حازم البهواشي يكتب: ثورة ٢٥ يناير

تُصادفُ هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لثورة الـ ٢٥ من يناير، التي أدّت إلى تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك (١٩٢٨م : ٢٠٢٠م) بعد نحوِ ثلاثين عامًا في سُدَّة الحُكم، إذ أعلن السيد عُمر سليمان نائبُ الرئيس يوم ١١ فبراير تنحي مبارك عن منصبه، وتولِّي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.
وبعد فترةٍ من الزمن وَصَمَ البعضُ هذه الثورة بالمؤامرة، وقال بعضُهم: نكسة أو وكسة!!
ولستُ أصادرُ على رأي أحد أو حُكمِه على الأمور، لكنّ مَن يَعتبر يناير مؤامرة، عليه ألا يكونَ قد وافق على الدستور حتى يكون مُتسقًا مع نفسه؛ لأن من وافق على الدستور، وافق بالتأكيد على المادة (227) ونصها:
” يُــشـكِّـل الدستور بديباجته وجميع نصوصه نسيجا مترابطا، وكُلا لا يتجزأ، وتتكامل أحكامُه في وحدة عضوية متماسكة.”
ولأنه إذا رجعنا إلى الديباجة سنجد فيها ما يلي:
” وثورة 25 يناير ـ 30 يونية، فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية……”.
(نسبة من قالوا نعم للدستور ٩٨.١٣٪ وعددهم قرابة ٢٠ مليونا).
أما من يقول إن 25 يناير ليست ثورة ولم يُوافق على الدستور فهو مُتسق مع نفسه، وهذا رأيه الذي يجب أن نحترمه، لكنني أزعم أن كثيرين من شباب مصر الذين خرجوا لم يكن لهم أچندة، أرادوها نظيفة، لكنها تعرضت وتعرضوا للمؤامرة، وجاء مَن يُوقع البغضاءَ والعداوة، بعد أيامٍ شهِد الميدانُ فيها على نقاءِ هؤلاء الشباب، وعلى أن مصرَ نسيجٌ واحد.
وبعد بدايةِ الخلافات في ٢٠١١م، وظهور من يعتلي الثورة إذ كان له فيها مآربُ أخرى، كتبتُ هذه الأبيات “في حب مصر” وكنتُ حينئذٍ في الإمارات الشقيقة:
أخـافُ عـلـيـكِ يا مصرُ
أخـافُ الـحُـبَّ يـنـدثـرُ
شبابُكِ هبُّوا وانتفضوا
وماذا بـعـدُ يـُـنـتـظَـرُ؟
لقد شُـغِـلُـوا بأنفُسِهم
ودمـعُ الـعَـيْـنِ يَـنـهمِرُ
فذا مُسلمْ وذا قِـبـطي
وذا يَسْعَى إلى الكُرسِي
وأنتِ تُنادي في الجَمْعِ
لِمَ ثُـرْتُـم؟ أمِـن أجْلي؟
إذا كُــنـتُـمْ تــغـيَّـرتُـــمْ
وأصـبحـتُم فِدَى نفسِي
فــمــاذا حـلَّ بِـالـقــومِ
نسِيـتُـمْ سيرةَ الأمـسِ؟
نـسِيـتُـم يـومَ فـبـرايــر
وأيَّـامًــا قـضَــيْـنَـاهَــا؟
وقُـــدَّاسًــا أقَــمْــنَـــاهُ
وآيـــاتٍ تَــلَـوْنَـــاهَـــا؟
جَــمــيـعًـا كُــنَّــا أولادًا
لأمٍّ لا نـُـكــافِـــيـــهَـــــا
فكـيـف اليـومَ نـخـتـلفُ
عَـلـى إرثٍ ونَـنْـسـاهـا؟
سلامٌ على شبابٍ نقيّ، كان له حُلْمٌ وَرْدِيّ، وكل عام ومصر بخير، بالشرفاء من أبنائها شعبًا وجيشًا وشُرطة.