Uncategorizedمقالات الرأى

د. إيمان إبراهيم تكتب : الذكاء الصناعي ما بين الفرصة والتهديد

0:00

مع استمرار تطور التكنولوجيا ، أصبح مفهوم الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر انتشارًا في مجتمعنا، فهو أحد أهم وأحدث التقنيات المستخدمة حالياً في مختلف المجالات والصناعات، مثل الرعاية الصحية والتمويل والبحث العلمي وغيرها من المجالات المختلفة، وعلى الرغم من أن الذكاء الصناعي يساهم في حل الكثير من المشاكل المعقدة في الحياة اليومية والصناعية… ولكن مع كل هذه الفوائد التي يقدمها، فإن لديه أيضاً بعض السلبيات التي تحتاج إلى معالجة، وكل هذا أدي إلى شعور البعض بأنه فرصة للتطور والبعض الآخر يشعر بتهديد الذكاء الصناعي للكيان البشرى .

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أن الذكاء الصناعي مكننا من انجاز العديد من المهام، مما سمح لنا بأن نكون أكثر إنتاجية ودعم للكفاءات وتحسين الأداء في شتي المجلات، ومع ذلك فقد أدى هذا الإنجاز إلى فقدان الوظائف، حيث يمكن للذكاء الصناعي الآن إنجاز المهام التي كان يقوم بها الموظفون البشريون في السابق.
وقد أدى ذلك إلى زيادة اللامساواة الاقتصادية، لاسيما أن تقنيات الذكاء الصناعي تحتاج إلى تأهيل وتدريب مكثف لمن لا يعانون من الأمية الإلكترونية، وهذه التدريبات تحتاج إلى وفرة الدخل للحصول عليها، فماذا عن الكثير من الدول النامية التي لا زالت تعانى من الفقر وأمية القراءة والكتابة؟!.
وعندها يصبح الأثرياء أكثر ثراءً بينما يصبح الفقراء أكثر فقرًا، وبالتبعية تصبح الدول المتقدمة أكثر تقدمًا، والدول النامية أكثر فقرًا وتخلفًا!
وما يدعم هذا التوجه أننا إذا اطلقنا العنان لأنفسنا وفكرنا في القائم على تصميم أنظمة الذكاء الصناعي وتطويرها بشر، مما يعني أنها قد تكون عرضة للتحيزات البشرية ودعم هيمنة بعض الدول المتقدمة على حساب الدول النامية رغم ما تقدمه من إيجابيات.
بالإضافة إلى ذلك، سمح لنا الذكاء الصناعي بالوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وربما أكثر دقة من أي وقت مضى، في الوقت نفسه أوجد أيضًا ثقافة الإشباع الفوري، مما يجعلنا نعتمد على التكنولوجيا بشكل أكبر وربما يعزز لدينا الشعور بالاغتراب وزيادة العزلة الاجتماعية، والاعتماد بشكل متزايد على المعلومات التي يقدمها لنا الذكاء الصناعي مع توقف إعمال العقل، ودون التأكد من صحة المعلومة ومدي قوة وثقة مصدرها، وهو ما يشكل خطرًا علي الهوية والثقافة بل واندثار بعض العادات والتقاليد الخاصة بالشعوب المختلفة.
وقد يشكل الذكاء الصناعي خطرًا أمنيًا للعالم وهو احتمال حقيقي، فقد أصبحت أنظمة الذكاء الصناعي أكثر تعقيدًا وقوةً، وبالتالي يمكن استخدامها لأغراض ضارة، إذا لم يتم تنظيمها ومراقبتها بشكل صحيح، حيث يمكن استخدام الذكاء الصناعي في ارتكاب جرائم إلكترونية أو حتى التلاعب بالأشخاص أو الأنظمة.
لهذا كله علينا أن نسلح أنقسنا وأبنائنا ونزودهم بالإمكانات والمهارات التكنولوجية التي تعيننا على التعامل مع كافة تقنيات الذكاء الصناعي، وكيفية مواجهة مخاطر وتحديات تلك التقنيات الحديثة والاستفادة منها قدر المستطاع، لكي يمكن اغتنام الذكاء الصناعي والتعامل معه كفرصة للتطور وليس تهديدًا للكيان البشرى.

زر الذهاب إلى الأعلى