عبد المعطى أحمد يكتب:زمن الرومانسية هل يعود؟
فى أيامنا هذه التى زاد فيها طوفان المادة على حده المعقول,كم يزداد شوقنا إلى أيامنا الخوالى التى عشنا فيها زمن الرومانسية الجميل,ويقينى أننا فى حاجة إلى مساحة من الرومانسية تهذب بعض سلوكياتنا,وتحد من اندفاعنا الجنونى وراء المادة.
والسؤال الذى أراه يلح علينا هو:هل هناك أمل فى أن تشرق علينا الرومانسية من جديد؟
إننى أرى أن ذلك فى الإمكان ولو بقدر محدود فى البداية, إذا أعدنا صياغة حياتنا مرة أخرى بأسلوب جديد,وسوف يكون ذلك سهلا جدا إذا عاد التراحم والتلاحم بيننا,وإذا ساد الحب فى بيوتنا,وشوارعنا ليصلح النفوس الخربة,والعقليات الجامدة.
وأرى أن الإعلام المقروء والمسموع والمرئى له دوركبير فى هذا المجال, لو اعتنى بالكلمة,واهتم بالموسيقى واللحن الذى تطرب له أسماعنا, ويسمو بوجداننا.
وأرى أن ذلك سهل جدا,وبخاصة إذا عادت لنا الكتابات الرومانسية.أما السينما فلها مجالها الواسع لو قدمت لنا أعمالا تضارع كلاسيكيات عز الدين ذو الفقار,وشاعرية بركات,واستعراضات أنور وجدى وليلى مراد.
وأرى أيضا أن نسمو بذوقنا العام,كأن تعود لحياتنا السلوكيات التلقائية مثل”شكرا”التى كنا نقولها لمن يقدم لنا شيئا,وأن نقول الكلمة نفسها لمحصل النقل العام,أو لأى إنسان قدم يد العون والمساعدة لأخيه الإنسان, وهكذا,ولكن الأهم من ذلك كله هو أن نحاول جميعا القضاء على البطالة,ليستطيع الشباب أن يجد عملا يضمن له كرامته,واستقلاله الذاتى.
ولابد أن نخرج إلى المناطق العمرانية الجديدة فى سيناء,وجنوب الوادى,والمدن الجديدة.
الشجاعة فى التعبير عن النفس هى الخطوة الأولى نحو تحرير العقل من الخرافات تحت إسم العلم,أوالأدب,أوالأخلاق.لقد توارثنا الكثير من اللاعلم تحت إسم العلم,والكثير من اللاأدب تحت إسم الأدب,والكثير من اللاأخلاق تحت إسم الأخلاق,والكثير من اللاعقل تحت إسم العقل.اللاعقل هو عجز المرأة أو الرجل عن الإفادة من عقله أو عقلها دون الاعتماد على الآخرين,فكونوا شجعانا فى إعمال عقولكم,لأن هذا هو الشعار الإنسانى العالمى لدخول العصر الجديد.إعمال العقل يحتاج إلى الحرية.إنها الحرية الإنسانية الممنوحة للبشر فى جميع العقائد والأديان خاصة الإسلام الذى يقوم على العقل أساسا,وعلى الاجتهاد الفكرى فى كل مسألة,وعلى المسئولية الشخصية للفرد الرجل أو المرأة,دون وسطاء من الكهنةأو رجال الدين,فالإسلام ليس فيه كهنوت,وكل امرأة وكل رجل مسئول عن أعماله وأفكاره,وليس رجل الدين,وهذه المسئولية الشخصية تفرض على كل إنسان امرأة أو رجل أن يعمل عقله فى قضايا حياته العامة والخاصة.إنها مسئولية المرأة والرجل على حد سواء,فالمرأة لها عقلها كالرجل لاينقص منه خلية واحدة,ولانصف خلية,وواجب النساء إعمال عقولهن فى كل مسألة,ومنها مسألة الختان مثلا,ومن العبث عدم التشكك فى أى عادة موروثة مناقضة للعقل مثل: عادة الختان,أو عادة الإخصاء,أو عادة خرم الأذن,أوالأنف وغيرها من العمليات الجراحية التى كان الأسياد يشوهون بها أجساد عبيدهم,ونسائهم من أجل إخضاعهم,إن التشكك فى الأفكار والعادات الموروثة عنصر مهم فى البحث العلمى,وبناء العقل النقدى الذى فشل النظام التعليمى والإعلامى ببلادنافى تكوينه,رغم أن العقل النقدى هو السلاح الذى ندخل به القرن المقبل.
“مسرح الشارع”يعد فنا جماهيريا له تأثيره القوى على المتلقين,لما يتمتع به من بساطة وسهولة فى طرح الفكرة أو القضية,فضلا عن أنه يذهب إلى جمهوره حيث يكون,ولايكلف الجمهور مشقة الذهاب إليه,وهذا يتطلب من الجهات المهتمة بفن المسرح كقصور الثقافة والفرق المسرحية سواء الجامعية أو الخاصة وغيرهما من الهيئات توظيف هذا الفن بصورة إيجابية فى نشر الوعى والتثقيف,خاصة فى المناطق الأكثر احتياجا لذلك.لدينا قضايا بالغة الأهمية يمكن أن يلعب مسرح الشارع دورا مهما فى التوعية بها مثل الزيادة السكانية,والتغيرات المناخية,وتحسين البيئة,واستغلال خاماتها,والأمية,وزراعة أسطح المنازل,وتحويل الأسرة إلى وحدة منتجة تحقق الاكتفاء الغذائى لنفسها,وانعكاس كل هذه القضايا على صحة الفرد والمجتمع.مسرح الشارع وسيلة فنية رائعة قادرة على الوصول لأى مكان وإحداث التغيير الإيجابى فى فكر وسلوك الجمهور.
هناك بعض التصرفات التى يقوم بها بعض موظفى المحليات فى تعاملهم مع المشكلات والمواطنين فى القرى والنجوع خاصة فيما يتعلق بقرارات الإزالة أو التصالح فى مخالفات البناء وغيرها,ويتفننون فى تعطيل مصالح الجمهور بأسلوب يسىء إلى صورة الدولة,وإلى ماتسعى لتحقيقه من “حياة كريمة”لمواطنيها,ويحمل الحكومة باتهامات بما ليس فيها.مطلوب مع تطوير البنية الأساسية تطوير العقلية الوظيفية بما يتناسب مع أهداف الوطن.