مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : الحكومة الجديدة وتغيير المحافظين

مع بداية الفترة الرئاسية الثالثة للرئيس عبد الفتاح السيسي من المؤكد أنه ستكون هناك حكومة جديدة وذلك بعد أن تتقدم الحكومة الحالية باستقالتها إلى رئيس الجمهورية وهنا إما أن يكلف السيد الرئيس رئيس الحكومة الحالية بتشكيل الحكومة الجديدة أو يتم اختيار رئيس حكومة جديد يبدأ في تشكيل واختيار وزراء الحكومة  ومع اختيار وتشكيل هذه الحكومة من الواضح أنه سيتبع تغيير الحكومة تغيير المحافظين أو بعضهم وأيا كانت تشكيلة الحكومة الجديدة أو من سيتولى رئاستها هناك الكثير من الآمال والطموحات التي يتمنى المواطن أن يراها ويجدها في حكومته القادمة هذه الطموحات والآمال من المواطن يجب أن يقابلها ترجمة لشكل وتوجهات الحكم الجديد خلال فترة الولاية الثالثة وهي الفترة التي من الواجب أن يكون عنوانها مرحلة جني الثمار وخروج ملامح وشكل الجمهورية الجديدة إلى الداخل والخارج وعلى ذلك فاختيار حكومة هذه الفترة لابد أن يكون مختلفا عن كل الحكومات السابقة ويكون وفق ضوابط مختلفة أيضا وغير تقليدية أو من الأفضل أن تتغير آلية اختيار الوزراء من الأساس وهو ما تفرضه أهداف وسياسات المرحلة القادمة وهي المرحلة الثالثة من عمر الجمهورية الجديدة وهي مرحلة شديدة الحساسية بالنسبة للدولة وبالنسبة للمواطن وحساسيتها بالنسبة للدولة في أنها تقدم نفسها للمواطن في شكل جديد ومختلف وغير تقليدي ومختلف كل الاختلاف عن كل ما سبق من اختيارات ووزراء وحكومات وهو ما يجب أن يلمحه المواطن من مجرد اختيار الأسماء وأداء القسم من حيث الوجوه الشابة المتعلمة تعليم راقي وعالمي متطور تحمل روح وحماس الشباب وأدوات ومفردات العصر الحديث  والثراء والغنى في الفكر الإداري والأهم من كل ذلك أن تمتلك القدرة على الإبداع في العمل والجرأة في اتخاذ القرار والمواجهة في اقتحام المشاكل والقدرة الحقيقية على التغيير الجذري والحقيقي على الأرض وبدون أن تنتظر توجيهات وتعليمات.

 حكومة جديدة مختلفة وقادرة على سبق الأحداث وتذليل الصعاب وتوقع المشاكل والاستعانة بأدوات العصر الحديث من علوم وتكنولوجيا متطورة في إدارة الوزارات المختلفة حكومة تملك القدرة على التحرك وفق خطط علمية ممنهجة ومدروسة وبشكل متكامل ووفق منظومة واحدة وبدون الميل إلى العمل الحكومي التقليدي أو ما يشبه السكرتارية التي تنتظر التعليمات والتوجيهات وتتصرف وفقها ولا يملك الجرأة والقدرة على التصرف بمفرده ووفق حدود وإمكانيات وزارته.

