مدحت سليمان يكتب : الحياء… والوطنية الزائفة!

ذات يوم، كانت تمشي على استحياء. خطواتها هادئة، نظراتها خجولة، وكأنها تُمثّل الوطن في أبهى صوره… ذلك الوطن الذي كان يعرف للحياء قيمة، وللمهابة حدودًا.
أما اليوم؟
فقد تغيّر المشهد تمامًا.
صار “الصوت العالي” هو معيار الوطنية.
وصارت من ترفع حاجبها، وتعوج فمها، وتطلق من فمها ألفاظًا يخجل منها الرجل الشريف… تُلقّب بـ”بطلة”! بل ويقال عنها: “دي بـ100 راجل”، فقط لأنها تقول في بث مباشر: “أنا بحب البلد… تحيا مصر!”
لكن مهلاً…
هل هكذا تُقاس الوطنية؟
هل صارت الوطنية تُباع في لايفات الـ”فيسبوك” وتُشترى بريتش أعلى؟
هل الحياء لم يعد من علامات الشرف… بل صار “ضعفًا” في زمن الـ”تريندات”؟
لقد أصبح من السهل أن ترتدي قناع الوطنية، وتتخفّى خلف كلمات براقة، بينما الحقيقة أنك تبيع صورة مصر للعالم بأبخس ثمن.
تتحدث باسم الدفاع عن البلد، لكن بملامح لا تُشبه مصر، ولا تُشبه نساءها الحقيقيات، ولا تُشبه حتى التاريخ الذي نحكيه لأبنائنا.
المؤلم أكثر، أن هذا النموذج بات هو “الممثل” الرسمي للمرأة المصرية على المنصات.
والأكثر إيلامًا، أن لا أحد يسأل من أعطاهم هذا الحق.
لكن، وكما يُقال: اللبيب بالإشارة يفهم.
لسنا ضد حب الوطن، ولسنا ضد الدفاع عنه.
لكننا ببساطة نرفض أن يُختزل حب مصر في شتائم على الهواء، وصراخ بلا معنى، وتجاوز لكل القيم التي تربينا عليها.
الحياء لم يكن يومًا نقيض الوطنية… بل كان دليلاً عليها.