سيد البالوي يكتب : بهدوء نفهم الوعي الثقافي، قراءة ومقترحات

لا يخفى على أحد أهمية الوعي المصري لحفظ الأمن والسلام العربي والإقليمي والعالمي وهذا ما جعل الوعي الثقافي والمجتمعي المصري مستهدف من قوى التخريب والظلام.
ليس حديث اليوم أو الأمس ولكن على مدار سنوات ومصر تتعرض لمحاولات هدم وتخريب بغرض التفكك والانهيار فمن هجمات على مؤسسة تنويرية مثل الأزهر ليحل مكانه حناجر لا تفقه ولا تعي شيء إلى هجمات تهديد واعتداء على الكنائس المصرية حتى لا تقوم بأي دور مجتمعي إلى تغريب الثقافة وإظهار المجتمع المصري بالشكل الهمجي تحت ادعاء الصحوة أو حرية الفن والإبداع.
وبعد وقت طويل من الإهمال أدى لخروج الشعب المصري وكافة الشعوب العربية عن الصمت وجدنا أوطانا بلا أي مقومات أو قدرة وتحولت المنطقة بالكامل لساحة كبيرة مفتوحة للصراعات والتلاعب من قوى الشر والظلام.
أعز الله مصر بجيشنا الوطني الذي كان عند ثقة الشعب فيه وعلى العهد والعقيدة الراسخة فلم يقبل لمصر بغير العزة والشموخ والعودة بقوة وقدرة وإمكانيات وقيادة تعي وتدرك كافة المخاطر وتضع أمن وحياة المواطن في أولى اهتماماتها وتقدم خير الأبناء شهداء وتنتفض للبناء وتسعى بكل جهد لتطوير كافة مراكز قوة الوطن واحترام المواطن.
اختار الشعب المصري الرئيس السيسي قائد مسيرة ومخلص ومنقذ وتقدم الرجل بكل فدائية رغم كل هجمات التشويه والتشكيك والتشتيت إلى إعادة بناء الدولة وليس الكباري والطرق فقط كما يردد قوى الشر بل أعاد بناء الدولة ، دولة قوية متماسكة أنقذها من الفوضى ومن حزام العشوائيات ومن قوائم الانتظار واعد بناء قواعد الحماية العسكرية والمدنية والاقتصادية حتى تمر مصر من أشد الأزمات الوبائية التي عصفت بكبرى دول العالم والقضاء على أكبر تشكيل إرهابي كان الغرض منه القضاء على الأمة العربية التي لم تنجو دولة عربية من آثام شره سوى مصر التي حباها الله وأعزها بقواتنا المسلحة.
وفي الوقت الذي كان يؤسس الرئيس الدولة ويؤمن حياة المواطن ظل يقف الإعلام والثقافة موقف المتجمد وأصبحنا نرى الانتهاء من مشروعات عملاقة أسرع من تحرك حملة إعلامية للوعي أو مشروع ثقافي معرفي وكأنهم يرفضون الخروج من بوتقة الفساد،
ويرى المتابع لنشاط الرئيس السيسي إرسال الرئيس الكثير من الرسائل ليس فقط الرسائل السياسية بل الرسائل التوعوية وايقاظ التفكر ورؤية الأمور بالشكل الصحيح وعدم الانسياق وراء الحملات الضالة المضللة التي لا تريد الخير لمصر ولا لشعبها ولو صدقوا لتكلموا عن الإيجابيات كم يصيحون من الخارج على غلاء المعيشة التي لا ننكر وجود الغلاء فيها ولكن أيضا لا نبخس جهود فخامة الرئيس الذى أحبط وأنهى كافة الأزمات ولم يعد لدينا سوى الكلام عن غلاء الأسعار التي يمكن القضاء عليها اذا تحرك السادة المحافظين باجتماعات عاجلة مع التجار وأعضاء مجلس الشعب وشيوخ القرى والقبائل فليس من المنطقي أن تباع البيضة في أكبر محل تجاري لديه تكاليف وتصله بعد نقل من تاجر لتاجر بخمس جنيهات وتباع في الريف المصري بنفس السعر هذا يدل على وجود أيادي خفية تعمل على تعظيم أمر الأزمة وارباك الدولة وتحتاج حلول مجتمعية بوعي شامل وليس تحميل الرئيس فوق أعباء الأزمات العالمية أزمة مفتعلة من فساد ذمم الناس بسبب غياب التلاحم الشعبي والوعي بحماية الوطن.
وفيما يخص الشأن الثقافي والإبداعي قالها الرئيس صريحة (اللي بيكتب شعر عظيم واللي بيكتب رواية عظيمة) في توجيه مباشر للإعلام والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالي والشباب والتضامن وكل مختص بالشأن الإبداعي وكأني بفكر الرئيس يقول عيب عليكم مصر كبيرة ودولة عظيمة ابحثوا وتحركوا ولم يتحرك أحد؟ وكأنهم ينتظرون هجرة المواهب للخارج حتى تظل الساحة لهم ، فلا هم من تعاون ولا هم من افسح الطريق لظهور مواهب شابت وماتت في الانتظار لفرصة تواجد أو مشاركة .
في الحقيقة قضية الوعي هي كبرى قضايا الأمة لذا نقدم بعض المقترحات لمتخذ القرار لا تكلف الدولة ميزانيات بقدر أنها تعيد لمصرنا الحبيبة المكانة والتمكن والقدرة على الإنتاج الفكري والتنوع المعرفي والإبداعي.
مقترح رقم (1)
قيام جميع الوزراء والمحافظين والجامعات والمعاهد والمجالس القومية بعمل مسابقات إبداعية وفنية بشكل شهري مع إعطاء جوائز رمزية ترفع من الروح المعنوية مع عدم التقيد بعمر للمتقدم حتى يشمل الجميع الفرص والقدرة على الاشتراك مع إلزام الإعلام المصري بنقل الأمسيات والندوات وبثها كاملة وليس الاكتفاء بتقرير مصور حتى يتفاعل الناس مع الثقافة.
مقترح (2)
إطلاق مبادرة تحت عنوان مبادرة التصحيح الثقافي “شارك ثقافة بلدك” مصر تقود
يكون هدف المبادرة حماية الأمن الفكري للإنسان المصري إنطلاقاً من مبادئ التعايش السلمي والحفاظ على نسيج الأمة تطبيقاً لما نص عليه الدستور وتوافق عليه الجميع بالعمل على حماية مكتسبات الدولة المصرية ورؤية الجمهورية الجديدة التى ينصهر فيها الفئوية والتباعية وتخلق جيل جديد يصنع مستقبل خالي من الصراعات الفكرية التى مزقت لحمة الوطن وجعلت من مصر دولة مصب لكل مستورد فكر ومتعصب لرأي ما بين الدينية والعلمانية والمدنية نبحث عن الدولة المصرية التى لا نسمع فيها سوى صوت الأمة الواحدة والرؤية الجامعة والثقافة الشاملة .
إذا تمكنا من إطلاق مثل هذه المبادرة تحت رعاية ومظلة ومتابعة الرئيس السيسي سنتمكن من القيادة الثقافة عربيا وعالميا لما تحمله مصر من مواهب مكبوته لا تجد الفرصة ولا تسليط الأضواء.
مقترح رقم (3)
تشكيل هيئة قومية للثقافة والوعي المجتمعي بعضوية الأزهر والكنيسة المصرية وقواتنا المسلحة والوزارات والجهات المختصة بالشأن المعرفي والثقافي وأصحاب الفكر والرأي والاهتمام الإبداعي لوضع رؤية موحدة ومسار وطني واحد يعيد لمصرنا الحبيبة القيادة والريادة الدولية على كافة المستويات الثقافية دون استقطاب أو تهميش.
ويبقى الوعي، لا تقلل ولا تبخل بالكلمة ولا تيأس ربما تفتح باب وربما تنقذ امة وأنت تظن أنه لا أحد يسمع لك.
،،،،،،،،،، وللحديث بقية إن شاء الله