مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان : ولا يزال البحث جاريا عن بغدودة !

0:00

هل سيعود مرة أخرى لوطنه أم قرار الرحيل هو النهائي بالنسبة له ؟ لا يزال السؤال دون إجابة وما بين الاحتمالات الكثيرة للأجوبة ضجت السوشيال ميديا بالكثير من الآراء حول رحلة هروب لاعب منتخب المصارعة الدولي أحمد بغدودة من معسكر المنتخب المصري في تونس وذلك بعد إحرازه الميدالية  الفضية لبطولة أفريقيا وكأنه أراد أن يترك تذكارا منه لنا!
بالطبع لن أجاوز الحقيقة إذا قلت أن معظم الآراء كانت انتقادا  شديد للأوضاع التي مر بها اللاعب وإهمال وعدم تقدير كاف للموهوبين من اتحاد اللعبة خاصة بعد حديث والده عن ضعف الرعاية المادية من الاتحاد، عموما التعليقات من جمهور المتابعين لتلك الحادثة يستحق التأمل والتحليل! أصابني بالدهشة! يكفي أن أشير لكثير من الآراء تحذر الشاب من العودة للوطن.
المشكلة ليست اللاعب بغدودة بمفرده مثله عشرات من الأبطال في تلك الألعاب “المهملة” على جميع المستويات إعلاميا ورسميا وجماهيريا، وهناك الكثير من الأبطال الصغار لم يستطيعوا إستكمال المشوار لعدم توفر رعاية “مادية” مناسبة لهم والكثير منهم نعلم حجم معاناتهم بعدما يحققون بطولات دولية! نسمع حكايات لا تخطر على بال لهؤلاء الأبطال وكيف تحملوا “مشقة” المشوار بمجهود نادر من أجل تحقيق بطولة وحمل علم وطنهم.
للأسف تجد جميع ساعات البث على معظم المحطات الفضائية حكرا على كرة القدم واستضافة اللاعبين والمحللين للحديث عن الدوري وبطولة أفريقيا، رجال الأعمال لا يشاهدون في مصر سوى لاعبي الكرة و يتبرعون بعشرات الملايين من أجل عقود اللاعبين في الأندية ، باختصار لا حديث في الشارع الرياضي المصري يعلو عن الحديث على كرة القدم اللهم اذا حقق أبطال الرياضات الاخري لقبا عالميا أو اوليمبيا وقتها ممكن فقط أن ننتبه له ونعطيه جزءا من الإهتمام المادي والمعنوي !
بالطبع أعلم أن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى ولكن الرياضات الأخرى حاضرة في تاريخ مصر الرياضي وطالما حققت إنجازات عالمية.
ألقي اللوم هنا في الأساس على إتحاد اللعبة وإنه غير قريب من لاعبيه ولا يشعر بمشكلاتهم ويتحرك لحلها، ألقي اللوم على هذا الإتحاد الذي فشل في توفير بيئة جيدة لهؤلاء اللاعبين وتجاهل حجم معاناتهم الكبيرة وطلباتهم القليلة من أجل حياة كريمة ، الاتحاد بالتأكيد فشل ببراعة.
اللافت أصوات رجال أعمال ظهرت فجأة تطلب من اللاعب العودة مع وعد بحل مشكلاته !! أين كنتم ولماذا لا يكون هناك مبادرات لاتحادات الألعاب الفردية لرعاية الموهوبين فيها بدلا من حالة الإحباط التي من المؤكد عليها الكثير مثل بغدودة.
بالطبع قرار رئيس الجمهورية بالتوجيه لرعاية اللاعب أمر جيد ولكن هل ننتظر تدخل رئيس الدولة لحل مشكلات عشرات اللاعبين في اتحادات الألعاب الفردية المهملين !؟
على القائمين على تلك الاتحادات منح اللاعبين الموهوبين التقدير المادي المناسب وتوفير رعاية معنوية جيدة لهم وبحث مشكلاتهم حتى لا نفقد أبطالا تتلهف دول كثيرة على مثلهم.
وعموما يجب إتاحة الفرصة بعدالة لجميع الموهوبين ، الأمر خطير في جميع المجالات ويجب التنبيه ما حدث جرس إنذارا للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى