سيد البالوي يكتب:الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة
البعض يبحث عن حلول للمشاكل والبعض يبحث عن حلول لمشاكل الحلول والحقيقة أني أبحث عن المشاكل، حتى لا يتكرر حدوثها ولا نحتاج للبحث عن حلولها وحلول حلولها.
يتكرر المشهد ويتكرر الحدث ويتكرر الإبداع وتثبت قواتنا المسلحة قدرتها ليس فقط في إدارة فنون الحرب والقتال بل أيضا في فنون الثقافة والإبداع التنظيمي والفني وخلق حالة من الشجن الإنساني تجبر القلب على الخفقان والعقل على الاصغاء والحس على السمو الوجداني والروح على التحليق في سماء الرقي والنقاء.
يعم على القاعة الهدوء وسكينة الخشوع في مشهد حضور أمهات الشهداء على المسرح وكأنا أرواح الشهداء تحلق فوق الرؤوس ونضارة وجوه الأمهات وكلمات الصبر والإيمان التي تعجز أمام روعة البلاغة والصدق الوجداني فيها جميع فنون براعة الادباء وعبقرية الشعراء، فالثبات والقوة والوقوف في شخصية الأمهات ورسوخ العقيدة والاطمئنان، هو أكبر رد على كل من أرادوا لهذه الامة الفناء.
ويحضر في ذاكرتي الآن الكلمات التي كثيرًا ما رددها أعداء الامة من مدعى المدنية أو ما يطلقون عليها ويتشدقون بها الديمقراطية ورفض القيادة العسكرية تحت مسمى انهم رجال للحروب فقط وغير كفء للعمل الأهلي وأقول لهم هذا ما تقوم به القيادة العسكرية من عمل ثقافي وعمل مجتمعي فأين ما يقدمه أصحاب الحناجر التي لا تخرج علينا سوى في أوقات الانتخابات فقط بتقديم أنفسهم رعاة للحرية والفكر.
وهنا يحضر بذاكرتي أيضا اشكالية دور المؤسسات الثقافية في البلد وكم الاحصائيات التي تعلنها وزارة الثقافة عن عدد الندوات والورش والعروض والمهرجانات وكم الشرائط التي تقص بيد وزير الثقافة وكم المباني الثقافية والهيئات والمراكز المنتشرة بجميع ربوع الوطن وفى المشهد المقابل كم الانهيار والانحدار في ثقافة المجتمع ، وأتذكر أيضا أن المقياس الحقيقي لنجاح الحكومة أو الوزارة يكون من خلال تقديمها لمشروع يخدم الامة من خلال الارتقاء بالمصلحة الوطنية وشعور وملامسة المواطن لنتائج العمل الحكومي ويحضر بذاكرتي مشهد جمع بين وزير ثقافة النظام الراحل الذى ظل في منصبه لحوالي أربعة وعشرون عام ووزيرة الثقافة الحالية وعدد يقارب العشرة وزراء بينهما هل استطاعت وزارة الثقافة فعلا الرقي بالذوق العام هل استطاعت تشكيل الوعي المجتمعي ،ويرفض أن يمر هذا الأسبوع بغير مشهد اجتماع التشكيل الجديد أو القديم المتجدد للمجلس الأعلى للثقافة الذى يضم كبار المفكرين وبعيدا عن القيمة العلمية الفردية لكل قامة منهم يبقى السؤال جميعهم أو معظمهم شغلوا مناصب في حقبة تاريخية أضاعت مصر فنيا وثقافيا وانسانيا وفكريا ونتج عنها كم كبير من العقول الضالة التي دفع الجيش وحده ثمن تصحيحها من دماء أبناء الوطن الابرار و أوجاع الأمهات وبكاء الثكالى وتيتم الأطفال هل يستطيعون عمل شيء، حقا الفارق كبير بين من يعمل بصدق من أجل حماية الوطن وبين من يتصور فقط بالقاعات ويتباهى بعضوية المجالس والعمل الورقي دون النزول للعمل الميداني الحقيقي وفتح الأبواب لاستقبال دعوات التعاون من الجميع بغير التصريحات الإعلامية المستهلكة عن العدالة الثقافية الغير متواجدة وعن رعاية المواهب الغير موجودة وعن الرقي بالذوق العام الذى اثبتت فوضى المهرجانات عدم تواجده وبعيدا عن مسرح المواجهة وعروض الاراجوز والاستعراضات الراقصة نطلب من وزارة الثقافة عدم الصمت والمواجهة بالعمل الحقيقي لمحاربة الأفكار الضالة وتكوين وتقويم العقلية الجمعية للمجتمع الذى يشمل كل أبناء الوطن وليس فقط موظفي الثقافة.
ولا أرى أمل من عودة وزارة الثقافة للحياة ،أو قدرتها على القيام بواجبها الوطني الصحيح حيث أن قيادات الوزارة مازالت تقع بين إشكالية هل الثقافة جماهيرية ولا ترفيهية والوقوع في الصراعات الفكرية من العهود البالية التي مازال يعتنقها الكثير من مسؤوليها فعلى سبيل المثال يرفض موظفي الثقافة وزير فنان أو وزير قيادي من خارج الشللية الثقافية بالوزارة واذا جاء لن يتعاونوا معه ومن يأتي منهم هو محمل بالوفاء لمن أتى منهم وليس بالوفاء للشعب الذى اقسم على رعاية مصالحه، ووسط كل هذا يظل الجيش المصري هو من يدفع الثمن فعدم العمل بإخلاص وصدق من وزارة الثقافة هو مايكلف الأمة المصرية الاف الشهداء .
وتظل القوات المسلحة هي الملاذ والأمل لرعاية مصالح الشعب المصري على كافة المستويات الأمنية والغذائية والفنية والثقافية وقد جاءت الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة عظيمة بقدر عظمة الشهداء وعظمة الفكر المستنير الذي تقدمه دوما قواتنا المسلحة من ثقافة الوعي والرقي المعرفي.
وجاءت كلمة فخامة الرئيس السيسي كلمة من القلب للقلب معبرة بكل صدق عن عظيم التقدير والاحترام لأسر وامهات الشهداء وكل من ضحى وكل من أجتهد وكل من تحلى بالإيمان والصبر من أجل سلامة جميع أبناء الوطن.
وتبقى المشكلة الأهم وهي القضاء على الفكر المتطرف الذي يوصلنا الى حالة فقدان أبنائنا فكيف يمكنا القضاء على الفكر الذي ما زال يسري بين عقول وأذهان الكثيرين ويبقى المقترح بضرورة الإسراع في تشكيل هيئة أو مجلس للوعي والثقافة المجتمعية يضم الرؤية الوطنية لكافة مؤسسات الوطن تحت مظلة قواتنا المسلحة وبرعاية فخامة الرئيس السيسي وعضوية الازهر والكنيسة المصرية وباقي الوزارات والجهات المختصة بالشأن الثقافي والمعرفي لوضع مسار جامع شامل للوعي المجتمعي حتى يتم المعالجة الفاعلة لأنه لا يوجد لدينا طريق سوى طريق الإصلاح والتطهير ليس فقط للعناصر التكفيرية بل للأفكار التكفيرية من جذورها ومنع وصولها لعقول أبنائنا بسبب تغيوبنا واهمالنا عن رعايتهم فكريا وثقافيا جوهريا وليس شكليا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،وللحديث بقية إن شاء الله