مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب: غريب في بيتي

أصدقائي وقرائي الأعزاء يوافق اليوم الأحد 18من شهر ديسمبر اليوم العالمي لإحياء اللغة العربية وللأسف الشديد من إسم اليوم لأول وهلة تشعر أن اللغة العربية ( ماتت) والعالم يخصص لها يوم لإحيائها مع أن الميت من المستحيل أن يحيا!

لغتنا لغة القرآن الكريم لغة الضاد أصبحت غريبة في بيتها بلاد العرب أمجاد لاتكاد تجد واحد من بين كل ألف يتحدث اللغة العربية الفصحى ويتقنها نطقا وكتابة بسبب عملية التغريب الممنهجة التي بدأت منذ مئات السنين بطريقة خبيثة ومدروسة؟!

بدأت بأفلام المقاولات والسيناريوهات الهابطة والألفاظ المبتذلة وإنتقلت إلى المسلسلات الهايفة التي دخلت كل المنازل عبر شاشات التلفزيون الذي دخل كل بيت وتأثر به كل طفل على مستوى الوطن العربي.

وإنتقلت الحكاية إلى الشوارع وبدأت مسميات المحلات والمطاعم والمدن الجديدة تأخذ ألفاظ وكلمات ( أجنبية) بحروف عربية كنوع من التقليد الأعمى وعقدة الخواجة وبدأت رويدا رويدا تنتشر حتى لاتكاد تجد لفظ باللغة العربية الفصحى مكتوب على واجهة محل أو مدينة إلا من رحم ربي حتى الأندية الرياضية تخلت عن اللغة العربية وأطلقت على نفسها ( بيراميدز) بديل الأهرامات و( فيوتشر) بديل المستقبل وقل الأهتمام بتدريس اللغة بطريقة صحيحة وأصبحت من أصعب المواد الدراسية على تلاميذ وطلبة العلم في بلاد اللغة العربية الفصحى.

ووصل بنا الحال أن نجد شباب خريج جامعة يكتب ( لاكن ) هكذا وهي لكن ويكتب كلمة ( إنشاء الله ) هكذا وهي إن شاء الله وهناك عشرات الأمثلة من هذه الأخطاء الإملائية الشائعة وإذا تحدثت مع شاب أو فتاه تجده أو تجدها تنطق أو ينطق كام كلمة أجنبية في حديثه أو حديثها ليظهر أو لتظهر على أنه أو أنها ( مثقف) أو ( مثقفة) ومودرن وإذا ماوجدت شاب يتحدث اللغة العربية الفصحى يصبح مسار سخرية من أصدقائه!

هكذا وصل الحال باللغة العربية الفصحى أن تصبح غريبة في بيتها لذلك كان عنوان مقالي
( غريب في بيتي)

وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه

زر الذهاب إلى الأعلى