 حكومة جديدة مختارة ومنتقاة وفق أسس علمية متطورة ووفق قواعد حاكمة ومنضبطة تختار الشخص المناسب والذي يمتلك مؤهلات وزارته وفق قواعد عادلة وواضحة وشفافة تحتكم في أصلها إلى المواطنة المصرية الحقيقية والقواعد والأسس العلمية المتطورة وهو ما يستوجب من القيادة السياسية والأجهزة المعنية قبل اختيار الوزراء دراسة ملفات الوزارات بدقة وعناية فائقة وذلك حتى يمكن اختيار الكفاءة والقدرة والمؤهلات المناسبة لأداء هذه المهمة الدقيقة والحساسة والواضحة من عمر الجمهورية الجديدة ومن الوزارات المهمة والتي ستعكس رؤية وتوجه الدولة خلال الفترة الثالثة من عمر الجمهورية الجديدة وزارة الثقافة وهي الوزارة التي لا تقل في أهميتها ودورها عن وزارة الدفاع حتى وإن اختلفت الموارد والإمكانيات والأهداف ولكن مصر في هذه المرحلة الدقيقة في حاجة ماسة وبالغة إلى إعادة تقديم مفردات وأدوات قوتها الناعمة للداخل والخارج وهو أصبح ضرورة تفرضها الأخطار التي تواجه وتتهد مصر من سنوات طويلة ومحاولات تجريد مصر من أدوات قوتها الناعمة والسطو على تاريخها العريق والعودة وبقوة إلى خندق توجيه وتشكيل الوجدان والحس العربي والمصري وهو ما يتطلب اختيار كفاءات وقدرات تمتلك روح القتال والفن والإبداع والتغيير في معركة الدفاع عن قوة مصر الناعمة والقدرة المتمكنة والبعيدة عن النمطية والبيروقراطية والشللية في إعادة تقديم القوة المصرية الجديدة وبشكل عصري وعالمي وحديث إلى الداخل والخارج خاصة وأننا نملك الأدوات والمفردات والشخصيات الثقافية المبدعة والمنتظرة وضعها في أماكنها المناسبة خاصة وأن مصر تملك منجما يمتد على طول مساحتها الشاسعة من المواهب المبدعة والخلاقة في كافة فروع الثقافة والفن والشعر والأدب ولكنها في حاجة إلى من يكتشفها ويعطيها الفرصة الكاملة والعادلة والحقيقية في التعبير عن نفسها وعن موهبتها وقدرتها الإبداعية وإذا تحدثنا عن الثقافة فلا يمكن أن نغفل دور الإعلام المصري وهو ملف كبير وضخم ومثقل بالهموم والأحزان وهو ما يتطلب القدرة على مواجهة عوامل تعطيل انطلاق الإعلام المصري الحقيقي وانتقاء الكفاءات الإعلامية الحقيقية والبعيدة عن التكسب والمنفعة والشللية والقادرة وبحق على توصيل صوت وصورة مصر العريقة والبعيدة كل البعد عن كل الوجوه النمطية والتقليدية والتي فقدت وجودها ومصداقيتها لدى الداخل والخارج صورة إعلامية جديدة وفاخرة وقادرة تليق بمصر وتليق بالجمهورية الجديدة ولا يمكن أن نغفل أيضا في طموحاتنا وأحلامنا في الوزارة الجديدة وزارة الأوقاف وهي الوزارة التي بحاجة إلى إعادة هيكلتها وتغييرها بالكامل وعمل خطة واستراتيجية جديدة ومختلفة وعلمية وعصرية وحديثة تليق بمستجدات الفكر العالمي الجديد وطموحات وقضايا وأفكار الشباب المصري والبعيدة عن الجانب المادي من الإنشاءات والتجديد في بناء المساجد إذ أن المرحلة القادمة تتطلب الإنشاء والتجديد في الفكر والارتقاء بالوعي والتجديد الحقيقي في أساليب ومفردات وأدوات الخطاب الديني المتناغم مع روح وفكر العصر الحديث والذي يجب أن يصنع حاجزا ومانعا حقيقيا بين الشباب وبين الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف وهو ما يستوجب تقوية مناعة الشباب وزيادة القدرة لديهم بالعقل والدليل والمنطق والعلم والوطن في مجابهة أفكار الجماعات الإرهابية الظلامية والتصدي لمحاولة السطو على عقول وأفكار الشباب المصري وإذا تحدثنا عن اختيار الوزراء فلا يمكن أن نغفل عن ضرورة اختيار المحافظين الجدد وما ينطبق على اختيار الوزراء من قواعد علمية وعدالة وقدرة على العمل والإبداع والتطوير يجب أن ينسحب أيضا على اختيار المحافظين فلا يجب أن يكون اختيار المحافظ مكافأة له بعد أدائه الواجب الوظيفي في وزارة ذو طبيعة خاصة من العمل خاصة حينما يمضي المحافظ في وزارته قبل اختياره محافظا سنوات عمره في شكل صارم ومحدد من العمل واستخدام الأدوات فكيف نأتي به بعد هذا العمر الطويل ونختاره في محافظة من المحافظات ونطلب منه حرية العمل والتطوير والإبداع وهو قد استهلك كل ذلك في وزارته التي كان ينتمي إليها غير واضعين في الاعتبار أن إدارة المحافظات والعمل العام علم ودراسة وفكر وتخصص وتراكم خبرات فليس كل من ينجح في وزارته ومكان عمله السابق من الضرورة أن ينجح في إدارة المحافظة وهنا لابد أن تعمل الأكاديميات العلمية المتخصصة في مصر على وضع برامج علمية حديثة في علم إدارة المدن والمحافظات والتعامل مع القضايا والجماهير .

طموحات وآمال نتمنى أن تتحقق في الوزارة الجديدة وضوابط واشتراطات نتمنى أن نراها عند اختيار المحافظين الجدد

زر الذهاب إلى الأعلى