مقالات الرأى

مختار محمود يكتب: حيوانات تحصل على الدكتوراه الفخرية

ينشط الغرب في تقدير الحيوانات التي تؤدي أدوارًا إيجابية في الحياة العامة، وأحيانًا الخاصة. هذا التقدير قد يكون فرديًا؛ حيث يفيض إنسان ما على حيوان “كلب أو قطة مثلاً” بميراثه كله أو جزء منه، فيصبح هذا الحيوان المحظوظ بين عشية وضحاها من طبقة السادة المليونيرات. وقد يأتي التكريم معنويًا من جهات اعتبارية، كأن تمنح جهة ما حيوانًا شهادة الدكتوراه الفخرية؛ لأنه أنجز مهمة مؤثرة!
في العام 1989..أقامت جامعة بيل الأمريكية حفلاً تم خلاله منح “بغل” شهادة دكتوراه فخرية؛ نظرًا لدوره في نقل صخور لفريق علمي تابع للجامعة. وكان هذا اعترافًا من إدارة الجامعة بالدور العظيم للدكتور “البغل”. وجاء ذكر البِغال -“جمع بغل”- في القرآن الكريم في قوله تعالى: “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة..”.
كما كان الكلب “كيرش” محظوظًا جدًا؛ حيث تسببت مواظبته على الحضور مع صاحبه محاضراته بجامعة “جونز هوبكنز” في تتويجه بدرجة الدكتوراه الفخرية. وتداولت وسائل إعلام محلية وعالمية خلال العام 2018 صورًا للدكتور “كيرش” توثق لحظة استلامه الشهادة، وقد اعتمر بـ”قلنسوة تيودور”، واتشح ببعض قطع الثياب الناصعة والمناسبة والمتناسقة لهذا الحدث التاريخي الذي قد لا يتكرر في حياته العملية مجددًا!
وفي العام 2020، حصل كلب آخر يُدعى “موس” على شهادة الدكتوراه الفخرية في الطب البيطري. جاء في حيثيات منح الكلب الدكتوراه الفخرية أنه ساعد آلاف الطلاب على التعامل مع مشاكل الصحة العقلية. محطة “CNN” وثَّقت –بدورها- اللحظات الحاسمة في حياة “موس” أثناء تتويجه، مرتديًا حُلة مُبهجة تسرُّ الناظرين، كما نشرت صورة من الشهادة التي حصل عليها، متضمنة حيثيات حصوله عليها.
وبحسب مصادر مقربة منه، فإن الدكتور ” موس” –ذا السنوات الثماني يومئذ- عمل فى مركز تيك لاستشارات الطب البيطرى بفيرجينيا منذ العام 2014، وتمكن من مساعدة ودعم آلاف الطلاب خلال التعامل مع المشكلات الصحية العقلية.
مالك الكلب السيد “ترينت ديفيس” قال في سياق إطرائه على كلبه المُتوَّج: إن الدكتور “موس” يُعدُّ مصدرًا للراحة بالنسبة له وللكثير من الحيوانات، مضيفًا :”لسوء الحظ، لم يكن البشر الآخرون دائمًا الأفضل بالنسبة لهم في حياتهم، لذلك يمكن أن تكون الكلاب أكثر أمانًا إلى حد ما”. وفي سورة “الكهف” احتفاء خاص بكلب أهل الكهف، وهم الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى، حيث رافقهم في رحلتهم الممتدة، وكان أمانًا لرفاقه أيضًا!
اللافت في الأمر.. أن حيوانات الغرب التي تحصل على شهادة الدكتوراه الفخرية، لا تتاجر بها، ولا تسبق أسماءها بحرف “الدال”، ولا تسعى إلى الاسترزاق من ورائها، ولا تزيدها كبرًا وغرورًا. واللافت أيضًا أنها لا تتصارع في الحصول عليها من الأساس، ولا تبحث عن كيانات ومنشآت وهمية؛ لتمنحها حرف “الدال” السحري، دون أي منجزات تقترب من إنجازات سالفي الذكر!

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"