حازم البهواشي يكتب: الحياة مباراة… لماذا نجح الأهلي؟
داخلَ المستطيل الأخضر وخارجَه تتشابهُ الأمور، تكون سهلةً حينًا وتتأزم حينًا، تلوح الفُرصُ فيُحسِنُ اللاعبُ أو المرءُ عمومًا استغلالها حينًا، ويُهدرُها حينًا!!
تأزم موقفُ فريق النادي الأهلي في دوري المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، خاصةً بعد خَسارته من (صن داونز) لكن إدارته منحت المديرَ الفني الثقةَ والدعم، وهو بدوره كان قد منحها للاعبٍ حسبناه عِبئًا (بيرسي تاو)، وطوى الجميعُ صفحةَ الهزيمة وإن كانت ثقيلة، لكنّ الحياةَ بها الكثيرُ من المفاجآت كما المستطيل الأخضر!!
استفاق الفريق ليقفَ على قدميه من جديد، ففاز بكل مباراةٍ تالية، وواتته الفرصة بأقدام الغير (ضياع ضربة الجزاء في مباراة صن داونز من لاعب الهلال السودانى أطهر الطاهر في الدقيقة 90)!! لكنه كان قد أخذ بالأسباب، فأحسن استغلال الفرصة!!
تأزم الموقف في المباراة النهائية بالقاهرة بعد إحراز (فريق الوداد المغربي) هدفًا، لكنّ الإدارةَ الواعية والجماهيرَ التي تؤمن بفريقها ساندته، وقالت له: أنت قادر، ثم تأزم الموقفُ أكثر بهدفٍ تلقاه الفريق في شوط المباراة الأول بمُرَكَّب محمد الخامس بالدار البيضاء، وهذا يعني ضياع كأس البطولة!! وخرج بعض اللاعبين عن شعورهم، لكنَّ الفرصة لا تزال مواتية؛ فالمباراة (الحياة) لم تنتهِ بعد، وأنت واقفٌ على قدميك، تستطيع التعويض حتى آخر لحظة!! وسرعان ما تم تدارك الأمر بين شوطي المباراة، وقام المدير الفني بتغييراتٍ أحدثت الفارق، فكان هدفُ التعادل، بل كان الفوزُ قريبًا، ومَن أُشير إليهما على أنهما سببُ الهدف بالقاهرة ( معلول وعبد المنعم ) رُفِعا على الأعناق في الدار البيضاء!! كان هناك خوفٌ في القاهرة من عدم وجود الحارس الأساسي ( محمد الشناوي )، لكن الحارس الثالث ( مصطفى شوبير ) أثبتَ كفاءةً وقدرةً على تحمُّل المسؤولية والذود عن مرماه؛ إذ كان مستعدًا للفرصة، فلما سنحت اقتنصها مُثبتًا كفاءته.
كان رئيسُ النادي (محمود الخطيب) _ كعادته عند الفوز والهزيمة _ صبورًا هادئًا رزينًا وقورًا واثقًا، لا يسعى لأخذ اللقطة لكنها تأتيه رغمًا عنه، يُعطي درسًا في احترام القوانين والنظام (رئيس البعثة هو مَن يقف على منصة التتويج لا رئيس النادي)، ولا أدري لماذا يتهمه البعض بالتمثيل؟! فهل يمكن لشخصٍ أن يقوم بالتمثيل ولا ينكشف طيلةَ سنواتٍ وسنوات؟!
إذًا لماذا نجح الأهلي؟ وكيف يمكن لأي شخص أو مؤسسة أن تنجح؟! عاوِدْ قراءةَ الأحداث لتعلم:
١/ لا تجامل في الخطأ.
٢/ كن داعمًا لنفسك أو لبنيك أو لموظفيك.
٣/ في لحظات الإخفاق لا تهدم المعبد؛ فلا يمكن لبشرٍ أن تكون كلُّ تصرفاته صحيحة أو كلُّ حياتِه إنجازات ونجاحات!!
٤/ كن مستعدًا للفرصة، وانتظر قدومَها في الوقت الذي يحدده الله؛ فهو أعلم منك.
٥/ لا تيأسْ ولا تجعل الإحباطَ يسيطر عليك.
٦/ لا تعتقد أنك الأوحد، ولا يُوغِرُ صدرَك نجاحُ غيرِك، ولكن ثِقْ في قدراتك.
٧/ اعملْ بروح الجماعة.
٨/ اختلفْ مع المجموعة كما تشاء ولكن حين الوصول لقرار فليدعمه الجميع.
٩/ اعلم أن السُّبابَ والتطاولَ وخلقَ الأعذار المتتالية ليست من سمات النجاح في شيء.
١٠/ الحياةُ ستعطيك وتأخذ منك، فكن متقبِّلًا الحالتين، رابطَ الجأش في المِحَن والصعاب، قادرًا على تخطيها.