مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب: .. ( عِيدٌ.. بلا أم ؟!)

0:00

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ! ؟
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ

قالها المتنبي في قصيدته الاشهر ليهجو كافور الذي خزله في إعطائه حكما كان يتمناه وان وصف في مطلعها حاله من بؤس مخاطبا مناسبه العيد القادمه عليه ان كان يحمل له جديدا عما مضي.
قبل رحيل امي كان معاني القصيده بالنسبه لي مجرد وصفا عن حاله السكون والركود في الحياه قد تعتري ايا منا ومعبرا عن تمني امر جديد ولم اكن اهتم بها اكثر من بيت شعر اجيدت صناعته،
فالحال ان كان ساكنا او كامنا مزهرا او زابلا كان مقبولا دائما برضي وبشكر وربما الاحساس به لم يكن موجودا لفرط بلاده حدثت لتعود الشده او الرخاء، لكن هذا العيد الذي سبقه رحيل امي رحمها الله وكل من رحلوا تخطي السؤال حدود الاستفهام ليحمل الاجابه واضحه ان بهذا العيد به جديد فقد الدار والجدار والجذر والاصل.. فقد السبب الاكبر للوجود في الحياه ومصدر بهجتها وظلها واليد الحانيه والقلب الوجل والداع لابن حتي ان شاب تراه هي مازال وليدا ويري نفسه في حضرتها يحبو في ظلها

العيد وما ارتبط بطقوسه وزينته وملابسه وقروشه وحلواه وصباحه والمساء السابق له وحديث الذكريات عنه كلها معلقه ومرتبطه بالام فهي صانعته ومدبرته ومصدر فرحته وضحكته و بهجته وبريقه واحتفاله ..
العيد هو الام.. فمن لا ام له ليس له عيد!!
رحم الله امهاتنا و آبائنا جميعا وجعل عيدهم جنه وحريرا

زر الذهاب إلى الأعلى