اللواء مروان مصطفى يكتب : رفح .. شكوك وتساؤلات بلا اجابات ..!

نتنياهو لديه أسباب شخصية ومصالح سياسية لإطالة أمد الحرب وتوسيعها وادخال أطراف اقليمية أخري فيها …وكلنا عارفين الكلام ده ..لكن اللي ما نعرفوش هي حماس ايه مصلحتها ايه هي كمان في تطويل الحرب التي بتدمر وبتبيد وبتشرد شعب غزة..؟؟
اسرائيل سيطرت تقريباً علي ٣٠٠ كم من مساحة غزة اللي تبلغ ٣٦٥ كم تقريباً.. يعني اكتر من ٨٠% غزة كلها .. ودمرت اكثر من نصف مبانيها ومساكنها وكل بنيتها التحتية .. واستشهد فيها أكثر من ثلاثين ألفاً ، وأصيب وفقد فيها حوالي مائة ألف من الفلسطينيين .. وتم تكديس وحشر الناجين الباقين منهم في مدينة رفح التي يستعد الجيش الاسرائيلي لاحتلالها علشان يقضي علي ٤ كتائب المتبقية فقط من مقاتلي حماس ، وهوما سيجبر بالتأكيد أكثر من مليون ونصف فلسطيني على اقتحام الحدود المصرية للهروب من القصف المتوحش والموت المحقق، وهو غاية المراد لمجلس الحرب الاسرائيلي.
وخلال المفاوضات الأخيرة التي تمت في باريس والتي وضع خلالها اطاراً مبدئياً لعقد هدنة طويلة ، لكي تهيئ الظروف لبدء مفاوضات لصفقة تبادلية للأسري بين الطرفين، ولإدخال المساعدات الانسانية للقطاع ، بما يمهد الطريق لخطوة تليها لتبادل الأسري من العسكريين الإفراج عن المسجونين الفلسطينيين وايقاف الحرب .
ولقد لكن العالم فوجئ بقيام قاده حماس بارتداء ثياب النصر وقاموا بوضع شروطاً تعجيزية للتفاوض (تعرفونها جميعاً) .. وهي شروطاً يستحيل تنفيذها، ولا يمكن لاسرائيل أن تقبلها، وكأنما أرادوا ان يعلنوا للعالم انتصارهم الساحق وهزيمه اسرائيل وانهم من يضع الشروط ويفرض الأحكام ، وهم على استعداد كامل لمواصله الحرب اذا لم توافق علي شروطهم .
وهذا بالضبط ما يريده نتنياهو يتمناه لمصالحه الشخصية السياسيه ..وكأنما تم التوافق بين الطرفين في الأهداف والمصالح وتلاقت رغبتهما في استمرار الحرب وتطويل أمدها الي أن يقضي الله امراً كان مفعولاً ويتم ايجاد مخرجاً مشرفاً لقيادات الانفاق وأسرهم ، أو تنتهي اسرائيل من ابادة الشعب الغزاوي أو تهجيره الي سيناء، دون النظرولا الاهتمام بالأعداد الرهيبة للضحايا الفلسطينيين ..أو حتي لمعاناة الأسري من الجانبين .
وطبعاً فهمت اسرائيل مضمون الرسالة وسعدت به ، وقال رئيس وزراءها ان نصرها أصبح علي مسافة ذراع واحد وطالب الجيش بسرعه اقتحام رفح لتحقيق النصر المطلق .
وهنا ثارت الشكوك، وزادت علامات الاستفهام .. حول الاسباب والدوافع الحقيقة التي دفعت قاده حماس لوضع تلك الشروط التعجيزيه والتي تؤدي إلى فشل المفاوضات قبل أن تبدأ… ودون مراعاه اعتبارات الواقع العسكري والسياسي والانساني …واهمية التفاوض لسرعة التوصل الي حلول سياسية تخفف من عذاب اهاليهم فوق الأرض وتوقف نزيف الدم والتدمير الوحشي والتشريد غير الانساني الذي يتعرضون له.. وبما يمنع اسرائيل ويقطع الطريق عليها لارتكاب المزيد من المذابح في رفح ، لكي تجبر الفلسطينيين علي الهروب للحدود المصرية .. وهو ما سيتسبب في مشاكل خطيرة لمصر ، ويهدد امنها القومي وسيادتها وقد يجبرها ويفرض عليها الدخول في مواجهة عسكرية مع اسرائيل(وهو ما قد يكون مطلوباً للطرفين ).
والسؤال الأخطر الذي لم أجد له اجابة ..هل كان ذلك التشابه في الأهداف، والتلاقي في المصالح بين قادة الطرفين المتحاربين.. من قبيل الصدف البحتة.. أم كان هناك توافقاً مسبقاً علي ذلك …؟؟
وخصوصاً أن اسرائيل قد أبدت استعدادها بالسماح فقط بخروج السنوار ونائبه محمد الضيف من انفاقهم ونفيهم للخارج .. ورفضت باقي الشروط.
ويقول المحللون ان تلك الشروط قد وضعها قيادات المكتب السياسى لحماس الموجودين بالخارج .. ولم يضعها أو شارك فيها قيادات الانفاق .. الذين تشير المعلومات أن الاتصالات قد قطعت تماماً بينهم وبين قادة حماس في الخارج بسبب كثافة الأعمال العسكرية علي خان يونس، أو لاحتمالية استشهاد السنوار وعدد كبير من قياداته في الضربات الاسرائيليه الاخيره (وأشاروا الي اختفاء أبي عبيدة المتحدث الإعلامي لكتائب القسام وعدم ظهوره في الفترة الأخيرة ). ..وهوما قد يكون مبرراً لتلك الشروط التي قدمها المكتب الخارجي للحركة .
وواصلت اسرائيل( بصدر رحب) واستمرت في تصعيد خطط التهجيرالقسري لسيناء رغم التحذيرات والخطوط الحمراء التي وضعتها مصرفي السابق… وهو ما أدي الي استنفار تأ الحشود العسكرية المصرية وتأهبها الكامل علي حدودها .. تحسباً للعملية العسكرية المتوقعة للضغط على مليون ونصف فلسطيني من النازحين المتكدسين في رفح ودفعهم نحو معبر رفح لمواجهة الجيش المصرى .. رغم كل التصريحات والتأكيدات الأمريكية والدولية (التي لا يمكن الوثوق بها) برفض هذه العملية العسكرية وعدم دعمها .
وفي أول رد فعل مصري … نشرت صحيفة (هايوم الاسرائيلية ) أن مصر قد حذرت اسرائيل وامريكا من أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين الي الحدود المصرية ، أو القيام بأي عمل عسكري داخل ممر فيلاديلفيا يعنى سقوط اتفاقية السلام بكافة ملاحقها وانتهاء العمل بها ، ولجوء مصر الي سيناريوهات أخري قد تكون عسكرية للتعامل مع الموقف .
وتشير المعلومات الاخيره التي نقلت عن احد المصادر الروسيه الي قيام مصر بمحاوله تغيير المواقف، وتضييق الفجوة بين اسرائيل وحماس من خلال ترتيب مفاوضات سريه مع السنوار نفسه لتعديل الشروط التي وضعتها حماس … وهو ما دعا رئيس المخابرات الأمريكية ورئيس الموساد الإسرائيلية للحضور لمصر للتعرف على ابعاد مشاركه السنوار في خلفيات المفاوضات المنتظرة .. وهو ما يدعمه الجانب الأمريكى بشدة .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب.