وفاء بكرى تكتب : ” الكورسات” الممنوعة
منذ أيام قليلة، وتحديدا في 24 يناير الماضى، احتفل العالم بيوم التعليم، فهو ذلك اليوم المحدد سنويا للاحتفال بـ” التعليم”، ولأننا قارنا كثيرا بين التعليم المصرى والتعليم على مستوى العالم حتى في بعض الدول الأفريقية الذى تطوير كثيرا ومن أبرز الأمثلة على ذلك دولة رواندا، بل وتحدثنا كثيرا عن أزمات الثانوية العامة، وكتبنا كثيرا عن صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائى، دون أن يعتاد التلاميذ على هذه الأسلوب من بداية المرحلة الابتدائية، فلن يجدى الحديث مجددا عن تطوير التعليم، إلا لو كان هناك إرادة حقيقية من جميع أطراف التعليم في مصر، بداية من مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم ومرورا بأصحاب المدارس الخاصة وحتى مسؤولي الجمعيات الأهلية المعنية وخبراء التعليم ومعهم أولياء الأمور أنفسهم، بعيدا عن ” دلع” جروبات ” الماميز”، ولكن ما يجب إثارته بمناسبة هذا اليوم العالمى، هو الأسعار المرتفعة بشكل مبالغ فيه لـ” الكورسات”، فإذا افترضنا أن ولى الأمر من الملتزمين بنداءات الدولة، ولديه اثنان فقط من الأبناء، ووصلوا لمرحلة تعليمية تسمح بإعطاء كورسات سواء للغات أو المهارات الالكترونية، فسيصطدم بالأسعار دون شك، من غير المعقول أن يقتطع أي ولى أمر وسط هذه الظروف التي نعانينها جميعا الآن، مبلغ قد يصل إلى 3 آلاف جنيه، ليضيف خبرات زائدة لأبنائه في المراحل التعليمية المختلفة، فالكورسات باتت مستحيلة على الغالبية العظمى مننا، حتى من يعمل أصبح لا يستطيع الحصول عليها ليصقل من خبراته، والأماكن التي كانت تقدم هذه الكورسات، بعضها ” خرج من الخدمة” والبعض الآخر اضطر لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، ولا نستطيع أن نلوم عليها، فكل شيء يزيد بشكل مبالغ فيه الآن دون سبب واضح، ولكن ما ارجوه بالفعل لنحتفل مثل باقى دول العالم، بيوم التعليم، هو توجيه دعما ماديا من الدولة لمثل هذه الكورسات، سواء عن طريق دعم المراكز الكبرى، أو بناء مراكز جديدة لاستيعاب كافة الراغبون في الحصول على خبرات جديدة من خلال هذه الكورسات، مع استغلال مؤتمر التحالف الوطنى للعمل الأهلى، والتعاون مع الجميعات الأهلية لدعمها، لصالح ” أهل مصر” جميعا، دون الاقتصار على الشباب فقط أو الطلاب في المدارس والجامعات، فالتعليم المستمر وإصقال المهارات، مطلوب للجميع، وهو ما يصنع الحاضر والمستقبل، نريد ” الكورسات للجميع” وليس ” الكورسات الممنوعة”.