مقالات الرأى

د.محمد نصار يكتب : رمضان .. شهر التقوى والغفران (3)

الصحبة الصالحة: إنها من أكبر عوامل التغيير والثورة، فلا تغيير دون بيئة صالحة تعين المرء على الترك، وتحفزه على الخير، ولهذا قال الله تعالى لنبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28]، ولذلك كان العمل الجماعي أساسا في رمضان، روى الشيخان عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، وكم كان عمر مبدعا حين جمع الناس على أبي بن كعب في صلاة التراويح وقال: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هِيَ… (رواه ابن خزيمة، وقال الألباني: إسناده صحيح).
الدعاء: نعم إنه الدعاء، أقوى الأسلحة وأنفعها، ولك أن تقول بأن رمضان هو شهر الدعاء، دعاء أن يبلغك الله رمضان (اللهم بلغنا رمضان) ودعاء أن يسلمك الله في رمضان، وقد كان من دعاء السلف: (اللهم سلمنا رمضان وتسلمه منا)، إنه دعاء عند الفطر: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، ودعاء قبل السحور وبعد السحور، دعاء في كل الأحوال؛ إنه دعاء مستمر طوال اليوم؛ روى أحمد عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ”، ولهذا أورد الله آية الدعاء وسط آيات الصيام فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

وللحديث بقية إن شاء الله

زر الذهاب إلى الأعلى