زينب الإمام تكتب: شنودة .. لمن انت ؟

اتابع منذ اللحظة الاولي لاعلان قصة الطفل شنودة ولا اخفي سراً اذا قلت انني تذكرت بعض من افلامنا المصرية التي بنيت دراميا علي احداث لا تختلف كثيرا عن قصة شنودة !!فقط كانوا الاطفال يتم العثور عليهم علي باب جامع او امام بوابة دار ايتام …و كان النقاد يتندرون بأن هذه القصص بنيت على الصدف..وغير حقيقية و”دراما فقعه ملهاش فايدة” ونادرا ما تحدث ..خاصة اذا كانت البطلة اختطفت وهي طفلة ..وبعد عشرين سنة عثر عليها اهلها ، بسبب الوحمه اللي في كتفها وكانت العلامة المميزة التي ظلت الام تبحث عنها في كافة بنات هنا وهناك .. واحيانا يعترف المختطف قبل ما يموت ويدلها علي اهلها .. كان هذا الذي رأيناه في افلام كثيرة ..ورغم حالة الرفض التي واكبت هذه النوعية من الافلام لم يتنبه الرافضون انها كانت مأخوذة من واقع مستتر بل ومقتبسة من اعمال ادبية لمشاهير الادباء منهم تشارلز ديكنز وڤيكتور هوجو . اعتقد ان كثيرين يعرفون اوليڤر تويست والبؤساء .. ويا له من اسم ينفع هذه الايام لملايين من الاحداث الواقعية .
ونظراً لأن الزمان قد تغير والناس اصبحوا غير الناس والظروف والاوضاع ولنا ان نقول القوانين ايضا .. وتزاحمت العادات والتقاليد فما زالت تلك القصص ملء المجتمعات باختلافها .. اطفال يعثر عليهم او يتخلي عنهم ابائهم ان لم يكن امهاتهم اصلا ، واكتظت دور الايتام وبدورها سمعنا عنها ما لا يحكي ولا يقال ولم يكن الدين هو سبب ما يحدث من تجاوزات وسوء معاملة للاطفال (الايتام ) ، ومع ذلك هناك من يعاملون بضمير ورحمه
الي ان ظهر طفل في كنيسة تلقفته سيدة وزوجها من الكنيسة وتوسلت ان يكون لها وقد حرمت من الامومة وزوجها متيسر واعتبروه هدية من السماء واسموه شنودة.
موقف شهد عليه شهود عيان ، وكان من الممكن ان ينتهي الامر ويتعجب الناس من ذلك الواقع الذي فاق الخيال .
لم يفوق الواقع الخيال فحسب بل اثبت انه اقسي ومؤلم ومتخبط دراميا تمتع مجهول النسب بالرعاية والنهاية كانت سعيدة .. اما شنودة فقد سحب من امال امه التي عثرت عليه والي دار الايتام كان المأوي ، عنوة واقتدارا وقامت العركة علي اي دين يحسب ، بينما قيل ان اولاد شقيق الاب بلغوا عنه وكانوا سبب سحب شنودة الي المجهول لانهم ورثة لذلك العم الثري.
وبينما جلسات تعقد وتنفض وتؤجل ، لم يتنبه احد ان المتنازع عليه روح ، لطفل يتم تدميره انسانيا قبل اي شئ وبلا ذرة تفكير ورحمة.
وفجأة يا سادة يا كرام ظهرت من تدعي انها تعرف الام التي القت بأبنها خشية فضيحة .. مع من كان علي غير دينها .. وانها مختبئه في احد الأديرة .. وتلك واقعة اخري سيطول شرحها.
ولان شنودة ليست له وحمه يعرف منها وتستدل بها الام عليه وتثبت انه ابنها .. طالب ذو ضمير باجراء تحليل العصر والاوان لمعرفة الحقيقة ، بينما اقر الازهر الشريف بعد دراسة متأنية ان وجود الطفل في كنيسة يتبع اهل الكنيسة ، ولكن ..من هم أهله .. ام ضائعة واضاعته ..أم أم تبكيه وتتحسر !! تري لو ان هذا فيلم سينمائي او مسلسل او رواية ..تناقش مأساة طفل متنازع عليه بين اطراف من كل جهة .. بلا رحمه ، نعم بلا رحمه ..هل كانت الرقابة علي المصنفات الفنية ستجيزها ؟..ام كانت ستعتبرها تجاوز ولا معقول ..
هل ستظل قصة شنودة تتأرجح حتي يصبح شاباً ويقرر هو مع من وعلي اي دين يستقر وفي اي مكان
ام سينكر كل هذا ويعترض !؟ والاهم اي نفسية تلك التي سيواجه بها عالم كل ما فيه مضطرب الي اقصي حد ..
ما هو مصيرك يا شنودة ولمن انت ..
الايام بيننا