محمد محمود عيسى يكتب : من يحمي الأئمة في المساجد ؟

طالعتنا الأخبار بحادث الاعتداء طعنا على إمام مسجد بمديرية أوقاف قنا ومن أيام قليلة ماضية قرأت منشورا لأحد أئمة المساجد الفضلاء يستغيث ويطلب حمايته من بعض المترددين على مسجده بسبب الأذى والضرر الكبير الذي يسببونه له داخل المسجد ولا يستطيع أن يبلغ عنهم في قسم الشرطة يكتب الإمام شكواه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بكل مرارة وألم وتظهر من حكايته تفاصيل الألم والمعاناة من بعض المترددين على المسجد والذين يسببون له الأذى والضرر والذي من شدته أوصله إلى أن يكتب معاناته أمام الناس والمسؤولين لعل أحدا يلتفت إلى شكواه ويسعى إلى التواصل معه والاستماع إليه وإزالة أسباب الشكوى والتي تتمثل في توفير الأمن والحماية لإمام المسجد حتى يستطيع أن يمارس دوره في خدمة ونشر الدعوة الإسلامية بطمأنينة وأمن وأمان .
أستغرب مثل هذه الحوادث مع بعض أئمة المساجد واستغرب أكثر حينما أعرف أن حوادث الاعتداء على الأئمة والخطباء تتم داخل المساجد نفسها والتي هي بيوت الله والتي من المفترض أن لها حرمتها ومكانتها الدينية العالية ولكن تكرار هذه الحوادث يدفعنا إلى التساؤل عن ماهية الحماية التي توفرها وزارة الأوقاف للأئمة والخطباء والعاملين في المساجد ضد محاولات الاعتداء عليهم ماديا ومعنويا وماهي الأليات التي يلجأ إليها الإمام أو الخطيب أو العامل في المسجد حينما يتم الاعتداء عليه أو مضايقته أو محاولة إلحاق الأذى به أو منعه من أداء مهمته الوظيفية والدعوية من قبل بعض المصلين أو المترددين على المساجد هل يوجد تنسيق خاص بين وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية لتوفير الحماية للمساجد وأئمة المساجد والعاملين بها ضد محاولات الاعتداء عليهم داخل وخارج المسجد هل يوجد تواصل وتنسيق مستمر بين وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية لتلقي بلاغات أئمة المساجد والتعامل معها بسرعة وحسم لتحقيق عامل الردع لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أئمة المساجد والعاملين بها هل تقدمت وزارة الأوقاف بمشروع قانون لتغيير مواد القانون وتغليظ العقوبات على كل من يقوم بالتجاوز والاعتداء وإحداث الأذى داخل المساجد هل حاولت الوزارة تغيير لوائح وقوانين العمل بوزارة الأوقاف لتتضمن بعض المواد واللوائح التي توفر أقصى درجات الحماية والأمن للعاملين بالمساجد
نعم هناك بعض المساجد يقع نطاقها الجغرافي في بعض المناطق التي قد تتضمن بعض النماذج المجتمعية والسكانية منفلتة السلوك والأخلاق وهناك من الناس من أعمى الجهل بصره وبصيرته فلم يحاول أن يحفظ لإمام المسجد مكانته وهيبته وقدره وقيمته بين الناس وحتى داخل المسجد وهناك من الناس أيضا من يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها وسولت له نفسه المريضة وأخلاقه الوضيعة أن يتباهى وهو يقف وسط المسجد برفع صوته بمجادلة إمام المسجد أمام المصلين في أمور إدارية وقانونية وخلافية غير مكترث ومبال بحرمة بيت الله ولا مكانة إمام المسجد وقدره وهيبته ومكانته ودوره القانوني والإداري المكلف به من الوزارة والدولة في رعاية شؤون المسجد والمسؤولية الكاملة عن كل ما يتعلق بالمسجد أمام الله أولا وأمام القانون والدولة ولكن ما ذنب الإمام وخطيب المسجد أن يقع عليه الضرر والأذى النفسي من بعض هؤلاء المتهورين والمنفلتين أخلاقيا وسلوكيا وكيف يؤدي الإمام رسالته ويقوم بدروه المجتمعي وهو واقع تحت ضغط نفسي قد يتكرر يوميا بسبب تعرضه للأذى من بعض هؤلاء المترددين على المسجد ومن لا يراعون حرمة الله ولا يعرفون قدر إمام المسجد ولا يقدرون ولا يحترمون زيه الأزهري ومكانته ورمزيته بين الناس وقيمته في المجتمع كغيره من رجال الدين
كل ما نرجوه أن يولي معالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري كامل عنايته ورعايته للاهتمام بشؤون المساجد من صيانة ورعاية وأن يكون ملف رعاية المساجد والأئمة على رأس أولويات عمله خلال الفترة القادمة والعمل على توفير أقصى درجات الحماية والأمن النفسي والمادي والمعنوي لائمة المساجد والعاملين بها حتى يستطيع المسجد والإمام أن يؤدي دوره في خدمة الدين والدعوة والمجتمع على أكمل وجه