صفوت عباس يكتب : (قِربَة القومية المقطوعه)

اغلب سكان الارض ينقصهم اما الخبز او الأمن او او العدل او اي فرصه للعيش غدا.. غير المسيسين منهم لايهتمون مطلقا ببريق شعارات مثل القومية التي اثبت تعاطيها سابقا انها مثل (النفخ في قربه مقطوعة).
تصبح الالفاظ بلا معني او بمفهوم مطاط عندما عندما تكون من ذكريات الماضي او تكون محل خلافات ممن يعتنقها ومن هو ضدها وتزداد ميوعه دلالات الكلمات عندما يكون تطبيقها سابقا قد افضي الي فشل.
ومايزيد ميوعه معني لفظ ( القوميه) انها علي اي اساس نشات هل علي وحده العرق ام اللغه ام الاقليم ام علي اساس وحده الهدف كان تقوم لوحده سكان دوله او تكون قائمه لاجل التحرر الوطني من مستعمر او تكون قامت لاجل التوحد تحت فكر.
في اوروبا كانت افكار القوميه لاجل امه قطريه في المانيا وفرنسا وايطاليا وعند اللاتينيين كانت قطريه تحرريه في البرازيل والارجنتين وفي الهند كانت قوميه غاندي لاجل استقلال الهند
وفي الصين كانت لاجل التوحد تحت رايه الحزب الشيوعي الصيني وعند العرب كانت القوميه لاجل الانصراف عن الهيمنه العثمانيه او لاعلاء ووحده ابناء شركاء الاقليم واللغه وكان هذا في سوريا ومصر والعراق وليبيا القذافي وكانت القوميه لاجل التحرير في الجزائر.
في فتره التحرر راجت جدا فكره القوميه العربيه باعتبارها داعما للخلاص من المستعر وراجت معها فكر الوحدويين والتقدميين واليساريين باعتبار ان المحتل واذنابه شكلوا وضعا استبداديا كان يجب الخلاص منها بافكار التقدميين،
لكن مع انتهاء الاستعمار ومع حدوث انتكاسات لدول رائده في فكره القوميه والوحدويه حيث عصفت نكست ١٩٦٧ وزلزلت اركان ناصر في مصر والبعث الاسدي في سوريا كما ان افكار اليسار التقدميه اصبحت قيد المراجعه بتاثير انظمه ملكيه قائمه او مستفيدين من انظمه ملكيه زالت مثل بقايا الاقطاع والراسماليه في مصر وخلايا الاسلام السياسي التي عصف بها عبد الناصر والذين تنفسوا جميعا الصعداء بمجرد النكسه واعتبروا ان سببها هو المشروع الناصري الوحدوي القومي.
فكره القوميه علقت في عنق من تصدوا لها وقادوها ان يقوموا بالقياده للتحرير في ام قضايا العرب وهي القضيه الفلسطينيه حتي مع تواكل الاخرين ونقص او انعدام عونهم وكأن لسان حالهم يقول (اذا انت الزعيم فلتحارب ولو بدون مؤنه وان كان نصرا فهو نصرنا وان كانت هزيمه فأنت المنهزم).
ومع السعي القطري للمكون العربي الي اعلاء مصلحته لشعبه ونظامه داخل حدوده ومع ظهور المال البترولي كان لابد ان تكون فكره (الزعامه لمن يملك) التي خلقت صراعا خفيا علي من الاجدر ان يقود المنطقه ومع هشاشه فكره القوميه وظهور من يناوئها ومع تداخل القوي الدوليه لتشكيل الفكر المصلحي للانظمه ومن يدعم بقائها اصبحت فكره القوميه جوفاء لصالح القطريه وان كانت لاتنفي تعاون الجيران وتكاتفهم لحمايه مصالحهم.
راي خبراء العلوم السياسيه يوكد اجهاضا للفكره
وهذا المفهوم ورد في مقال من 2010 للرائع د/ محمد كمال أستاذ العلوم السياسيه بجامعه القاهره اورد فيه ان انفكاك جزئي للدوله من محيطها الاقليمي ومشاكله واغراقها في وطنيتها يشكل اساسا داعما للانطلاق ودلل علي ذلك بالهند والبرازيل اللتان حققتا تقدما تقنيا واقتصاديا بانكفاء علي وطنيه ارض دولتيهما وتكريس جهودهما لنهضه ذاتيه توظيفا لموارد محليه بالاساس فحققتا ماوصلتا اليه من كفاءه اقتصاديه وضعتهما في مصاف الدول الكبار
ولعل تسجيلا منسوبا للمرحوم جمال عبد الناصر اذيع مؤخرا يؤكد ماورد في كلامه انه استفاق من وهم القوميه التي افني عمره لها وان النداء بالقوميه اصبح مثل