سيد البالوي يكتب: مركز مصر الثقافي الإسلامي، وذكرى العاشر من رمضان
إنها مصر تعود بحق واستحقاق، إنها الإرادة والقيادة ودماء الشهداء، إنها مصر أرض الاولياء وقبلة العلماء واولى الحضارات وتاريخ حافل بالبطولات والانتصارات.
مصر التي أدهشت العالم بانتصارات أكتوبر يوم العاشر من رمضان بعد أن ظن كل العالم أنها لن تقوم فإذا بها تبهر العالم بحرب تدرس في التاريخ العسكري وفي فنون الحرب وكيفية إعادة بناء الجيوش وتحقق عنصر المفاجئة الذي أربك العدو وحطم أسطورة غروره وأنهى أكذوبة الجيش الذي لا يقهر.
تتشابه الأيام وتتعرض مصر لأشد الهجمات خطورة وفى هذه المرة لم تكن من عدو محتل كما كان الحال في عدوان الهكسوس أو التتار أو حملات الاحتلال الصليبية أو الفرنسية أو الانجليزية أو حتى العدوان الصهيوني الأخير الذين تحطموا جميعاً تحت أقدام الجيوش المصرية عبر التاريخ.
ولكن في هذه المرة كان العدوان أشد مكر ودهاء وتم التجهيز له عبر سنوات من دعم لمنظمات تنشر فكر التفكيك المجتمعي والطعن والتشكيك في وطنية الدولة وضرب كل قيم المجتمع واستهداف رموز القيادة وشحن أصحاب الأفكار المتطرفة بل ومدهم بالدعم والغطاء السياسي حتى يكونوا العصا التي تقسم ظهر الوطن وفى ظل حالة من الضبابية والغياب الثقافي المجتمعي تمكن أعداء الأمة من تنفيذ مخططهم الخبيث في صناعة التناحر الداخلي بين أبناء الوطن الواحد ولولا يقظة وانتفاضة الجيش المصري ما كنا هنا الآن.
مصر التي قالوا عنها لن تعود ، تعود وتبهر العالم بانتصارات ليس فقط على الصعيد العسكري، بل على كافة الأصعدة وفي الوقت الذي يظن الجميع في الداخل والخارج أن الدولة المصرية لا تهتم سوى بالطرق والكباري يفاجئ فخامة الرئيس السيسي الجميع في كل يوم بافتتاح جديد فمن مصنع لمصنع ومن قاعدة لأخرى ومن مبادرة لمبادرة أعم وأكبر ومن مشروع لمشروعات لانهاية لذكر عددها وحصرها ووسط ما يحدث في العالم أجمع من أزمات تحلق مصر منفردة ومتفردة لتعود بالعالم من زمن الصراعات والانهيارات إلى عصر استعادة روح العلم والبحث والمعرفة والابتكار .
في أولى ليالي الشهر الفضيل وعلى مؤدبة الثقافة يستيقظ العالم أجمع على هذا الحدث المهيب افتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي في أحضان العاصمة الإدارية في أبهى تألق وحضور لملامح الجمهورية الجديدة كانت الثقافة حاضرة في سحور أولى ليالي شهر رمضان الكريم للعام ٢٠٢٣م ١٤٤٤هـ بحضور فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور رجال الدولة ورجال الفكر والإعلام تتجلى الثقافة في تنوع غير مسبوق في حدث ديني لتقول للجميع أن الإسلام دين جامع شامل يدعو للرقي بالإنسان في كل نواحي الحياة وأنه ليس دين الانغلاق والتطرف فحضور الغناء والموسيقى والإنشاد والكلمات الطيبة بداية لرؤية تمنى أعداء مصر ألا تحدث .
ورغم تحفظي لعدم حضور الشعر وما ادراكم ما الشعر وما للشعر من منزلة ومكانة ،فالشعر هو أول فن عرفه الإنسان للتعبير والتصوير والتوثيق وهو فن شديد الدقة شديد الإعجاز سهل التلقي والإيجاز وهو السلاح القديم الاحدث الصحيح الأصوب وهو أساس كل فن وكل إبداع لأنه علم الكلمة ويكفي الشعر فخر ورود سورة قرآنية تحمل أسم الشعراء وعندما أعجزت بلاغة النبي قريش لم يجدوا فن معجز إلا الشعر فقالوا شاعر وعندما أرادوا العلماء تبسيط فهم أصول علوم النحو والفقه والعقيدة وحتى أحكام قراءة القرآن لم يجدوا أفضل من متون الشعر حتى يسهل على المتلقي حفظ القواعد، وبغير الشعر ما كنا أن نجد جميع الأمم تحيا على تراث كبير من الحكمة والحكم التي يتوارثها الأجيال وإن كنت رأيت حضور الشعر في احتفالية المرأة والأم المثالية رغم عدم الدقة في الاختيار والمبالغة في طريقة الإلقاء التي غلب عليها التمثيل والشاعر يعتمد على قوة الكلمة أكثر من الأداء التمثيلي ولا أعرف لم لا يتواجد الشعر في كافة المحافل الرسمية ومصر بلد شوقي وحافظ والعقاد وبيرم وحجاب وصلاح جاهين والأبنودي وغيرهم الكثير والكثير .
يتقدم فخامة الرئيس لجولة داخل دار القرآن ويرافق فخامة الرئيس فضيلة العالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري و يبهرنا بقطوف من روائع الجمال القرآني فمن حكمة عظمة العلم للإنسان لتكريم ربنا لبني آدم وفى مشهد تقدير واحترام يصافح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فخامة الرئيس مستقبل ومبارك في دار القرآن ويستكمل فضيلة الدكتور اسامة الازهري مع فخامة الرئيس السيسي مشاهد العظمة من دقة الرسم القرآني والابداع الانساني في الخط والنحت والتصميم والزخارف الذي يعيد للأذهان براعة المصري القديم ويشرح الدكتور أسامة حكمة الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل والسراح الجميل وأن القرآن الكريم يدعو لقيم الجمال حتى في أوقات الخصومة وأيضا معنى قوله تعالى “آمنين “في القرآن وورودها في ثلاث مواضع عند دخول الجنات وعند دخول الحرم وعند دخول مصر ومسك الختام مع نسخة من مصحف سيدنا عثمان بن عفان أثمن ما أُهدى لدار القرآن الكريم وبذلك تقدم مصر للعالم الإسلامي والعالم أجمع مركز ثقافي وحضاري يليق بتاريخ مصر الانساني والثقافي .
ويبقى الفضل في كل تقدم ورقي للجندي المصري الذي أعطى حياته فداء لحياة مصر ولهذا التقدم والرقي الذى نشهده ومن الملاحظ أيضا عدم وجود الدهشة على ملامح فخامة الرئيس مما يدل على أنه شاهد المكان قبل أكثر من مرة أثناء العمل ومتابعة التنفيذ حتى وإن كانت جولات غير معلنة ولكن من الواضح أن القيادة المصرية تحتفظ ببعض زيارات فخامة الرئيس للكثير من المشروعات حتى نرى مثل هذه المفاجآت المبهرة ، فعظيم الشكر للقيادة المصرية ولجيشنا المصري العظيم ولكل جندي في ذكرى العاشر من رمضان وحتى اليوم لكل من قدم روحه شهيداً حتى نشاهد ونشهد مصر الجمهورية الجديدة .
،،،،،،،،،،،وللحديث بقية إن شاء الله