أنس الوجود رضوان تكتب:بيان إنساني ثقافي: أين الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة؟

على مدار الأشهر الماضية، تصاعدت تساؤلات مؤلمة بين أوساط المثقفين ومحبي الشعر في مصر والعالم العربي: أين الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة؟ لماذا انقطعت أخباره؟ ولماذا يُغلق هاتفه وتغيب ملامحه عن المشهد الثقافي، وعن محبيه الذين طالما احتفوا بكلماته وصوته الشعري النبيل؟
هذا القلق لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة محاولات متكررة قام بها أصدقاؤه ومحبوه للتواصل معه. الهاتف مغلق، ولا رد أو أثر. وحين تُطرح الأسئلة على المقربين منه، تكون الإجابة واحدة: “لا أحد يستطيع الوصول إليه”. لتُصدم القلوب بمعلومة يتهامس بها البعض: “قد يكون في دار للمسنين”.
إنه لأمر بالغ القسوة أن يُنسى شاعر بحجم محمد فريد أبو سعدة، وأن يُترك وحيدًا، بعد أن أفنى عمره في خدمة الكلمة النقية، وجعل من شعره وطناً للجمال والمقاومة والمعنى.
محمد فريد أبو سعدة ليس مجرد اسم مرّ على المشهد الثقافي المصري. إنه أحد الأصوات البارزة في الشعر العربي الحديث، وشاهدٌ على مرحلة كاملة من تطور القصيدة المصرية. لم يتوقف يومًا عن الإبداع، ولم يبخل على وطنه ومجتمعه بالكلمة والقصيدة والموقف.
لذلك، ومن منطلق الوفاء والضمير الإنساني والثقافي، نتوجه بندائنا إلى كل الجهات المعنية: وزارة الثقافة المصرية،، النقابة العامة لاتحاد الكتاب، المجلس الأعلى للثقافة، الجمعيات الأدبية، وكل محب للكلمة الحرة، أن يتحرّوا عن وضع الشاعر، ويطمئنوا على صحته ومكانه، وأن يمدّوا إليه يد الوفاء، لا من باب الشفقة، بل من باب المسؤولية الأخلاقية والثقافية.
فالشعراء لا يطلبون أكثر من الكلمة. لكنهم، أحياناً، يحتاجون إلى من يردّ لهم الجميل، ويصون ما أنجزوه من إرثٍ إبداعي وإنساني.
حفظ الله محمد فريد أبو سعدة، شاعراً، وإنساناً، وضميراً شعرياً حياً في الذاكرة المصرية.
َ