مقالات الرأى

المسرح المصري ينبض بالحياة..والملك لير ليحيى الفخرانى كامل العدد

بقلم: أنس الوجود رضوان

0:00

كنت أتشوق لحضور العرض الخاص لمسرحية “الملك لير”، بطولة النجم القدير يحيى الفخراني ونخبه من الفنانين ، خاصةً في ظل حضور لافت لعدد من النقاد والصحفيين. لكن للأسف حالت ظروفي دون المشاركة في تلك الليلة الاستثنائية. ومع ذلك، لم أُرِد أن تفوتني هذه التجربة المسرحية الفريدة، فقررت أن أحجز تذاكر لحضور العرض بصحبة أحفادي.

كانت دهشتي كبيرة حين علمت أن المسرحية محجوزة بالكامل، دون وجود حتى مقاعد متفرقة مشهد “كامل العدد” في عرض كلاسيكي ثقيل، هو بحد ذاته رسالة بليغة: المسرح المصري لا يزال ينبض بالحياة.

النجاح الجماهيري الساحق لمسرحية “الملك لير”، منذ افتتاحها قبل أيام قليلة، يعكس تعطش الجمهور للفن الراقي، وللعروض التي تحترم عقله وذوقه. ويؤكد أن هناك جمهوراً حقيقياً ما زال يقدّر الأداء المسرحي المتقن والممتع، ويبحث عن تجارب ثقافية ثرية، بعيداً عن صخب “التريندات” وضجيج السوشيال ميديا، ودوامة الزواج والطلاق وسرقة اللوحات.

لكن في الوقت ذاته، يطرح هذا الإقبال سؤالاً ملحاً
لماذا لا ينعكس هذا الحراك المسرحي على وسائل الإعلام والدعاية؟

مشكلة المسرح المصري ليست في غياب النصوص الجيدة ، بل في غياب الترويج والتسويق الفعّال، وافتقار العروض إلى خطط إعلامية مدروسة تُبرز هذا الزخم الفني وتوصله إلى جمهور أوسع
نحن أمام جيل جديد من الفنانين الموهوبين، وأسماء راسخة ما زالت تمنح المسرح رونقاً خاصاً ومتعة لا تضاهى في الأداء. لكننا بحاجة ماسة إلى كسر حالة العزلة بين المسرح والجمهور، عبر دعاية ذكية وشراكات إعلامية تليق بتاريخ المسرح المصري وريادته.

إن الحضور الجماهيري الكبير لمسرحية “الملك لير” ليس استثناءً، بل هو مؤشر واضح على وجود عطش مسرحي حقيقي.
كل ما نحتاج إليه، أن يعرف الناس فقط متى وأين يُعرض هذا الفن.

نعم، المسرح المصري بخير
لكنه فقط ينتظر من يُخبر الناس به.

زر الذهاب إلى الأعلى