مقالات الرأى

احمد عبد المقصود يكتب: الاتوبيس السياحي في أزمة!

0:00

“تحسين تجربة زيارة السائح الي مصر ” عنوان جميل اطلقته الغرف السياحية ، لتدشن به إستراتجية تم وضعها بهدف تعظيم العائد من الحركة السياحة الوافده وتصدير صوره إيجابية عن مقاصدنا السياحية.
ولكن ما لفت نظرى هنا ان هذه الاستراتجية الرائعة لا علاقة لها من قريب او بعيد بما يحدث علي أرض الواقع وبما نقدمه للسائح الذي يزور مصر ،
وسأتحدث هنا عن تجربه واحده فقط يمر بها السائح فور خروجة من بوابة المطار ، آلا وهي المركبه السياحية التي يستقلها للتوجه الي الفندق، ولزيارة المعالم السياحية المختلفه.
هذا الاتوبيس يعتبر التجربه الأولي للسائح علي الاراضي المصريه ومن المفترض وفقا لتلك الإستراتيجية ان يكون علي أعلي مستوى من الرفاهيه وان يكون موديل حديث يليق بمكانة مصر السياحية.
ولكن واقع الحال ان أسطول النقل السياحي في مصر اصبح خارج الخدمه، حيث لم يتم تحديثه منذ عام ٢٠١٣ !! ويحتاج بشكل عاجل إلي إجراء عمليات إحلال وتجديد حتي لا يضر بالتجربة التى يمر بها داخل مصر.
كما ان عدد الأتوبيسات المرخصة سياحيا منذ عام ٢٠١٣ حتى نهاية العام الماضى بلغ نحو ٧٤٧ مركبه فقط من بينها ٦٠٠ مركبه عمرها تجاوز الخمس سنوات وهو رقم ضئيل جدا بالمقارنه بعدد السائحين الذين يزورون مصر .
وبالطبع مستثمرى النقل السياحي يحجمون عن شراء اتوبيسات جديده نظرا لارتفاع اسعارها حيث يصل سعر الاتوبيس الواحد الي اكثر من ٨ ملايين جنيه ،
وبالطبع هذا أنعكس بشكل مباشر علي عدم توافر الاتوبيسات بالأعداد الكافية لتلبية مطالب الحركة في كافة المدن السياحية ، بالاضافة الي تهالك نسبة كبيره منها.
ولنا ان نتخيل انه في ظل زيادة الحركة السياحية بالأقصر وأسوان يعاني القطاع هناك من عدم توافر الاتوبيسات، مما يضطره الي تأجيل زيارة المزارات لحين عودة الاتوبيسات من رحلات سابقه.
يحدث هذا في وقت تزداد فيه الحركة السياحية الوافده الي مصر وهناك توقعات بأن يشهد الموسم الصيفي تدفقات بمعدلات كبيره، وهذا بالتأكيد سوف يضع القطاع السياحي في مأزق نظرا لندرة الاتوبيسات السياحية.
ولهذا أرى ان يقوم السيد وزير السياحه والآثار بالبحث عن مخرج لهذه الأزمة المتوقعه ، خاصة وان هذه المشكله قد تم بالفعل مناقشتها اكثر من مره داخل البرلمان ومع السيد وزير المالية الذي اتخذ خطوات داعمه للحل ولكن يبدوا انها غير كافية من الناحية العملية.

زر الذهاب إلى الأعلى