مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( حروب الشتاء والصيف، وعظه الشيطان)!

اغلب المهتمين بالخبر السياسي الدولي يتابعونه بلا مزاج ورغبه فيه ولكن قسريا لانهم فهموا ان معركه تدور بين ولو دجاجتين في اقصي الدنيا سوف تؤثر حتما علي وجبه الغداء التي سيتناولونها ظهرا هذا ان كانت متوفره لديهم ولو سحبا علي المكشوف من عند البقال او الخضري وحتما لن تكون من عند الجزار او مطاعم تعلن عن نفسها علي الميديا.
علي مدار التاريخ شهد الكون معاركا طويله عابره للشهور والفصول والسنين ولعل اشهرها حروب القبائل العربيه (داحس والغبراء وحرب البسوس) وتلتها حروب كثيره خلفت في مجملها ندوبا وجراحا بآثار ممتده في وجه وجسد البشريه
وعينا علي معارك طويله غيرت شكل مناطق اشتعالها ودقت اسافين في ظهر الدنيا ولازالت المعاناه منها قائمه حيث كانت الحرب بين الروس وافغانستان ١٩٩٧ : ١٩٨٩ ثم الحرب العراقيه الايرانيه ١٩٨٠: ١٩٨٨ وهما ماعيشناهما وتابعنا اخبارهما يوميا علي النشره الاثيره وقتها التاسعه علي القناه الاولي المصريه وذلك قبل انتشار فوضي البث الفضائي..
الحربان الطويلان اثرا بشكل كبير علي العالم ولكن يبدوا ان الناس قد تالفت مع اي شيء فلم تحس بغرابته، حرب السوفيت والافغان خسرها الروس بجداره امام تحالف كوني قادته اداريا ولوجستياً الولايات المتحده وعلي الارض قاتل ذيول امريكا من صنعتهم ومن اوعزت بارسالهم للقتال هناك من (الافغان العرب) وشكل مسرح القتال علي الارض الافغانيه ساحه تدرب عليها ارهاب زلزل العالم وافرزت الحرب طالبان والقاعده التي شكلت فعلا مرعبا في كل بلدان الشرق الاوسط وحتي الولايات المتحده اكتوت بنارهم في الهجمات الاشهر عليها في ١١ سبتمبر ومازالت آثار القاعده وافرعها من داعش وغيرها تؤثر في ارباك المشهد العالمي وربما من اثار هذه الحرب تعجيل تفكك الاتحاد السوفيتي عبر بروسترويكا جورباتشوف وربما انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي قد قوض قطب كان يصنع توازنا في المشهد العالمي وخلق شكلا جيوسياسي جديد في نصف العالم الشرقي.
الحرب العراقيه الايرانيه افقدت العرب العراق القوه ذات الشان وقتها والتي شكلت حارسا لبوابه العرب الشرقيه واحد عناصر التوازن في المشرق العربي وعجلت بنهايه نظام صدام حسين بعد الغزو الامريكي للعراق والتي كانت العراق علي اثره اول دوله سقطت في هوه المحاصصه التي حولتها لقطع بولائات او بدون ثم كرست هذه الحرب لصعود ايران كلاعب اساسي في المنطقه وقد كانت امريكا حاضره في مشهد الحرب وصل للاشتباك بين البحريه الامريكيه في الخليج مع ايران بنهايه الحرب.
حاليا تدور رحي معركتان الاولي تخطت السنتين بين روسيا واوكرانيا والتي لم تشهد حسما حتي الان ولا بوادر له ولااقل من انها اربكت العالم كله فيما اسموه بتاثر سلاسل الامداد من مكان يساهم بشكل كبير في غذاء العالم فارتفعت الاسعار بهذا غير ارتفاعها بفعل مشكلات الطاقه الناجمه عن هذه الحرب، الدعم الامريكي لاوكرانيا حاضر في اطاله امد الحرب وربما كان هذا تكتيكا غربيا لاجهاد روسيا والاثر الجيوسياسي والديموجرافي قادم لا محاله لكنه سيتبلور ان انتهت هذه الحرب في مدي لا يعلمه الا الله.
في الشرق الاوسط عبرت حرب اسرائيل الغاشمه علي غزه الصيف الي الشتاء واسفرت عن فعل عدواني لايوصف بحق المدنيين والبني التحتيه في غزه ومازالت رحي الحرب تدور وتداخل فيها هجمات من اسرائيل وايران ودعم غربي وامريكي فاضح لاسرائيل وحتي كتابه هذه السطور تتحفز اسرائيل لاجتياح اخر نقطه من غزه (رفح)؛.. لن تنتهي الحرب بمنتصر ولن تنتهي علي اثرها اسباب اسرائيل للغزو ولن تنتهي معها حماس فقط ستكرس نتائجها وأدا تاما لفرص السلام وربما احيائه.
في مشهد الحروب الاربعه التي رأينا الشيطان (امريكا) يعظ ولو اعفي الكون من عظته لما عبرت الحروب الزمن وما افضت لمثل ما خلفت!!

زر الذهاب إلى الأعلى