مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : من جمعة الشوان إلى رأفت الهجان قلوب لاتعرف الخوف

0:00

قادتنى الصدفة الغير مقصودة وأنا أتابع بعض البرامج على اليوتيوب مشاهدة حلقة من المسلسل التاريخى والشهير رأفت الهجان الجزء الثالث مما جعل عنصر أو هرمون الأدرينالين يقوم بتوجيه كل الأحاسيس العصبية لدى بأن أقوم بمشاهدة الجزء الثالث من هذه المسلسل الذى لا أتذكر جيداً بأننى شاهدت جزءه الثالث ولم يقف هذا التوجه عند هذا الحد بل ذهب بى بعيداً بأن اشاهد الجزء الأول والثانى والذى تفوق فيه الفنان محمود عبد العزيز على نفسه وشد بكل قوة جميع أوتار الوطنية المؤججة داخل عقولنا وقلوبنا على السواء عندما يبدأ تحدى أبناء الوطن ضد العدو وهم كثر ولكن ماتقوم به الأسر المصرية والعربية من تربية أبناءها على كره هذا الكيان القذر والذى يقتل ويغتصب أخواتنا من أهل فلسطين المرابطين فى مواجهة غير عادلة ولكنهم يقفون الند بالند مع هؤلاء الذين لايملكون من الرحمة أو الإنسانية أدناها وأود أن أقول للجميع إن التطبيع لن يجدى ولن يثمر أى مشاعر إيجابية نحو هذا الكيان لأفعاله وعنجهية قواده وعلى رأسهم النتن ياهو…!!!
ونعود إلى المسلسل حيث تم إنتاجه عام ١٩٨٨ وهو مسلسل درامى مصرى يتكون من ثلاثة أجزاء من إخراج يحيى العلمى وهو من اعظم مخرجى الدراما المصريين وبطولة محمود عبد العزيز ويوسف شعبان وعدد آخر من النجوم ويدور حول ملحمة وطنية أُخذت من ملفات المخابرات المصرية عن سيرة البطل المصرى رفعت علي سليمان الجمال الذي تم زراعته داخل المجتمع الإسرائيلى بأسم حركى هو رأفت الهجان لمدة ١٧ عام بأسم “جاك بيتون”للتجسس لصالح المخابرات المصرية وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر والتنبيه لموعد حرب ١٩٦٧ قبلها بعدة أيام وكان رد فعل هذا المصرى البطل وهو داخل المجتمع الإسرائيلى مختلف فى كلا الحربين ولا أخفى عليكم بأن قلبى كان يقفز من جسدى فى كل مايعانيه هذا البطل من رُعب الإكتشاف وأيضاً كان ينتابنى الفرحة فى كل أنتصار يتم عن طريقه ومن كان يعمل معه من رجال المخابرات وخاصة محسن ممتاز فى بداية الحلقات والسيد عزيز الجبالى حتى نهاية مهمته(عشت معه كل لحظاته المتنوعه) ونال هذا المسلسل نسبة مشاهدة عالية تعدت الملايين من المشاهدين على مستوى مصر والوطن العربى وأيضاً الجانب الاسرائيلى كما صرح بعض النقاد الفنيين الصهاينة…!!!
ومن الواضح أن تجنيد المخابرات المصرية لهذا البطل كان عن أقتناع منه كعميل مصرى لوطنه الغالى وليس عميل مزدوج حيث كان يردد دوماً بأن رقبتى فداء لمصر وكان عندما يشعر بالخوف أو التخاذل وخاصة بعد الهزيمة فى يونيو حيث طلب بعدها العودة لوطنه وكان يتراجع لأحتياج الوطن له ويردد العبارة السابقة حيث كان لوجوده دور كبير فى إنتصار السادس من اكتوبر العظيم وهناك تفاصيل كثيرة تحتاج لعدة مقالات…!!!
والشخصية الثانية هى جمعة الشوان فى مسلسل الزعيم عادل إمام الشهير وهو دموع فى عيون وقحة وهى قصة مبنية على أحداث حقيقية من ملفات الجاسوسية المصرية لإحدى عمليات المخابرات المصرية ضد الموساد الإسرائيلى والتى كان بطلها فى الحقيقه (أحمد محمد عبد الرحمن الهوان) والذى أصبح فى المسلسل بإسم جمعة الشوان وهو شاب مصري نشأ في ظل بيئة اجتماعية بائسة يحمل حملاً ثقيلاً وهو إعالة عائلته الفقيرة والتى تتكون من أمه الطيبة المسنة وزوجته الكفيفة وشقيقه المستهتر مصطفى الشوان بينما كان (جمعة الشوان) يعمل في ميناء (السويس) وإذا به يتلقى عرضاً مغرياً يكتشف أن مصدره هو الموساد الإسرائيلى والتى تطمح فى تجنيده ليعمل جاسوساً على وطنه وبدافع من وطنيته وإنتمائه المصرى يسارع البطل إلى إبلاغ أجهزة الأمن المصرية فيطلبون منه الإستمرار فى لعب نفس الدور ليُملى على مخابرات العدو معلومات بعضها صحيح وبعضها زائف وتتوالى الأحداث حيث يستمر فى العمل مع الموساد الإسرائيلى كعميل مزدوج لهم داخل مصر لمدة ست سنوات كاملة والذى لعب فيها الزعيم دور رائع لهذه الشخصية والتى كان هدف المخابرات المصرية هو الحصول على جهاز إرسال عالى الدقة والتى أعطته المخابرات الإسرائيلية لهذا البطل بعد أن أختبرته على أجهزة كشف الكذب داخل تل أبيب عاصمة العدو الإسرائيلى
واستنتج من هاتين الشخصيتان بأن ما قدموه لوطنهم هو نبراساّ لكل مواطن مصرى فإن ماعانوه من ضغوطات عصبية تفوق الجبال حيث وأجهوا تلك الأزمات بكل وطنية وشجاعة والهدف كان أمامهم هو أنتصار مصر العظيمة فقدموا أرواحهم على أكفهم وغير مبالين بأى خوف أو قلق على حياتهم فهولاء هم المصريين على حق ودين وإيمان بأن مصر هى أعظم وأغلى من حياتهم وبلاشك نملك من النماذج المصرية الكثير والكثير من يشبه الأبطال الهجان والشوان فهم قلوب لاتعرف الخوف…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة وكل سنة وقرائى الاعزاء طيبين بمناسبة شهر رمضان المبارك…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى