مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: مناجاةٌ مع الله

0:00

إلـٰهي: لا شكَّ عِندي في قدرتك، سبحانَك… الملكوتُ ملكوتُك، والملوكُ عبيدُك، لمَّا تجليتَ للجبل أصبح دكًّا، فأنا العبدُ الضعيف، أطمعُ في عفوِك وفضلِك، وأنتَ لستَ بحاجةٍ إلى أن تُعذبني _ مهما قصَّرتُ _ لإثباتِ قدرتِك.

إلـٰهي: لا شيءَ يُعجِزُك، أنتَ الذي وهبتَ سليمانَ مُلكًا لا ينبغي لأحد، فهل يُعجِزُك أن تُلبيَ حاجةَ عبدٍ وقفَ ببابِك يُريد أن تَمُنَّ عليه؟! حاشاك ربي.

إلـٰهي: لمَّا أيقن موسى أنك معه تَهديه، شققتَ له البحر، فنجا وأتباعَه وغرِق فرعونُ وجندُه… فنجِّني مما أخاف، وكن معي في كل الأمور، دبِّرها بمعرفتك وعلمك وقدرتِك، فإني لا أُحسن التدبير.

إلـٰهي: إني مقصرٌ لا محالة، لكنَّ كرمَك غرَّني!! من هنا جاء التقصير، فمِثلي يَغُرُّه مَن يُغدِقُ عليه مِن واسعِ كرمِه، ويَطمَعُ في واسعِ فضلِه، فهل تَضِن؟! حاشاك ربي.

إلـٰهي: حين أخطأ آدمُ عليه السلام ألهمتَه كلماتٍ يقولها وتُبْتَ عليه، وإنك تعلمُ أننا ذريتُه، نخطئ دومًا، فلا تَقبِضْنا دون أن تُلهمَنا ما نتوبُ به إليك وتتقبَّلَه مِنا.

إلـٰهي: سبحانك… لطيفٌ بعبادك، فهل يتغيرُ لطفُك وإحسانُك لذنبٍ أذنبَهُ عبدُك ضعيفُ الإرادة، الفقيرُ إليك، الذي لا تنفعُك طاعتُه ولا تَضُرُّك معصيتُه؟! حاشاك ربي وأنت المُحسن الذي يلطُفُ من حيثُ لا نعلم، ويُهيئ من حيثُ لا نَحتسب.

إلـٰهي: عِلْمُك بحالي يُغني عن سؤالي، لكني آنَسُ بالحديثِ إليك، وأعلمُ أنك لن تُغلِقَ بابَك أمامي، حتى وأنا مذنب، فلعلَّ وقوفي يُدخلني، ولعل دخولي يَرحمني، ولعل نفحةً من فضلك تغشاني فلا أشقى بعدها أبدًا.

إلـٰهي: ليس هناك من هو نِدٌّ لجلالِك وعظمتِك، الكلُّ أمامَك خاضعٌ وإن بدا أمامَنا ثائرًا، ذليلٌ وإن بدا عزيزًا، صاغرٌ وإن بدا شامخًا، مقهورٌ وإن بدا مُتعجرِفًا مُتغطرِسًا، العظيمُ بحق من لاذَ بجنابِك، العزيزُ بحق من اعتزَّ بعِزِّك، فكلُّ عِزٍّ عدا عِزَّك زائلُ، فيا من لا تتغيرُ صفاتُه، ارحمْ مَن تتغيرُ صفاتُه.

إلـٰهي: يا من رزقتَ مريمَ بغيرِ حساب، وأعطيتَ إبراهيمَ وزكريا بعد انقطاعِ الأسباب، وكنتَ ملجأَ أيوبَ إذ مسَّهُ الضُّر، سبحانك… أنتَ القادرُ بـ (كُن) وبغير (كُن)، فغيِّرْ حالي إلى أحسنِ حال، وكُن بي لطيفًا رحيمًا رؤوفًا، ولي حافظًا جابرًا مُعينًا، وأبدِلْ هَمِّي وغَمِّي وكَرْبِي فرجًا قريبًا.

إلـٰهي: أنزلتَ الغيثَ على اليائسين، فكيف بمن تشبثَ بالأمل وأحسنَ الظن؟!

زر الذهاب إلى الأعلى