منى زكى، فى مسلسل تحت الوصاية،تؤكد انها قماشة ثانيه،مختلفه عن غيرها، سواء كان الموضوع اختارها أو هى اختارت الحكاية ، المهم و فى النهايه هى بطلة القصة و الرواية،عمل درامى جيد،لانه يعتمد على قضية تهم المجتمع المصرى وربما العربى،كما انه لا توجد فيه لغة العصر المنتشرة فى الدراما خلال السنوات الاخيرة الا وهى البلطجة،والعنف الغير مبرر،والصراخ، لا سنج و لا مطاوى و لا عنف و لا دم، حتى الشر فيه مصنوع بشكل محترم،وموظف بشكل محترم،حاجه كده زى دراما زمان،فهو يتناول قضية تشغل بيوت الكثيرين داخل مصر،الا وهى قضية الوصاية على البناء،و أن بعض الأمهات لا يمكنهن التحكم فى مصائر اطفالهن،مما يجعل الابناء يدفعوا ثمن تلك المشاكل.لذلك اتصور ان منى زكى لم تخضع لمقاييس السوق الدرامى وخرجت من تحت وصايته.
هوعمل متكامل،و الملاحظة الوحيدة،الموسيقى التصويرية أشعر انها معلبة،لا تلمس المشاعر لا تحرك الوجدان، كانت تحتاج الى مؤلف موسيقى يجيد ترجمة تلك المشاعر و الأحاسيس و المشاهد التى يكسوها الشجن و المأساة،كان يحتاج لغة موسيقية تبرز مشاعر البطلة،لانه عمل ملئ بالتفاصيل التى تدعو الى الحزن والشجن،و بالتالى فالعمل كان يحتاج الى مجموعة من التيم الموسيقية التى تعبر عن تلك المشاعر،كنا نحتاج موسيقى تشارك ابطال العمل همهم و اوجاعهم،وتبرزها الى الجمهور،لا تكون غريبة عن هذا المجتمع الساحلى خاصة ان الاحداث تدور فى عدد من المدن الساحلية دمياط وبورسعيد والاسكندرية الخ ولابد ان نشم رائحة تلك المدن الكبيرة فى الموسيقى المقدمة،هكذا تعودنا،اما ان تصبح الموسيقى المقدمة عامة وليس لها علاقة بالبيئة المحيطة،فهذه العزلة الغربة الموسيقية غير مطلوبة فى الدراما.
مع كل الاحترام لمؤلفة العمل ليال وطفه،وهنا لابد ان اشير الى ان هناك جمهور مختلف مع وجهة نظرى ويرى ان الموسيقى من ابطال العمل،و حق “ليال” علينا ان نطرح وجهة النظر التى أشادت بها.
هناك فنان لابد ان نشيد بدورة وهو الفنان الكبيررشدى الشامى،هو فنان من روايح الزمن الجميل،فنان من شعبة الفنانين الكبار،جملة الحوارية قصيرة،لكنه تعبيرات الوجه احيان كثيرة تكون افضل مليون مرة من لغة الحوار،يقف أمام فنانه تحترم الجمهور منى زكى،تحت الوصاية ﺇﺧﺮاﺝ: محمد شاكر خضير،ﺗﺄﻟﻴﻒ خالد دياب شيرين دياب.
أتمنى من صناع الدراما ان يعطوا مساحة للمشاكل الاجتماعية والقضايا التى تهم الناس،وهنا لابد ان اشير الى نجاح اعمال مثل ليالى الحلمية لاسامة انور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ،و قبلهما الشهد و الدموع و بابا عبده و لا يا أبنتى العزيزة،زيزينا و المال و البنون والوسية و الليل واخره انها كانت تنقاش قضايا تهم الناس،و كل هذه الاعمال كانت بها مساحة من الشر،لكنه كان شر موظف يعبر عما يحدث فى المجتمع،ما يحدث داخل العائلة المصرية.
كنت أتمنى أن أرى اعمال تتأمل فى المشهد المصرى وتؤرخ للناس مراحل البناء التى تقوم بها الدولة المصرية الآن،لان الدراما تؤرخ للأزمنه التى لن تعيشها ابناء الاجيال القادمة،بالتالى نحن فى حاجة الى معالجات درامية ترصد هذا الواقع.