مقالات الرأى

رشدى الدقن يكتب: تعاويذ قديمة

وجاؤوا بسحر عظيم ” هكذا وصف القرآن الكريم السحر عند قدماء المصريين فى سورة الأعراف .. اذن قدماء المصريين وصلوا فى فنون السحر إلى شأن كبير .. والحقيقة أن السحر فى مصر القديمة طال كل شئ ..الحياة والموت ..الخير والشر .. بل ذهبت بعض الكتابات إلى أن السحر الابيض المصرى القديم كان أقوى من السحر الأسود .

واليوم سأحدثكم عن جزء صغير من السحر المصرى القديم ..وهو التعاويذ والأحجبة التى استخدمها جدودنا قدماء المصريين ومازلنا حتى اليوم نستخدم بعضها .

فى البداية علينا ان نعرف التعاويذ المصرية القديمة و الطلاسم والأحجبة كانت طريق الحماية للمصرى القديم من كل الأرواح الشريرة وكان يستعمل فى هذه التعاويذ المواد الغريبة كشعر التيس ومخلفات فرس البحر والتماسيح وكان يتم النظر إلى المرض على أنه من فعل روح شريرة دخلت جسم الإنسان ومن هنا يركِّز الساحر سحره على خروج هذه الروح الشريرة من خلال أوامره بالخروج .

وكانت  ” التعاويذ قديما تصنع من الحجر، والبرونز، والذهب، ،وقد تعددت أسماء تلك التمائم والتعاويذ، وتنوعت وظائفهاالسحرية في مصر القديمة، ومنها مجموعة الآلهة والحيواناتالمقدسة التى تسهر على سلامة جسمك.. وتملك الشارات الملكيةبقوة.. وتنقل إليك الرموز الهيروغليفية المنحوتة على الحجروالتمائم والتعاويذقوتها الإلهية تعطيك الحياة والحيوية“.

ومن أشهر التمائم والتي كانت الأكثر استخداما وشيوعا بين قدماءالمصريين، هي الجعران، أو الجعل، هو خنفساء الروث، التي كانتتستخدم كتمائم واقية رخيصة، حيث كان لدى قدماء المصرييناعتقاد بأن تلك الخنفساء، خبأت داخل نفسها قوة تجديد حياتهاباستمرار.

وبجانب استخدامها كتمائم وتعاويذ، فقد استخدمت الجعارين فيمصر القديمة، كأختام تحمل أسماء الموظفين وألقابهم، وكما نقشتعلى بعضها الأمنيات السعيدة... وايضا العين أوجات، وهي تعطىبحسب معتقدات قدماء المصريين الإزدهار البدني والإخصابالعام، وعقد إيزيس، وإيبأي القلب.

وعرف الناس فى مصر القديمة التمائم، وارتدوها بعد أن صنعوهافي شكل حُلي، مثل ما كان يُعرف بالخرطوش الملكي، والأزهاروالأصداف البحرية، والتي كانت تستخدمها النساء، وكانوا يتخذونمن صورة الإلهبسوالذي كان يقوم بحماية البشر من قوى الشر،وكذلك وجه الربة تاورت، التي كانت تعبد في شكل أنثى فرس النهر،وربة الولادة لدى قدماء المصريين، كتعاويذ للحماية.

ومن التمائم والتعاويذ الواقية من الأمراض، والتي عرفها قدماءالمصريين، كانت هناك تعاويذ للفقراء مثل قيامهم بوضع عقدة مننبات البوص، أو عقداً مضفورا من البصل، حول رقبة المريضالفقير، ووضع عقد مكون من 40 خرزة بينها 7 خرزات من الذهب، و7 خرزات من الحجر الأخضر، وذلك للمرضى الأثرياء.

وفي معابد الكرنك الأثرية الشهيرة، بمدينة الأقصر التاريخية فيصعيد مصر، يحرص الزوار من سياح العالم، على الطواف حولتمثال لجعران كبير، وذلك بهدف جلب الحظ السعيد لهم، يُعرفالجعران لدى الكثيرين بأنه يجلب الحظ، ولذلك فهو من بين أكثرالتذكارات السياحية مبيعا للسياح .

