د. صابر حارص يتساءل: لماذا اقتصرت الدعوة للصلاة على النبي الجمعة الماضية فقط؟
ما الذي دفع وزير الأوقاف إلى الدعوة جهرا وجماعة على النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة الماضية؟؟ وأنا واحد من الذين فعلوا ذلك بفرح وسرور وكتبت عنه مباشرة عقب انتهاء الصلاة
لو كانت دعوة وزير الأوقاف تضمنت الحكمة من الصلاة على النبي في هذا التوقيت بالذات لكان الأمر جميلا وممكنا وأصبحت الحجج قوية لتخصيص وقت معين للصلاة على النبي جماعة وجهرا
اما أن توجه الدعوة لنا جمعة واحدة فقط وليست الجمعة القادمة أو الجمعةالسابقة عليها فهذا يدعوللتساؤل من باب الفهم وليس الاعتراض؟؟ ومن حق الرأي العام خاصة في موضوعات دينية مرتبطة برسوله يفهم لماذا ينادي وزير الأوقاف بأمر جديد لم يحدث من قبل لا في مصر ولا في أي دولة مسلمة منذ ظهور الإسلام ونبيه خير الأنام
ومن جانب آخر فإن قبول المسلمين لأمر ديني جديد دون فهم مقاصده يتوقف على مدى ثقتهم في المسئول الديني أو المؤسسة الدينية التي قامت بتوجيه الدعوة، وبقدر هذه الثقة بقدر ما تتقبل الغالبية هذا الأمر الجديد وتحسن الظن في دوافعه وإخلاصه لله تعالى من أجل الصالح العام
فهل معالي الوزير لديه أسباب خفية لا يمكن إعلانها أم هي مجرد حالة عابرة لم يدرس ردود أفعالها دفعته يوجه الدعوة رسميا إلى أئمة المساجد بالصلاة على النبي في هذه الجمعة فقط، لا قبلها ولا بعدها؟؟
أتصور مثلا أن يقول الوزير أن الصلاة على النبي تفرج الكربات فهيا نصلي جماعة مع بعض عقب صلاة الجمعة، إضافة إلى الصلاة عليه فرادى التي تقومون بها دوما توسلا إلى رب العزة ليرفع بها الغلاء والبلاء إضافة إلى الأخذ بأسباب العمل وزيادة الإنتاج
أما أن تأتي الدعوة في هذا التوقيت فقط دون أسباب فهذا هو الذي أوجد هذا اللغط الذي كشف عن مستوانا المتواضع في حوار الطرشان مع بعض
فالمعترضون على الوزير لم يعترضوا على الصلاة على النبي ويعرفون جيدا فضلها خاصة يوم الجمعة ولكنهم يريدون معرفة الدافع الذي حرك الوزير للدعوة جماعة جهارا في جمعة واحدة فقط؟؟
هل مثلا قصد بها تخويف إسرائيل؟؟ هل مثلا أراد بها توفيق الحكومة والشعب في أزمتهم الاقتصادية؟
أما الأسباب التي أعلنها الوزير فهي أسباب عامة ودائمة لا تفسر خصوصية التوقيت وانفراده بها
فهو أعلن أن الصلاة على النبي تعبير عن مدى حبنا لسيدنا رسول الله واعتزازنا به وتوقيرنا له، وأيضا تعليم النشء الصلاة والسلام على النبي وتعويدهم عليها، وكذلك ربط القول بالعمل كون موضوع الخطبة في هذا اليوم عن فضائل الصلاة والسلام على النبي
هذه أسباب عامة ودائمة لا تفسر الدعوة للصلاة على النبي يوم الجمعة الماضية فقط، والأجدر أن تحض الأوقاف البيوت والمدارس والجامعات وأماكن التجمعات والمواصلات طوال حياتنا بالصلاةوالسلامعلىالنبيوآله وليس في جمعة واحدة فقط!!
الدعوات أو القرارات الرسمية تحتاج الى مبررات وبيان الحكمة منها حتى لا نترك المسلمين في حالة يرثى لها كما حدث
الدعوات والقرارات الرسمية تحتاج إلى دراسة ردود أفعالها قبل أن تصدر حتى نتجنب إثارة اللغط والبلبلة في أمور دينية، وحتى نتجنب السخرية والنقد الذي طالنا في الخارج
ولعل هذا الأمر يجب أن ينسحب على كل القرارات التي تصدر من الحكومة عامة حتى تتضمن احتراما للرأي العام ولا تثير الصراع وتبادل الاتهامات بين اتجاهاته المختلفة ..