مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: وداعا شهر رمضان

انقضى رمضان, وانقضت أيامه ولياليه, ذهب ليعود على من بقى, وليودع من كان أجله قد حان, نعم ذهبت بأشهر الخيرات, فجرت المدامع نعم, انقضى رمضان, ولكن ماذا بعده؟
انقضى شهر الصيام والقيام والقرآن وفعل الخيرات, وقد اعتاد كثير من أحبابه الصلاة مع المسلمين, فيامن حافظ على الصلاة فى جماعة اجعل رمضان كقاعدة لك تنطلق منها للمحافظة على الصلاة فى باقى الشهور لعل الله عز وجل يغفر لك بما قدمت, وإياك أن تكون من عباد رمضان, واعلم أن من علامات قبول العمل الصالح المواصلة فيه والاستمرار عليه, واستمع إلى قول الله عز وجل:”إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا”.
ويامن صام لسانه فى رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب , واصل مسيرتك وجد فى الطلب, ويامن صامت غياه فى رمضان عن النظر المحرم, غض طرفك مابقيت, يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ماحييت, ويامن صامت أذنه فى رمضان عن سماع مايحرم من القول, ومايستقذر من سماع الغيبة أو نميمة أو غناء أو لهو اتق الله ولاتعد, فالله يراك فى سرك وعلانيتك, ويامن صامت بطنه عن الطعام, وعن كل الحرام فى رمضان اتق الله فى بقية أيامك, واحرص على أكل الحلال, وتجنب الحرام.
وحينما تشرق شمس صباح عيد الفطر, فيجتمع الشمل, ويلبس الجديد , ويؤكل كل مالذ وطاب, تذكروا الأطفال اليتامى فى هذه الأيام , تذكروهم بالإحسان والبر إليهم, وقدموا لأنفسكم من الخير فيرضى عنكم الله سبحانه وتعالى.
الدراما المصرية فى مأزق, وواضح أننا لم نتمكن من تسويقها بشكل جيد للتليفزيونات والفضائيات العربية, ربما لارتفاع الأسعاربعد ارتفاع الأجور والتكاليف, وإذا استمر ذلك فإن الدراما المصرية ستتراجع أمام إنتاج بعض الدول فى إقليمنا والتى بدأت تنافس الانتشار المصرى فى هذا المجال. أعتقد أنه لابد من وجود فكر سياسى يدعم انتاج الدراما المصرية, فالهدف لايتعلق بتحقيق الأرباح, وإنما بضرورة أن يظل التواجد الفنى والثقافى المصرى حاضرا وموجودا فى كل بيت فى المنطقة العربية, فالفن هو سفير مصر الحقيقى إلى هذه الدول, وهم يعيشون ويتفاعلون معنا من خلال هذه البرامج والمسلسلات. إن الدراما المصرية ليست مجرد مسلسلات, إنها السياسة بكل أبعادها!.
المتطرفون فهموا العلاقة بين المسلم وغير المسلم بأنها علاقة صدامية, ويحكمها التنافر, فى حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة فى حسن العلاقة مع وفد نصارى نجران, وفى أثناء النقاش حانت صلاتهم, وسمح لهم النبى بالصلاة فى مسجده الشريف, ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى.
ناس كتير فاكرين إن الدين ضد الفكاهه والدعابة, ومتخيلين إن الدين مجموعة من القيود والحدود والسدود, مع إن الدين يسر وليس عسر, ورحمة وليس نقمة, وسماحة وتخفيف عن الناس وبعيد تماما عن التزمت, فالدين لم ينكر أبدا أن يأخذ الإنسان حظه من المتعة والترويح عن القلب, بل اعتبر الابتسامة فى وجه الآخرين صدقة نثاب عليها, ورغم أن البعض اعتبر الضحك والفكاهة فنا ابتكرته النفس البشرية لمواجهة مشاكل حياتها من القسوة والحرمان, إلا أنه فى الحقيقة آية من آيات الله فى خلق البشر. قال تعالى:(وأنه هو أضحك وأبكى), وكان النبى صلى الله عليه وسلم لايرى إلا مبتسما, حتى إنه يخيل لمن يراه أنه من أحب الناس إليه, وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: إن رسول الله كان دائم البسمة والضحك, ويقول عبدالله بن الحارث: إنه لم ير أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنه كان يبتسم فى وجه من يلقاه من أصحابه حتى أنه قال:” تبسمك فى وجه أخيك صدقة”, ويقول أيضا:”روحوا القلوب ساعة بعد ساعة, فإن القلوب إذا كلت عميت”.
من آيات القرآن فى العمل :” ولكل درجات مما عملوا وماربك بغافل عما يعملون”(الأنعام132 ), “وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون”(الحج68), “هل يجزون إلا ماكانوا يعملون”(سبأ33), “وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولاالمسىء قليلاماتذكرون”(غافر58), “من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون”(الجاثية15).
يقول عملاق الأدب الروسى ليوتولستوى:لاتحدثنى كثيرا عن الدين, بل دعنى أرى الدين فى أفعالك.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"