مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: اللي يتكسف من بنت عمه!!

0:00

يقول المثلُ الشعبي: (اللي يتكسف من بنت عمه مايجيبش منها عيال)!! والمثلُ ضدُّ الخَجَلِ الزائد الذي يُضِيعُ الحقوق، فعدم الجُرأة أحيانًا يُكلف كثيرًا!! الأمرُ لا علاقةَ له إذن بالحياء الذي ما كان في شيءٍ إلا زانَه، كما يقول الحديثُ الشريف، لكنَّ هناك من المواقف الاجتماعية ما يستدعي الجُرأة، وليس معنى حيائي أن تضيعَ حقوقي!!

يحكي أحدُهم أنه دخلَ مطعم (فول وطعمية) من المطاعم العادية غير السياحية ومعه صديقان من أصدقائه، وفوجِئوا بعد الأكل أن الحساب (950) جنيهًا!! ولكن ماذا أكلوا؟! ثلاثة أطباق طعمية ومثلها فول وطبق باذنجان وطبق بطاطس، غيرَ أن المطعمَ تفنن في وضع أطباقٍ مُختلفة لم يطلبوها، وخجِلوا أن يَسألوا: هل هي مجانيةٌ أم ماذا؟! ونتيجةَ الخجل _ الذي لم يكن في محله _ دخلوا في جدال عقيم مع صاحب المحل، انتهى بأن دفعوا نحو (865) جنيهًا!! إذن حين يتقاعسُ صاحب الحق فلا يلومن إلا نفسه، وحين يُحْرَجُ المرءُ من السؤال عما يجبُ السؤالُ عنه، فسيقع في مشكلة أكبر، فوضعُ النقاط على الحروف أمرٌ مُهم، يمنع المشكلاتِ المستقبلية، هذه قاعدةٌ لا بد أن نعيَها؛ فالاتفاقات تمنع المشكلات، ولا تقُلْ (سيبها لله بس ومالكش دعوة) أو (خلّيها على الله)، ونِعْمَ بالله يا سيدي، وليس لدينا شك في قُدرة الله وحُسن تدبيره _ سبحانه _، لكنَّ هذا لا يمنع من التخطيط والاتفاق والأخذ بالأسباب، (الزبون لما يُحْرَج هيلبس في حيطة)!! وإذا كان هناك طرفٌ مُستغِلٌّ أو مُخادِعٌ ماكر، فليَكُنِ الطرفُ الآخرُ مُتيقظًا فطِنًا!!

حياتنا الاجتماعية فيها كثيرٌ من المواقف المشابهة، تبدو بسيطة بالفعل، لكنها عند صاحبها أزمةٌ ومشكلة، حتى إن شابًّا حكى لي يومًا أنه إذا ركب سيارة أجرة يظل متخوفًا من قول: (على جنب يا أسطى)، ويُفَوِّتُ مكانَ نزولِه إلا إذا صادفَ شخصًا آخرَ يُريد أن ينزل!! الأكلة والنزول من السيارة ليسا بمُعضلة حقيقية، لكنَّ أسلوبَ الحياة هذا هو المشكلة؛ فمثلًا في الزيجات والتجهيزات، ونتيجةَ الخجل من الاتفاقات الواضحة يتم (فركشة) الجوازات على أسبابٍ هيِّنات!! فلابد من وضع النقاط على الحروف.

يقولُ الحكماء: إن الصفقاتِ العظيمة هي تلك التي تتم بعيدًا عن الأوراق والعقود، فقط بكلمةٍ صادقة ولحظةِ إيمان، فتُفتَحُ أبوابٌ لم تكن لتُفتحَ بأي اتفاقٍ مُسبق، لكنَّ هذا يقتضي عدمَ فسادِ الذِّمَم!!

زر الذهاب إلى الأعلى