صفوت عباس يكتب: بطاطس وناموس الذهب الملعون!
لاتستغربوا العنوان لانه حقيقه، وكأن اللعنه مقترنه بالذهب وكأن خرافات لعنه الفراعنه التي تغتال من يقترب من مقابرهم المليئه بالذهب _ كأنها_ حقيقة انكرناها لكنها اصرت ان نعيشها مع لعنة ذهب جنوب شرق مصر.
.. مع الانفلات والفوضي التي بدأت مع يناير ٢٠١١ تسرب الاف السودانيين الي مصر بطرق شرعيه او عبر الدروب الجيليه بمنطقه العلاقي وابورماد وحلايب وشلاتين حاملين معهم خبره وصنعه التنقيب العشوائي علي الذهب وادواته واهمها اجهزه كشف المعادن ولانهم لايملكون سطوه السيطره علي المكان عرضوا بضاعتهم من خبره واجهزه علي العربان من سكان تلك المناطق فراجت فكره التنقيب العشوائي علي الذهب او سرقه ذهب مصر عبر افكار بسيطه تقوم علي تجريف وديان الجبال البركانيه او مايسمونه “السيح” ثم اختبار مكان التجريف باستخدام اجهزه البحث عن الذهب وجمع حصيلة المعدن النفيس والذي يصدر صفيرا من الاجهزه عند اقترابها منه وتراوح الحصاد مابين سمين يصل لمئات الجرامات واحيانا للكليو ويسمونه “بطاطس” الي ضئيل يزن جرامات ويسمونه “زنجبيل او ناموس” ومع التجريف تم تدمير شبه كامل لمدقات الوديان… تطور الامر للبحث عن الذهب في عروق المرو (الكوارتز المدخن) الموجوده بالجبال البركانيه ويتم الامر بتكسير العرق وارساله الي مواقع الاستخلاص بمركز ادفو باسوان ليتم طحنها في طواحين مائيه عائم به زئبق يلتقط شذرات الذهب ويتم استخلاصه بعمليه تسمي “التنسيم”… تلال الركام الناتج من العمليه كانوا يسمونه “الكارته” وكان تراكمه والتخلص يمثل عبئا علي مالكي الطواحين حيث ينقلونه علي نفقتهم لمقالب مهمله الي ان تم اكتشاف استخلاص الذهب من الكارته عبر عمليه كيميائه يستخدم فيها “السيانيد” الذي يقوم باذابه بقايا الذهب في الكرته عبر تفاعل كيميائي يتم بتمرير الماء المذاب فيه سيانيد في احواض تحمل الكرته يمر مائها الي فلاتر من الفحم يسمونها “شرابات” في عمليه معقده تنتهي بحرق فحم الشرابات ليتبقي ذهب وبعض الفضه وبعض البلاتين!! ومعادن اخري… العاملون بالتنقيب والاستخلاص العشوائي سموا انفسهم ب (الدهابه)
..الي هنا تنتهي قصه نعمه الذهب لتبداء لعناته والتي تراوحت بين عمليات بلطجه واتوات في مناجم الذهب الي الاف الارواح التي ازهقت في حوادث سير بالمدقات وتحت ركام مغارات تنهار ومعارك طاحنه باسلحه البلطجيه والهاربين ورفع ريع الذهب البعض الي سماء الثراء مصحوبا بظواهر تفشي كبير لمخدرات البانجو والشابو والافيون وخسف ببعضهم الارض اثر ضياع مايملكون في تنقيب فاشل او كرته مغشوشه،… وللحمايه والابهه حمل من وفق للذهب اسلحه اليه تجاوز مدي استخدامها حمايه عروق الذهب في الصحراء الي ترويع اهالي القري بمنطق اننا نملك سلاح والادهي الي التهديد والقتل بدم بارد لكل من تسول له نفسه النيل من عظمه الدهاب
…. منجم السكري الذي يدر علي الدوله اطنان من الذهب ويوفر فرص عمل رائعه وامنه اكبر الظن ان النشاط العشوائي يدر اكثر منه!! فأين تذهب ؟ وقد تكون اللعنه الاكبر لو عرفنا اجابه هذا السؤال!! انه بدون تفاصيل اهدار وتهريب وضياع لثروه بلد وخلخله امنه وتفكيك ثوابت قيمه!!