مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب: هنيه يُهنئَ نفسه وشعبه ويشكر الله على استشهاد أبناءه

هل رأيتم من قبل رجل بهذا الرباط بهذا الصبر بهذه الشجاعة المُفرطة فهو أسد يزأر بكل قوة أنه ياساده إسماعيل هنية هو سياسى فلسطينى رئيس المكتب السياسى لحركة حماس ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة سجنته إسرائيل عام ١٩٨٩ لثلاث سنوات ثم نُفى بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع عدد من قادة حماس حيث قضى عاماً كاملاً فى الإبعاد عام ١٩٩٢ يعيش حالياً فى قطر ولم يزر قطاع غزة منذ تركه لفترة طويلة هذا الرجل الذى أستُشهد ثلاثة شباب من أبناءه هم (حازم وأمير ومحمد)وثلاثة من أحفاده الصغار هم (آمال وخالد ورزان) فى غارة إسرائيلية جبانة على سيارة مدنية كانت تقلهم لزيارة الأقارب فى قطاع غزة كما أعتاد الفلسطينين فى كل المناسبات فهو يمتلك صبراً عظيماً شهد له الأعداء قبل الاصدقاء وفى ثباته وتلقيه خبر وفاة أبناءه وأحفاده بهذا الثبات الذى سوف يُضرب به المثل لأجيال قادمة وسوف يشهد على ذلك الدانى والقاصى من شعوب الأرض بإذن الله…!!!
هذا الرجل أُتهم من بعض الخونة والمرتزقة وبعض الدول بأنه يعيش فى قصور هو وأبناءه فى دولة قطر ويتهمونه بأنه يتاجر فى القضية ولا يقدم أى تضحيات وهكذا أثبتت هذه المجزرة التى تمت بفعل أبناء القردة والخنازير بأنه يضحى حيث بلغ عدد من أستشهد من دمه مايقرب الستون شهيداً وثبت بالدليل الدامى بأن معظم أسرته وسط أبناء غزة حيث قال فى كلمات لايعرفها الجناء بأن دماء ابناءه ليس أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطينى الصامد وهكذا عبر عن مايدور بخلجاته دون تصنع أو حزن ظاهر بل ثبات وأنفعالات رجل مؤمن بربه وقضيته العزيزة وقال هنية أيضاً تعقيباً على مقتل ثلاثة من أبنائه وثلاثة من أحفاده بالقصف الإسرائيلى الحبان”أشكر الله على هذا الشرف الذى أكرمنا به بأستشهاد أبنائى الثلاثة وبعض الأحفاد وبهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”
يالها من كلمات عزيزة وغالية ودلالته غاية فى القوة والعزة المنقطعة النظير وخاصة عندما يؤمن الأحرار بقضايا بلادهم وأكد أيضاً هنية أن ما يقرب من ٦٠شخصاً من أفراد عائلته قتلوا خلال الحرب الحالية والتى دخلت شهرها السابع مضيفاً أن كل أبناء الشعب الفلسطينى وعائلات سكان قطاع غزة دفعوا ثمناً باهظاً من دماء أبنائهم وأنه واحد منهم لافتاً أن العدو واهم إذا ظن أنه بقتله أبنائى سنغير مواقفنا تجاه مساع اتفاق الهدنة أو وقف إطلاق النار ولن ينجح فى أهدافه أو أى طموح يصبو إليه…!!!
والشاهد أن معظم أبناء هنيه ليس ضالعين بالعمل العسكرى ولم يتقلدوا أى مناصب عسكرية فى حركة حماس وإلا وكانت هناك وسائل تخفيهم عن أعداءهم ستكون منطقية فى كل تحركاتهم ولكنهم يعيشون كأبناء الوطن المدنيين حياة عادية ولكن الجيش الشيطانى يتفاخر بأنه أغتالهم دون أدنى شفقة أو مسئولية إنسانية…!!!
ويشرح بعض المحللون السياسيون أن عملية مقتل أبناء وأحفاد هنية دليل على مدى التخبط والفشل الإسرائيلى الذريع فى تحقيق أهداف عسكرية من شأنها أن تؤثر على قدرات حركة حماس وموقفها من مفاوضات محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويشيرون إلى أن العملية جاءت أيضاً كمحاولة لترميم صورة الجيش الإسرائيلى بعد إعلان كتائب القسام عن قتل عدد من جنوده وضباطه فى عملية”كمين الزنة”وهى بلدة تقع شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وقد بثت القسام مشاهد مصورة للعملية وقالت إنها قتلت ١٤جندياً خلالها وحتى يغطوا على فشلهم منذ السابع
من أكتوبر فى تحقيق أى إنتصار أو استسلام لحركة حماس بل العكس الحركة وفصائل المقاومة الأخرى قد كبدتهم خسائر لم يكن يتوقعوها على الإطلاق وأيضاً زيادة الضغوط الدولية من حلفائهم وعلى رأسهم أمريكا جعلت أجهزة المخابرات تفكر فى عمل يهز نفسية قيادات الشعب الفلسطينى مثل إسماعيل هنية المرابط الشجاع وأحد قادة المقاومة الفلسطينيةولم يسلم إسماعيل هنيه فى أولاده فقط بل أخواته فمنذ فترة اُعتقلت أخته من قبل الشرطة الإسرائيلية وهى المناضلة صباح عبد السلام هنيه حيث كُيلت لها التُهم دون دليل وأتهمته بدعم حركة حماس فى حربها ضدهم
وعلق المتابعون على ردة فعل إسماعيل هنية عند تلقيه خبر استشهاد أبنائه وأحفاده متسائلين ما هذا الثّبات ؟ ما هذا التّسليم بأمر الله ؟ ما هذا الصّبر ؟ مضيفين أن ثبات هنية خاصة بعد إكماله جولته على الجرحى من مصابى الحرب الإسرائيلية الموجودين فى منفاه (قطر) بعد تلقيه خبر أستشهاد أبنائه وأحفاده أحيا أمة وأيقظ أجيالاً لما أظهره من قوة وصبر وثبات لم نسمع عنها من قبل إلا فى قصص الأنبياء مع الفارق فى التشبيه فهو إنسان أولاً وأخيراً ولكنه من نوع نادر وعجيب…!!!
ألهم الله الفلسطينى المناضل أسماعيل هنية صبر
الأنبياء والصالحين فهو فعلاً مدرسة متفردة فى الصبر والثبات واليقين بقدرة الله والإيمان بنصر الله إن أجلا أو عاجلاً…!!!
نصر الله المرابطين فى فلسطين على اليهود…!!!
قال تعال “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” صدق الله العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"