مقالات الرأى

  السيد خلاف يكتب : فنجان سياسة

0:00

إذدواجية سلام” السيكا بيكا”.. حتى الآن فشلت كل الجهود الدولية في وقف حرب غزة التي تشنها قوات الاحتلال على أهل فلسطين المحتلة، أسباب هذا الفشل متعددة ومتشعبة!!

ولعل أبرزها هو تمسك بنيامين نتنياهو،ومعه الإدارة الأمريكية كاملة بعدتها وعتادها، واشنطن وحلفاؤها في القضاء على حماس، وأن واشنطن تعرض حلولا لا يحق للفلسطينيين رفضها،لأنه ليس لديهم خيار آخرسوى القبول من أجل النجاة  !!

ومن وجهة نظري أن عروض واشنطن لوقف  الحرب لاتعني وقف دائم،وإنما لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية، ليس من أجل السلام وإنما لتجميل صورتها أمام المجتمع الدولي ، ثم تستكمل خططها للسيطرة الكاملة على غزة .

واشنطن شريكة في الحرب فكيف لها أن تسعى لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية كما يتوهم العرب ؟!
وما يحلم به العرب غير الذي تريده واشنطن ومعها تل أبيب!!

وقناعتي أن الإدارة الأمريكية مازالت مصممة على تنفيذ مخططاتها للمنطقة،وفرض أجندتها على دولها ، وما لم تحققه الثورات التي أشعلتها ،المعروفة ب”الربيع العربي” الذي دمر5 دول، فإنها ستظل تعمل على تنفيذه!!

وعلى الرغم من تعدد المبادرات والمقترحات التي تقدمها دول الوساطة للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، تصرإدارة واشنطن وتل أبيب على رفضها .. لماذا !!

من وجهة نظري المتواضعة، فإن السلام في معتقد العرب سلام”كامل الأوصاف” وفقا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن،أما السلام الذي تريده واشنطن فهو” سلام سيكا بيكا ” بمعنى سلام لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين فقط ،بهدف تقوية الجبهة الداخلية في تل أبيب والعودة لاستكمال المخطط حتى تحقيق أحد الخيارين :  القضاء على حماس والسيطرة الكاملة على القطاع ،وتهجير قسري إلى سيناء،متى أتيح لها ذلك .

صانع القرار الأمريكي يرغب  في وقف لإطلاق النار، للإفراج عن الأسرى،ولا يتورع في التغاضي عن وقف دائم للحرب ،ويقترح هدنة لمدة 6 أسابيع لإستعادة الرهائن، وليس وقفا كاملا للحرب ، ويعلن بكل” فجاجة وبجاحة” إتفاقه مع إسرائيل في هزيمة حماس، وتفكيك البنية العسكرية ، واستغلال ماحدث لتصفية القضية الفلسطينية ودفع المواطنين باتجاه الهجرة القسرية !!.

ومابين سلام كامل الأوصاف ، وسلام سيكا بيكا .. تبرز خلافات حماس والسلطة الفلسطينية،فالأولى تريد إتفاقا يضمن وقفا دائمًا لإطلاق النار وتشترط أن تكون مصروروسيا وقطر وأمريكا وتركيا، ضامنة لتنفيذ هذا الاتفاق،بينما تريد الثانية الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في الضفة وغزة وتحكمها .

باعتقادي أن الذي يتمناه العرب غيرقابل للتحقيق لأن مخططات أمريكا،ومعها الغرب والناتو وإسرائيل للسيطرةعلى المنطقة عسكريا واستراتيجيا يتصدر أجندة هذا التكتل في سباق مع روسيا وحلفاؤها .

ودليلي على ما أقول أن حرب إسرائيل على غزة ليس بحاجة إلى وجود أمريكا بكامل إدارتها ووزير خارجيتها ووزير الدفاع وقائد الأركان، وألفي مقاتل من قوات النخبة،حاملتي طائرات،  وجسر جوي وصواريخ، وبارجتين وطائرات مقاتلة بطياريها، وأسلحة فرنسية وألمانية، ودعم سياسي أطلسي ، و7 أجهزة مخابرات عالمية ..كل ذلك هل كان الرد على حماس يستدعي تواجده ؟! 

أضف إلى ذلك..لماذا لم ينجح المجتمع الدولى حتى الآن في وقف هذه الحرب وفرض حل يوقف الإبادة ؟! لماذا ترفض إسرائيل ومعها واشنطن أي تنازلات للوصول إلي حل نهائي وشامل بالفعل،ولماذا يرفضون قيام دولة فلسطينية موحدة ليعم 
السلام والأمن منطقة الشرق الأوسط ؟! 

لأنه ببساطة  يا سادة رفض هذا العرض الذي يطالب به العرب من شأنه يبقى الصراع العربي الإسرائيلي قائما،ويجعل الشرق الأوسط في حلقة مفرغة من الأزمات وعدم الاستقرار،و بركان قابل للانفجار في أي وقت،ومن شأنه أن يبقي -أيضا- المنطقة مهيأة لتنفيذ المخطط الكبير، وبانتظار لحظة الانقضاض والتنفيذ !!.

انتبهوا أيها السادة : لماذا شككوا في نزاهة الوسيط المصري،واتهموه بأنه غير في الاتفاق بعد الموافقة عليه،رغم أن مصر هي التي عكفت على تقديم المقترح ؟! ولماذا تحاول تل أبيب استفزاز مصر من وقت إلى آخر ؟!

والأكثرمن ذلك لماذا اخترق الموساد الإسرائيلي هواتف الفلسطينيين وقدمها إلى أجهزة مخابرات كبرى للعمل معا وفق منظومة التواصل مع المواطنين والقيام بتلبية مطالبهم المادية في صورة حوالات دولارية، لشراء شقق وتأسيسها في دول عربية وأجنبية والهجرة إليها طوعا ؟!.

وإذا كانت إسرائيل ومعها حليفتها واشنطن والناتو والغرب جادون في حل الدولتين وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، فإن بمقدورهم أن يفرضوا وقفا فوريا للحرب ،والدخول في مفاوضات حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية الصادرة بهذا الشأن ،لكنهم ياسادة وبكل بساطة ليسوا براغبين في مفاوضات حل الدولتين حتى وإن أعلنوا أمام الشاشات ووسائل الإعلام الدولية!

إنهم ياسادة ماضون في تنفيذ مخططاتهم للمنطقة خاصة بعد أن تأكدوا أن العرب لا مكان لهم تحت الشمس إلا من أموال تدفع مقابل أساطيل وبروج عسكرية وقواعد تحمي قصور ، وهرولة باتجاه التطبيع ، وتطبيع ساخن في الظل !!   

زر الذهاب إلى الأعلى