مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : رفح والكارثة

أصدقائي وقرائي الأعزاء تتابعون معي يوميا بل ساعة بساعة الأحداث منذ صبيحة يوم السبت السابع من أكتوبر الماضي 2023 عندما قامت كتائب المقاومة في غزة العزة وعلى رأسها كتائب عزالدين القسام بعملية( طوفان الأقصى) والتي زلزلت الكيان الإسرائيلي ومن بعدها حدث ماحدث إلى الآن؟

قتل ودمار وخراب وتجريف كل شئ من بشر وحجر حتى جثث الموتى الذين وصل عددهم حتى كتابة هذا المقال إلى مايقرب من 30 ألف شهيد وحوالي 70 ألف مصاب معظمهم إصابات تؤدي إلى إعاقة عن الحركة.

وقتل وإصابة مالايقل عن 20 ألف ضابط وجندي إسرائيلي علاوة على تدمير حوالي ألف آلية عسكرية تدميرا كليا أو جزئيا إلى أن وصلنا إلى ( رفح) الفلسطينية وهنا تكمن كارثة الكوارث لأن هذه المحافظة في قطاع غزة العزة نزح إليها حوالي مليون و400 ألف بني آدم على مساحة لاتتعدى 60 كيلوا متر مربع وأي إجتياح بري لها سيكون على أجساد البشر ولأن رفح الفلسطينية تقع على الحدود مع ( رفح) المصرية هنا مربط الفرس ويبدو لي أنه الهدف من كل مايحدث تنفيذ المخطط القديم الذي طالما خططت له إسرائيل بالتخلص من سكان غزة العزة لسيناء الحبيبة وهذا ما ترفضه مصر حذرت منه مصر مرارا في العلن وفي السر.

ولكن ماذا سيحدث عندما يبدأ الإجتياح البري الوشيك بعد أن أخذ الشيطان الأصغر الإذن والضوء الأخضر من الشيطان الأكبر هل ستسمح إسرائيل للمدنيين بالنزوح إلى داخل قطاع غزة شمالا والعودة لبقايا منازلهم المدمرة أم ستدفع بهم إلى السور الفاصل بين غزة ومصر وماذا ستفعل مصر حينها هل ستطلق النار على أهل غزة العزة الذين لاحول لهم ولاقوة أم ستطلق النار على من كان السبب في تهجيرهم قسريا هذه هي المعادلة الصعبة والإختبار الأصعب الذي يواجه مصر في هذه المرحلة من الصراع والحرب بين المقاومة وإسرائيل.

السؤال هنا بكل صراحة ولم يعد هناك متسع من الوقت لعدم الصراحة.

هل أخطأت حماس ولم تحسب حساباتها جيدا قبل الأقدام على عملية طوفان الأقصى؟

هل بالغت إسرائيل في ردة الفعل وإستغلت العملية لتحقيق أهدافها القديمة بتهجير سكان غزة لسيناء.

والسؤال الأخطر في حالة حدوث هذا هل ستقف مصر مكتوفة الأيدي أم ستدخل مصر حرب مفتوحة ضد إسرائيل؟!

هذه الأسئلة ستجيب عنها الأيام القادمة وليست الشهور؟

اللهم أحفظ مصر وشعبها العظيم وجيشها الباسل

زر الذهاب إلى الأعلى