مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : كتابة بحبر سري

.. عوارض الدنيا شغلتنا علي امر نعيشه جميعا باي قدر كان وبالاخير هو امر نتجاوزه بالم مدسوس لانه ينقل صوره عنا اننا نعيش تفككا اجتماعيا واننا قد نكون ذئابا او نعاجا منفرده وهذا اسقاطا عن الطيب او الشرس منا، الامر الذي سيحولنا حتما لالات صماء، وحتما انشغالنا بعوارض الدنيا (مال وسياسه) سيفقدنا نفوسنا البشريه التي لن تعوضها ثروه.
في مرحله ما لاترتبط بعمر ولا بمسار الانسان الذي يبداء بوهن وينتهي به لكنها ذات صله وثيقه باحداث الزمان التي تطحن الانسان بجبروت او تربت علي كتفه او تدلله وتسبغ عليه سعه وترف كل حسب ماقضي له في هذه المرحله _ تصبح الكلمات المكتوبه والمسموعه جرما يقترفه الانسان بحق نفسه اذ كيف له ان يبوح ولماذا يتكلم اذ الدنيا تصم اذانها عنه ويصبح صوته بلا صدي _وان كان سيكون الصدي مسخ كلمات تشبه اصوات الشيطان او زمجره ريح.
عندها يبحث الذين اعتادوا الكلام عن حبر سري يصفون به الحروف ويرسمون الكلمات التي تنساب عبر الفضاء حامله معها راحه مايسمونه بالفضفضه وقد يلازم مشهد الرسم بالهواء علي الفراغ منظر دمع يتدفق من عيون كلت سهدا او قهرا او سهرا لكنها تغتسل من وجع الزمان بمرور الدمع عبر الاحداق ويلازم الكتابه بالحبر السري علي صفحات موهومه يلازمه رعشات للروح تنتفض بقاياها طربا اذ وجدت منفذا تعبر به عن حالها حتي وان كان الكلام الي الفراغ والحروف الي سراب المهم ان النفس قالت وافرغت اوجاع دون ان يري احد او يسمع _لانه بالاساس غير موجود _ وقد يكون ممن يحكي هواه الي الهواء لان يتحدث بكلمات مسموعه في منظومه حاله الوهم التي تتحول لجنون عندما يسمعه من حوله اما اذا سمع نفسه فهو في نظرها مجرد من يحكي حاله لحاله وقد يتطور الحكي لضحك او بكاء.
.. التواصل الاليكتروني عبر الشاشات هو البديل الذي فرض نفسه علي بعض من اتيح لهم او اختاروه طواعيه لايعد بديلا حقيقيا عن دفء وحميميه حاله ان نتكلم ونجد من يسمعنا التي تحمل بلسما طبيعيا يعزز ارواح البشر ويعالجها لان البث الاليكتروني قائم علي البث من مجهول الي مجهول وان كان معلوما وهو بجداره يكرس انفصالا لا تواصلا ولايفضي الا لاستهلاك وقت يعود بعده كبت.
قد تكون الكلمات المزعومه ندما او اسفا وقد تكون بث احزان الفقد او البعد او القله او المرض او الحرمان وقد تكون الكلمات المدونه بالهواء علي الهواء حنيينا لعمر مضي او عزيز فقد او لظل مابعده كان حرا واغلب البث يكون رجاءا ودعاءا ان يرد الله غائبا او يمنح رزقا او يمن بشفاء او يتفضل بعفو او ان يفرغ صبرا ويلهم يقينا وان يجعل الله طيب جزائه عن صفعات الدنيا، فهل يمكن ان يجد للناس مُظهِراً لحبرنا السري الذي نبث به لكي يفهموا عود وظلال كلماتنا وان يعود لبشريتنا دفء التواصل ولحمه التفاعل.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"