مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (وزارة للأخلاق)

أصدقائي وقرائي الأعزاء بمناسبة قرب التعديل أو التغيير الوزاري وبعد أقدم هذا الإقتراح للسيد الرئيس السيسي بعد أن طغت وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت صاحبة الرأي والتأثير وصانعة الرأي العام وباتت أخلاقنا كأخلاق الفيس بوك لازابط و لارابط لاتعرف مع من تتحدث ومن أي ثقافة أو بيئة جاء وأصبح العالم قرية صغيرة بل غرفة صغيرة يتحاور فيها البشر من كل جنس ونوع وإختلطت الثقافات بين شرقي وغربي وشمالي وجنوبي.

وخرجت لنا أجيال بلا هوية وغاب الأب والأم عن الأسرة والغياب هنا ليس جسدياً بل فكرياً وإتسعت الهوة بينهما جيل عن جيل وبات التفاهم مستحيل بين جيل الكتاب والجورنال والقلم والطباشيرة وجيل النت وتويتر والفيس والماسنجر والواتس والإنستجرام والتيك توك والإيمو والكواي ومش عارف إيه كمان وأخيرا وربنا يستر علينا من الميتافيرس
( العالم الإفتراضي) ونتج عن هذا ما حدث في السنوات الأخيرة من حوادث عنف ودم داخل المدارس والجامعات والمواصلات العامة وحتى الأندية الرياضية وكذلك زيادة حوادث الإنتحار بين الشباب وآخرها ماحدث منذ عدة شهور من إنتحار طالب طب وطالب هندسة في غرفة بأحد الفنادق بالإسكندرية في ظروف غامضة علاوة عما حدث العام الماضي في الإسماعيلية من حادث بشع في عز الظهر علنا وأمام المارة من قتل وتمثيل بالجثة وقطع الرقاب.

والعديد والعديد من الحوادث الغريبة والعجيبة لايتسع المقال لسردها؟
وما تمتلئ به صفحات التواصل الاجتماعي من ألفاظ ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان يستخدمها الشباب من سباب وسخرية يندي لها الجبين كان يعف اللسان أن ينطق ولو بحرف منها في أجيالنا التي كنا نخشى الأب والأم ويوقر صغيرنا كبيرنا ويعطف كبيرنا على صغيرنا وما كان يحظي به المدرس من إحترام لدرجة إن قابلناه في طريق نطئطئ الرأس إحتراما له لا أن نسخر منه كما يحدث الآن بعد أن أهان نفسه أولا باللهث وراء الدروس الخصوصية في منازل التلاميذ تارة والسناتر الخاصة تارة أخرى.

وأهانته القوى العامله ثانياً بتدني مرتبه أمام حالة من التضخم في الأسعار جعلته تحت رحمة العوز فلم يعد متفرغا للتربية في المدارس ففقد التلاميذ القدوة.

والأب والأم كل يلهث وراء المادة لسد حاجات أسرته مادياً ونسي أو تناسي تربية أولاده على الأخلاق الحميدة فضاعت قدوة أخرى وساهم الإعلام بكل أنواعه مسموع ومرئي ومقروء في عدم تقديم القدوة الحسنة للشباب وقدم لهم أنصاف المثقفين ومغنيين المهرجانات بيكا وشاكوش ومسمار على أنهم القدوة وتأتي السينما والدراما على رأس الحربة التي ساهمت كثيراً في ضياع القدوة بالسخرية من كل ما هو المفترض أن يكون قدوة حتى وصلنا إلى جيل ( عبده موتا) الذي أصبح يملأ الشوارع؟؟

وبعد كل هذاوذاك وبعد أن بدأ مؤشر الأخلاق في التراجع ألم نعد في حاجة إلى وزارة مخصوص( للأخلاق) لتعيد لنا ماتبقى من أجيال وتنقذ مايمكن إنقاذه من جيل لو تركناه هكذا لن نجني إلا عض أصابع الندم؟!

نداء أخير لأصحاب العقول فلنجمع كل مايمت للأخلاق بصلة في وزارة واحدة تحت مسمى
( وزارة الأخلاق)

وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه

زر الذهاب إلى الأعلى