مقالات الرأى

د. محمد نصار أبو ضيف يكتب : الصناعة وقاطرة التنمية

مما لا شك فيه بأن إنتهاج الدولة المصرية نهج تمكين الصناعات المحلية ودعم التصدير والرجوع الي الإستثمار في شتي مجالات الصناعة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة لهو خير دليل ، فالدولة المصرية عبر مر العصور بلد زراعي ولديها المقومات الهائلة التي تساعدها في إنجاح وتمكين الصناعات المحلية . وتأتي أهمية الصناعة فيمثل القطاعُ الصّناعيُّ في الدّولة المصريّة مرتبةً متقدّمةً فيما يتعلّق بالاقتصاد القوميّ ، حيث إنّه يأتي في مقدّمة القطاعات الاقتصادية من خلال المساهمة في النّاتج المحليّ الإجماليّ، بالإضافة إلى علاقة القطاع الصّناعيّ مع الكثير من القطاعات الخدماتيّة والإنتاجيّة، كما أنّ له دوراً في تنميةِ التّجارة الخارجيّة، وتنشيط ميزان المدفوعات، كما ان الصناعه هي قاطرة التنمية في دول النمور الأسيوية ودول أوروبا وغيرها من الدول التي بدأت بالصناعة وكانت الصناعة قاطرة التنمية لشتي القطاعات ، فمجال الصناعة يحتاج لمواد خام وهذا يجعل قطاع الزراعة يزهو وينهض ليخدم علي قطاع الصناعة وهكذا في جميع القطاعات وصولاً للقطاع الصحي ومدينة الدواء الجديدة خير دليل. ومن أهم الصناعات في مصر:- صناعة المنسوجات: تُعتَبر المنسوجات بكافّة أنواعِها من الصّناعات المهمّة في مِصر منذ عصر الفراعنة حتّى عصر جمال عبد الناصر؛ والذي ساهم في إعادة تأهيل وافتتاح مصانع جديدة للـنسيج، معتمداً في ذلك على تطوّر زراعة القطن. صناعة الخيامية: هي صناعة الأقمشة المُلوّنة التي تُستعمَل في عمل السّرادقات؛ والتي تتميّز بتنوّع منسوجاتِها وأشكالِها وألوانِها، حيث يستخدمها أهالي مصر في تزيين أفراحهم. صناعة الجلود: -كما أنّها تصدّرها للكثير من دول العالم. الأثاث المنزلي: تُعتبر هذه الصّناعة من أقدم الصّناعات المحليّة، والتي تتواجد أغلبها في محافظة دمياط؛ ومدينة الأثاث حيث تُنتج الملايين من قطع الأثاث وتُصدَّر لخارج الدّولة. صناعة النحاسيات: حيث تُصنَع في كلٍّ من شارع النَّحّاسين وحيّ الجماليّة، والتي أصبحت الآن من الأنتيكات المنزليّة. صناعة الفَخّار: تتمركز مصانع الفَخّار في صعيد مصر؛ والذي يُستعمل في الأواني المنزلية حتى يومنا هذا. صناعة الإسمنت: حيث تُنتج الجمهوريّة المصريّة سنوياً قرابة 50 مليون طنٍّ من الإسمنت لأغراض البناء، كما أنّها تصدّر ما يقارب 8 ملايين طن إلى كلٍّ من البلاد العربيّة، وأمريكا الجنوبيّة، والدول الأوروبية، والولايات المتّحدة؛ حيث إنّ مصر تُعتَبر من الدّول السّبّاقة لإنشاء مصانع الإسمنت على أراضيها، فقد تمّ إنشاء أول مصنع فيها عام 1911م. ومن الصناعات الأخرى أيضاً: صناعة الحديد، والصُّلب، وصناعة الكيماويّات، والأسمدة. ويمكن تعديد نقاط أهمية الصناعة في مصر كالآتي:- معالجة مشاكل البطالة عن طريق منح فرصة عمل ، وتقديم مهنة للعاملين ، ترفع من المستوى المعيشي وخاصة مع الزيادة السكانية في مصر ، وأثر ذلك عليها باعتبارها دولة نامية. تقديم التنوع المطلوب للدخل القومي. تنمية الصادرات والحد من تقديم المواد الخام للتصدير للخارج والذي يجعل اقتصاد مصر معرض لتقلبات اقتصادية. المساهمة في الناتج المحلي بالشكل الإجمالي ، وكذلك في قطاع الصادرات. المساهمة باستخدام التكنولوجيا المتطورة في المجال الاقتصادي ، تزيد من الإنتاجية. دعم الصناعة للنمو الوطني في المجال الاقتصادي ، وما يسببه بالتبعية النمو في شتى المجالات. توفير العملة الأجنبية ، والتي بدورها تساهم في حل