مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : قبورنا ليست مُكيفة الهواء

الموت وماأدراكم ماالموت…!!!إنها الحقيقة الوحيدة يعرفها الجميع دون خداع فهو حقيقة مجردة من كل كذب وهو الكأس الذى يرتشف منه كل الخلائق من البشر وغيرها بدون واسطة أو شبه أختيار ودون أنتظار عندما يحين موعده يُنفذ فلكل منا موعداً مع هذا الحدث العظيم فلذا يقال قبورنا تُبنى ونحن ماتُبنا
ياليتنا تُبنا قبل ماتُبنى وهذا دعوة للناس إلى التوبة والعودة إلى طريق الهداية والتقوى قبل أن يُدفن فى قبره وهو يشتاق لساعة فى الحياة من أجل التوبه..!!
فالقبر هو مكان دفن الإنسان بعد موته وهو عبارة عن حفرة تأخذ الشكل المستطيل بمساحة جسم الإنسان المتوفى وبعمق لايتجاوز المترين وإن أختلف الشكل فى بعض المناطق والدول بسبب التربة وفى الغالب تُوضع فيه جثة الإنسان ويُغطى بالتراب بعد ذلك وتسمى قطعة الأرض التى تُخصص للقبور بالمقبرة ولكن تعالوا معمى نعرف ماذا يحدث داخل القبر بعد وفاة الإنسان مع العلم بأن القبور لاتتساوى لكل ميت فهناك قبور كالجنة وهناك قبور كالنار…!!!
عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “إنَّ القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مارأيتُ منظراً قط إلا القبر أفظع منه”فصدق من لاينطق عن الهوى وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت”دخَلَتْ عليَّ عجوزان مِنْ عُجُز يهود المدينة فقالتا إن أهل القبور يعذبون فى قبورهم قالت فكذبتُهما ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله إن عجوزين مِن عُجز يهود المدينة دخلتا عليَّ فزعمتا أن أهل القبور يعذبون فى قبورهم فقال صدقتا إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم”
تعالوا معاً نعرف ماذا يحدث للميت بعد دخوله القبر فأول مايدخل إلى القبر هو رأس الإنسان وللقبر ضمة لاينجو منها أحد كما قال المصطفى صل الله عليه وسلم وهى التقاء جانبى القبر على جَسد الميِّت وضغطة القبر أو ضمّة القبر لَاينجو منها أحد صَالحٌ كان أو طالح إلا أَنَّ الْفرق بَين المُسلم وَالْكَافِر فى ضمّة القبر هو دوَام وأستمرار الضغطة للكَافر أما الضغطة لِلمُؤمن فتكون فِي بداية نُزُولهِ إِلَى قَبره فقط ثمَّ بعد ذلك يعود القبر ليتسع وهذه رحمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين…!!!
أما ما يتعلق بالسؤال فى القبر وحال الميت فإن السؤال حق والميت تُرد إليه روحه وقد صحت بذلك الأخبار عن رسول الله ﷺ وحياة الميت فى قبره غير حياته الدنيوية بل هى حياة خاصة برزخية ليست من جنس حياته فى الدنيا التى يحتاج فيها إلى الطعام والشراب ونحو ذلك بل هى حياة خاصة يعقل معها السؤال والجواب ثم ترجع روحه بعد ذلك إلى عليين إن كان من أهل الإيمان وإن كان من أهل النار إلى النار لكنها تعاد إليه وقت السؤال والجواب فيسأله الملكان من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فالمؤمن يقول ربى الله والإسلام دينى ومحمد نبى هكذا يجيب المؤمن والمؤمنة ويقال له ما علمك بهذا الرجل؟ (محمد ﷺ) فيقول هو رسول الله جاءنا بالهدى فآمنا به وصدقناه واتبعناه فيقال له قد علمنا إن كنت لمؤمناً ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها ويقال هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه ويرى مقعده من النار ويقال هذا مكانك لو كفرت بالله أما الآن فقد أعاذك الله منه وصرت إلى الجنة أما الكافر فإذا سئل عن ربه ودينه ونبيه فإنه يقول هاه هاه لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شئ إلا الثقلين يعنى الجن والإنس وتسمعها البهائم فيفتح له باب إلى النار ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويكون قبره عليه حفرة من حفر النار ويفتح له باب إلى النار يأتيه من سمومها وعذابها ويقال هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه ويفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده من الجنة ويقال له هذا مكانك لو هداك الله وبذلك يعلم أن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار والعذاب والنعيم للروح والجسد جميعاً فى القبر وهكذا فى الآخرة فى الجنة أو فى النار أما من مات بالغرق أو بالحرق أو بأكل السباع فإن روحه يأتيها نصيبها من العذاب والنعيم ويأتى جسده من ذلك فى البر أو البحر أو فى بطون السباع ما شاء الله من ذلك لكن معظم النعيم والعذاب على الروح التى تبقى إما منعمة وإما معذبة فالمؤمن تذهب روحه إلى الجنة قال النبى ﷺ إن روح المؤمن طائر يعلق فى شجر الجنة يأكل من ثمارها والكافر تذهب روحه إلى النار فالواجب على كل مسلم ومسلمة الاطمئنان إلى ما أخبر به الله عز وجل وأخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام وأن يصدق بذلك على الوجه الذى أراده الله عز وجل وإن خفى…!!!
فلذا عزيزى القارئ يجب أن تعلم أن قبورنا ليست مكيفة الهواء لفئة معينة من جنس البشر الذين لايعترفون بوحدانية الله ويعبدون أشياء غريبة مثل عابدى البقر فى الهند وغيرهم…!!!
ونداء إلى الأحبة بعدم الحزن على انقطاع الكهرباء يومياً لمدة ساعتين لتخفيف الاحمال ولتتذكر ظلمة القبر وحره وإنه غير مكيف الهواء أو به مروحه فأعمالك هى التى تجعل قبرك روضة من رياض الجنة أو العكس فتوبوا وعودوا إلى الله.
واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى