مقالات الرأى

: حسن الشايب يكتب: عيد ميلادي المونديالي !

0:00

في مقالي السابق تحدثت عن تجربتي أو حكايتي مع تدخين الشيشة، وقلت إنه لا شيء مستحيل التحقيق طالما توفرت الإرادة والعزيمة، وهذا ما نجحت فيه بفضل الله وأصبحت (عادة) تدخين الشيشة من ذكريات الماضي التي لا يمكن أن تعود، حتى إنني الآن أكره أن أتواجد في مكان فيه بعض المدخنين، كما لم تعد تغريني أجواء الشيشة مهما كانت جميلة لأعود إليها، وهو ما حدث معي مساء يوم الخميس الماضي أثناء حضوري أمسية فنية ترفيهية أقيمت للإعلاميين من مختلف دول العالم والمتواجدين في قطر لتغطية بطولة كأس العالم 2022، حيث كانت الاحتفالية على شاطىء جزيرة بمدينة الدوحة وعلى أنغام الموسيقى العربية الجميلة ، ومع ذلك حرصت على الجلوس بعيدا عن مقاعد المدخنين العرب والأجانب ، ذلك لقناعتي الراسخة بأن الاستجابة لرغبات النفس والعودة ولو لمرة واحدة لأنفاس الشيشة أو لأي عادة أخرى كنت قد توقفت عنها، فذلك تراجع واستسلام أرفضه، فقد كرَّمنا الله سبحانه وتعالى بنعمة العقل والتفكر والإرادة في اختيار ما ينفعنا واجتناب ما يضرُّنا. > > ولا أخفيكم سرا فقد راودتني لثوانٍ قليلة فكرة الاستمتاع بهذه الأجواء الاحتفالية الرائعة بالاستجابة لدعوة صديقي وزميلي السوداني (بوعمر) المرافق لي، بطلب شيشة احتفالا بعيد ميلادي التاسع والخمسين الذي صادف نفس يوم الاحتفال بالإعلاميين (15 ديسمبر) ، وكأن لسان حاله يقول ” مرة تفوت ولا حد يموت”، ولكني والحمدلله لم أفكر في كلامه وكان ردي الفوري والحاسم لا وألف لا ، فربما تكون العودة لتدخين الشيشة هذه المرة (لا تفوت) وقد تقودني إلى (الموت)!. > > قلت له: دَعْك يا صديقي من الشيشة ودخانها، وتعال نحتفل بما لذ وطاب من طعام العشاء على أنغام الموسيقى والأغاني ومشاهدة الاستعراضات الفنية الرائعة في الأجواء المونديالية .. ويكفيني سعادة أن العالم كله – دون أن يدري- شاركني هذه الليلة الاحتفال بعيد ميلادي، وكما قيل: “ربَّ صُدفة خير من ألف ميعاد” .. وكل سنة وأنا طيب ! .
>

زر الذهاب إلى الأعلى