دكتور عماد عبدالبديع يكتب : ( وسقط القناع !)
تعرضت غزة في الأيام القليلة الماضية لسلسلة من الاعتداءات الوحشية والمجازر من قبل الجيش الإسرائيلي ردا على ما عرف بطوفان الأقصى. واستخدمت اسرائيل في حربها على غزة الأسلحة المحرمة دوليا والفسفور والأسلحة الذرية ضد المواطنين العزل وضد المدنيين الأبرياء متحدية بذلك القانون الدولي وحقوق الإنسان على مرأى ومسمع من العالم !
كشفت الحرب على غزة انحياز العالم الغربي لإسرائيل ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، بل وخرج بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليعلن دعمه الكامل لإسرائيل في حربها ضد فلسطين، وخرج رئيس وزراء بريطانيا ليعلن دعمه لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. وماذا عن حق فلسطين في الدفاع عن أرضه والتي استعمرتها اسرائيل؟ وماذا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي تحرير أرضه التي احتلت منذ عام ١٩٦٧ في أطول فترة احتلال عسكري في التاريخ الحديث ؟
عندما شنت روسيا حربا على أوكرانيا خرجت الدول الغربية لتنادي بحق الشعب الأوكراني وترفض القصف الروسي وتتشدق بحقوق الإنسان والمواطنين والمدنيين … الخ في اذدواجية في المعايير والكيل بمكيالين !! وماذا عن تدمير منازل المواطنين الفلسطينيين الامنين وتهجيرهم وتركهم يموتون دون ادخال المساعدات والأدوية أليس من حقوق الانسان؟!
استخدمت إسرائيل آلة الدعاية الصهيونية بدعم من اللوبي الصهيوني ونجحت في تصوير اسرائيل بنموذج الدولة الديمقراطية المتقدمة التي تدافع عن حقها في الوجود ضد الفلسطينيين والعرب الإرهابيين ! نجحت الصهيونية العالمية في خلط الأوراق وقلب الحقائق بما تملكه من أدوات لتستعطف العالم نحوها لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بحرق كلبه الصغير وتصويره أمام الإعلام على أنه جثة طفل اسرائيلي جراء إعتداء الفلسطينيين علي الشعب الإسرائيلي لتكشف تقارير الإعلام الغربي المحايد كذب وافتراء رئيس الوزراء الإسرائيلي !
كشفت الحرب الأصدقاء من الأعداء ليسقط القناع عن الدول الغربية. وكشفت عن يقظة الدول العربية للمخطط الصهيو امريكي ولصفقة القرن المشبوهة التي تعمل على حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة وتخلي الشعب الفلسطيني عن جزء من أرضه وحقوقه التاريخية. كشفت الحرب الدول الصديقة والمحايدة والتي تدعم القضية الفلسطينية والتي يمكن التعويل عليها كثيرا للوقوف بجانب العرب في مواجهة الغرب للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني مثل روسيا والصين واليابان والهند وتركيا وهي دول لها ثقلها الدولي لتكون داعمة لنا في استراد حقوق أمتنا المغتصبة…