المصرى القديم استخدم أيضا عددا من التعاويذ والتمائم لحماية المولود مثل تلك التعاويذ التى استخدمت لحماية الإله حورس ابن الإلهة إيزيس عندما كانت تربيه فى أحراش الدلتا، وكانت هناك تعاويذ أخرى استخدمها المصرى القديم لطرد الأرواح الشريرة والحماية من الحسد والمرض، وكانت هذه التعاويذ مرسومة على عقد مكون من 41 خرزة وتمثل تمساحا ويدا بشرية وكان هذا العقد يعلق فى رقبة الطفل.

واعتقد الإنسان القديم أن بعض أنواع الحلى له قيمة سحرية تحفظه وتبعد عنه الشرور، بل وتوقف تأثير السحر ضده، وكانت هذه التمائم تصنع على هيئة أشكال الآلهة أو الرموز المقدسة وكانت تعرف فى اللغة المصرية باسم “وجا” التى تعنى الشفاء أو حامية الجسد أو “سا” وتعنى الحماية أو “نختو” وتعنى تميمة.

والثابت أن التمائم القديمة طالت حتى أمور الحب، ومنها “اجعل فلانة تتبعنى كما يتبع الثور علفه ، وكما تتبع الخادمة أطفالها، وكما يتبع الراعى قطيعه”، و المرأة الحسناء كانت لديها تميمة عمل غامضة تقول “ها قيدى هذا الذى انظر إليه حتى يصير حبيبى“.

والثابت أيضا أن قدماء المصريين كانوا يؤمنون بقوة الأحجاروالتمائم المنقوش عليها أشكال الآلهة الفرعونية، وأن شكل كل إلهيبعث على ما يدل عليه، ومنها القطة التى  ترمز الى “الإلهباستيت إله الحنان والوداعة والقوة النسائية الجبارة... ومفتاح الحياة وعين حورس وماعت، وحتحور، وتمثال تحتمس الثالث،وثالوث منكاورع

المثير أن هناك بعض الطقوس السحرية التي كان يمارسها المصريالقديم لعدد من الأغراض ، مثل الحماية من الحسد، والوقاية منالأمراض، وغيرها، ولا يزال المصريون اليوم يقومون بها...ومن هذهالطقوس السحرية، حمل تمائم للإلهبسالذي يحمي الأم فيأثناء الحمل والولادة، كذلك عادة حماية الطفل الوليد بالعينالحاميةالخرزة الزرقاءوعمل الأحجبة، والحجاب تكتب فيه بعضالتعاويذ السحرية لحماية الطفل ويعلّق في رقبته طول الوقت، وهيعادة مستمرة حتى الآن في القرى المصرية.

وهناك من يمارس عادة حتى اليوم متوارثة من القدماء المصريين ،عندما يريد أن يقي نفسه أو أسرته من شرور شخص آخر يجلبعروسةورقية ويفقأ عينها متمتماً ببعض الكلمات، وهي عادة منالمصري القديم الذي كان يقوم بها، لكن ليحمي نفسه من الأعداءفيصنععروسةورقية على هيئة عدوه ويقوم بفقء عينها“.ومنبين العادات المتوارثة أيضاً تلبيس الطفل الوليد ملابسه بصورةمعكوس لحمايته من الحسد.

كما لا يزال الناس إلى اليوم يستخدمون الملح للحماية من الحسدفي المناسبات مثل الأفراح وولادة المولود وغيرها، وهي عادة متوارثةمن آلاف السنين حيث كان قدماء المصريين يعتقدون أن الملح،وبخاصة ملح وادى النطرون يستخدم في التطهير ويقضي علىالأرواح الشريرة .

ولا يزال بعض المصريين في القرى والنجوع، وخصوصاً الصعيديقومون بشيء يسمىفتح المندلوهو طقس سحري متوارث من قدماء المصريين وعن طريقه يعرفون من سرق شئ وأين أخفاه .

كما أن العرافين مازالوا يقومون بقراءة الطالع عن طريق جلب إناءمملوء بالماء وطبقة من الزيت وينظر إليه طفل ويحكي كل ما يراهعندما ينعكس الضوء على الزيت والماء، ويكون هذا الإجراء بمثابةاتصال بالآلهة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى