مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (صرخة مثقف)

أصدقائي وقرائي الأعزاء عشت ليلة أمس وسط أحزاني على وفاة ابن عمي وبينما أنا ممسك بالفون أتصفح صفحتي الشخصية ع الفيس بوك لأتلقى تعليقات الأصدقاء والأهل والأحباب على بوست العزاء وإذا بي أقرأ خبر مفاده.

أن الزميل الكاتب الصحفي المثقف
( محمد أمين )
يبيع مكتبته
( أو بالأحرى يتبرع بها لبواب العمارة عم علي ليبيعها لبتاع الروبابيكيا)
التي بها أمهات الكتب والمراجع التي لاتُقدر بثمن في زمن الثقافة والمعرفة والعلم أما في زمن ( الهِشك بشك) حيث لاثقافة ولا علم يسمن ويغني من جوع إضطر لبيع مكتبته لبائع ( الروبابيكيا) بأبخس الأثمان من أجل أن يسد رمقه من لقمة العيش في زمن لاعيش فيه للمثقفين قائلا الكتب لاتطعم الجائع؟!

بعد أن تصدر المشهد بسيارتهم الفارهة نجوم المجتمع الثلاثي
(حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال) في مشهد إستفز كل المصريين الكادحين وهم يقفون أمام سياراتهم ذات الأرقام المميزة واللوحات التي صُنعت خصيصا لهم بحروف أسمائهم ليخرجوا ألسنتهم للشعب المصري ويقولون في رسالة مستترة أن ( الهلس) والهشك بشك أصبحوا عنوان للثراء في أقصر مدة.

فزاد حزني حزن على ما وصلنا إليه من تدني لقيمة الثقافة والأدب وتطاول عليهم ( قليلي الأدب) فجاءت صرخة الزميل الأستاذ الصحفي الكبير المحترم والكاتب المتألق لتدق ناقوس الخطر فقد فعلها من قبله الأديب الكبير ( عباس محمود العقاد) وباع مكتبته في أواخر أيامه ليسد بثمنها قوت عيشه بعد أن ضاق به الحال.

هل مافعله الأستاذ محمد أمين الكاتب الصحفي الكبير المحترم قاصدا به دق ناقوس الخطر أم وصل به الحال فعلاااااااااا إلى هذه الدرجة من ( العوز) ليبيع مكتبتة لبتاع الروبابيكيا؟!

هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة؟!

ولعل الإجابة في بساطة أن الفالصو مهما لمع وإشتد بريقه سيبقى فالصو أما الذهب وإن تراكم عليه التراب سيظل ذهبا !

قال تعالى في كتابه الكريم

(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)

لذلك لا تجعل بائع الفجل يثمن علمك

زر الذهاب إلى الأعلى