مشكلات العجز في المدفوعات إيمان الدولة المصرية بأهمية دور الصناعة كونها الحصن المنيع للدولة في الوصول الي الإكتفاء الذاتي ، وذلك حتي لا يكون تاُثير الحروب والنزاعات الخارجية يأثر سلباً علي الحاجات الأساسية من الغذاء والدواء وغيرها من الحاجات الأساسية التي تسعي الدولة المصرية للإكتفاء الذاتي بما يحقق مصلحة المواطن . وطبقًا لهيئة التنمية الصناعية فإن عدد المصانع المصرية المسجلة والمرخصة رسميًّا هو 34383 مصنع، ويحتل قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات الصدارة بـ 8000 مصنع، في حين أن إجمالي الاستثمار في ذلك المجال يتخطى 400 مليار جنيه وفق موقع الهيئة،وممكن أن يصل عددها أكثر من 60 ألف مصنع، أي أن إجمالي المصانع المصرية من المصانع الصغيرة إلى الضخمة يتجاوز 100 ألف مصنع بطاقة إنتاجية تصل إلى ألف مليار جنيه مصري تقريبًا. ولمصرنا الحبيبة عدة عوامل دون غيرها تساعدها وتكون من نقاط القوة في مقومات الصناعة منها :- موقع مصر الجغرافي ، والذي ميزها عن غيرها من الدول المحيطة ، مما أهلها لتكون دولة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وذلك لقرب موقعها من الأسواق العالمية، حيث يعد موقع مصر الجغرافي موقع استراتيجي، وتعد قناة السويس من أهم ممرات التجارة. وظروف مصر المناخية والتي هيئتها بمناخها المعتدل ، أن تناسب أغلب أنواع الصناعات، و تنوع المناخ بين الدلتا والوادي أدى لتنوع المنتجات الصناعية. وخصائص السطح في مصر تتناسب مع قيام المصانع بها، والتي يتطلب بنائها ، أن تكون أرض السطح المقام عليه المصانع مستوي. كذلك المواد الخام في مصر ومصادر الطاقة فيها حيث يتوفر في مصر المواد الخام اللازمة للصناعة ، سواء مواد خام زراعية مثل الذرة والقمح و القطن والكتان، أو مواد خام من المنتج الحيواني مثل الألبان واللحوم، أو مواد موجودة في الصخر مثل الرخام ، أو معادن في باطن الأرض مثل الحديد ، والفوسفات ، أو مصادر طاقة مثل الفحم و البترول ، وغير ما فات من أمثلة. وفيما يخص العوامل البشرية التي تناسب قيام الصناعة في مصر وهي ،الأيدي العاملة من أهم العوامل البشرية التي تحتاج لها الصناعة ، وهي من المقومات الهامة والمتوفرة في مصر ، حيث تتوافر الأيدي العاملة المدربة ، سواء عن طريق المدارس الفنية المتخصصة ، أو عن طريق ما يتميز به العامل المصري من القدرة على سرعة التعلم والإتقان. رأس المال من العوامل البشرية لقيام الصناعة وقد أصبح هذا العامل موجود ومنتشر ، مع تطبيق سياسة الانفتاح في مصر. النقل والمواصلات عامل هام ، وتمتلك مصر شبكة وسائل مواصلات ونقل متطورة سواء في ذلك الوسائل البرية أو البحرية أو في الجوية ، مما يتيح نقل المواد الخام والعمال والمنتجات بأقل تكلفة. السوق من أحد العوامل البشرية العامة ، حيث يتم توزيع وتسويق المنتجات الصناعية، و هو متوفر في مصر وعلى المستوى المحلي عربيا ،والدولي عالميا. الاستقرار الأمني الذي استطاعت لدولة المصرية تحقيقة ، فهو ركن رئيس لاي إستثمار وأمر جلل لأي مستثمر محلي أو أجنبي ، في ظل جوار إقليمي ودولي متوتر ، تظل الدولة المصرية كعادتها ولله الحمد أمناً وأماناً وستظل بمشئية الله وبمساعي وجهد أبنائها الشرفاء المخلصين الذين لا يدخرون جهداً في تقديم الغالي والنفيث فداءً لوطننا الحبيب . وفي الختام أسال الله دائما لمصرنا الغالية الأمن والأمان والإستقرار وسائر بلاد العالمين .
———

باحث في العلوم السياسة وشئون التخطيط للتنمية المستدامة والتخطيط الإستراتيجي.

زر الذهاب إلى الأعلى