذا العام اكتفى بهذا الفيلم فقط ونجح في الاستمرار وهو أهم شيء للفنان في السينما عدم الغياب.
دينا الشربيني قدمت أداء جيدا جدا لشخصية الراقصة والنصابة زبيدة ورغم أن مساحة الدور ليست كبيرة ، لكنها تألقت بشكل كبير خاصة في النصف الثاني والمشاهد التي جمعتها مع درويش وكاريمان.
تارا عماد ربما هو أفضل دور قدمته ونال اعجابي وقدمت أداء لافت للشخصية وتفاصيلها ومثلها خالد كمال قدم أداء متميز أيضا.
أما الكوميديان مصطفى غريب فكان ظهوره هنا وأداءه أقل من فيلم الشاطر وهو بالتأكيد نتيجة متوقعة لكثرة الأعمال وتكرار الأدوار في فترة قصيرة ، نصيحة مرة أخرى عليه التفكير في عدم اهدار موهبته الكبيرة.
فيلم درويش مغامرة كوميدية جيدة وهو من بين الأفلام المتميزة هذا العام ويحسب للإنتاج تقديم هذه النوعية من الأفلام الكبيرة إنتاجيا هو اختبار جماهيري لتلك النوعية من الأفلام ، سيكون اختبار صعب بسبب ازدحام المنافسة حاليا.

تقييمي للفيلم 7/10

زر الذهاب إلى الأعلى