اللواء مروان مصطفى يكتب : من هنا.. وهناك

• فيلم تدمير الحوثيين
يقوم الطيران الأمريكي والانجليزي مرات عديدة كل يوم بقصف جوي شديد وعنيف علي معسكرات الحوثيين وعلي مواقع اطلاق صواريخهم ومسيراتهم … وتشير المعلومات الي ان اغلب هذا القصف يكون علي الجبال وعلي معسكرات اللاجئين التشاديين والسودانيين بما لا يحقق فوائده المطلوبة ..وما يؤكد ذلك زيادة كثافة الهجمات الحوثية علي اسرائيل في أعقاب تلك الضربات الجوية بالمسيرات والصواريخ البالستية التي تسبب أضراراً طفيفة او يتم اسقاطها بمعرفة البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية قبل وصولها لأهدافها … ويزعم. كثير من المحللين السياسيين والعسكريين انه لربما ان يكون هناك سيناريو تم اعداده والاتفاق عليه لتبرير كثافة تواجد الاسطول البحري الأمريكي ولإطالة فترة بقاؤه ، ولشرعنه وجوده في البحر الأحمر لابتزاز مصر وتضييق الخناق عليها ،وفرض المرور المجاني في قناة السويس ، ولمضايقة السفن الصينية في طريق الحرير ..!!؟
• مراجيح قادة حماس …!!!
وافق مجلس الحرب الاسرائيلية مؤخراً على الخطط الهجومية للبدء في عملية التهجير والتعبئة العامة واستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط للبدء في تجميع سكان غزة وحشرهم قرب الحدود المصرية قبل بدء زياره ترامب للشرق الاوسط يوم ١٣الجاري .. وهوما يعني احتمالية قرب حدوث المواجهة العسكرية مع مصر بعدما فشلت المفاوضات بسبب التعنت الاسرائيلي والحمساوي.
ان المواجهة تقترب أكثر وأكثر ..ولاتزال قادة حماس في فنادق وقصور الخارج وفي أنفاق الداخل يتلاعبون ويتناقضون ويماطلون ويستخفون بالعالم … ولا يبالون بالكوارث التي تقع بدول المنطقة ، ولا حتي بالمأساة والفجيعة والمجاعة التي يعيشها شعبهم( يقولون ان هناك تقدماً في المفاوضات .. وتكذبهم اسرائيل بأنه لا يوجد مفاوضات حالية اصلاً … وفي مرة أخري يقول أحد قادتهم انهم لا يمانعون من الخروج الآمن من غزة ،ثم يتراجعون بأن الخروج من غزة خط احمر.. وقالوا انهم يدرسون امكانيه وضع سلاحهم لإنهاء الحرب ولتخفيف المعاناة علي أن يقوموا بالمشاركة السياسية في الحكم في المستقبل ، ثم تراجعوا وقالوا بأنه لا يمكن للمقاومة ان تلقي سلاحها الا بعد اقامة الدولة الفلسطينية وانسحاب اسرائيل لحدود ٦٧ ). ويرفضون التفاوض والتصالح مع السلطة الفلسطينية الشرعية علي الرغم من علاقاتهم ومفاوضاتهم مع اسرائيل.
تلك المقاومة التي تسببت في احتلال أكثر من٧٥%من غزة وأعطت اسرائيل المبررات اللازمة لتنفيذ خطط الابادة والتهجير وتغيير خريطه العالم العربي لتحقق احلامها التوسعية .. تلك المقاومة الباسلة التي تسببت في القضاء على أغلب كوادر حزب الله ، وأضاعت سوريا واحتلت اسرائيل نصفها .. وأحُتل جنوب لبنان ، وخرج شعب غزة المنكوب في مظاهرات حاشدة تنادي بوقف الحرب ، وطرد حماس من السلطة … وللأسف (لا حياة لمن تنادي) فهم لا يزالون يرفعون علامات نصرهم الزائف ، ويصرون على عنادهم وتكبرهم والمضي في تحقيق أهدافهم الخاصة ، والتمسك بسلطانهم باسم المقاومة .
ويري الكثيرون (وانا منهم) ان تلك المرجيحة الحمساوية التي وضعتنا فيها حماس تتوافق وتتناسب مع المخطط الاسرائيلي ويسمح لمنحها المهلة الزمنية التي تحتاجها لتمهيد الامور، وترتيب اوضاعها السياسية والعسكرية لبدء التهجير وتنفيذ خطط بناء المستوطنات الإسرائيلية في شمال غزة .
• التصنيفات الجديدة للدول العربية .
ظهرت تصنيفات اعلامية وسياسية جديدة لدول المنطقة العربية بعد انقساماتها الواضحة ، وتخبط قرارتها وتناقض أهدافها ومصالحها في مواجهة اعلان اسرائيل عن قيامها بتغيير خريطة الشرق الأوسط في اعقاب تولي ترامب زعامة العالم وعلي سبيل المثال … هناك بعض الدول تنازلت علي سيادتها ورحبت وترحب بإقامة المزيد من القواعد العسكرية الأجنبية علي أراضيها ، ودول أخرى غنية يتنافس قادتها في مزاد شراء رضاء وغرور الرئيس ترامب ورفع ارقام تريليوناتهم لاتقاء شروره ، ودول اخري باع قادتها القضية كما باعوا هويتهم العربية والإسلامية لإرضاء الكيان الصهيوني والاندماج معه لتأمين كراسي حكمهم ، وآخرين وافقوا علي تقسيم اوطانهم ، وتاجروا بمواردهم الاقتصادية لمصالح اجنبية ولا يمانعون من استقبال تهجير الفلسطينيين قسرا او طوعاً لبلادهم .
وفي زمن ضاع فيه الشرف .. تقف مصر بشرف وحيدة صامدة ، تتحمل مسئوليتها التاريخية بصلابة وشموخ .. وهو ما أثار احقاد الاخرين وجعلهم يغضبون من مواقفها القوية والتي أشعرتهم بضألة احجامهم ، وشدة ضعفهم ، والحرج البالغ أمام شعوبهم .. ولهذا تتعرض مصرـ وستظل ـ لأحقاد الأشقاء ، ولطعنات الاصدقاء وهي تواجه وحدها ، وبشعبها القوى ، وجيشها الباسل كل مخططات الاعداء واطماعهم وابتزازهم ونيرانهم .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب